التقاريرتقارير النفطرئيسيةروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسيةنفط

حظر النفط الروسي.. قرار أوروبي "سهل" لكن يصعب تنفيذه (تقرير)

أحمد بدر

يواصل الاتحاد الأوروبي إجراءاته التصعيدية ضد روسيا، التي تأتي في مقدمتها محاولة حظر النفط الروسي، وذلك ردًا على استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي بدأ في 24 فبراير/شباط الماضي.

ومع اقتراح الاتحاد الأوروبي تطبيق حظر تدريجي على النفط من موسكو، ما زال الأمر يواجه صعوبة في تنفيذه، بسبب وجود شبكة توزيع معقدة في أوروبا، بالإضافة إلى عدة تحديات تتعلق بتتبع الخام، بمجرد مزجه أو تكريره، وفق ما قالت وكالة رويترز.

ومن المقرر أن تدخل خطة حظر النفط الروسي تدريجيًا -إذا وافقت عليها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي- حيز التنفيذ في غضون 6 أشهر، في حين سيستغرق الأمر نحو 8 أشهر بالنسبة إلى الديزل ومنتجات النفط الأخرى.

فرصة للمجر وسلوفاكيا

النفط الروسي - النفط في روسيا
شاحنة وقود تمر عبر رافعة ضخ في حقل نفط سيرجييفسكوي مملوك لشركة باشنفط في روسيا

بموجب الاقتراح، ستحصل كل من المجر وسلوفاكيا على مدة أطول، تمتد حتى نهاية العام المقبل 2023، للتكيف مع الحظر، ما يعني أن دول الاتحاد الأوروبي ستظل قادرة على شراء النفط الروسي عبر المجر وسلوفاكيا، في حالة عدم التصديق على خطة تمنع البلدين من شراء نفط أكثر مما تحتاجان.

ومن المقرر أن تستمر الدول الأوروبية في شراء الشحنات الروسية من دول ثالثة أخرى، دون أن تدرك مصدرها، إذ يمكن في المعتاد تتبع الشحنات ومعرفة مصدرها، بناء على تركيبتها الكيميائية، مثل محتوى وكثافة الكبريت.

ومع ذلك، فقد تعرض بعض المشترين للخداع في الماضي بوثائق مزورة، لإخفاء منشأ الشحنات من البلدان الخاضعة للعقوبات، بما في ذلك إيران وفنزويلا، وفقًا لما نقلته رويترز عن مصادر في الصناعة.

ويصبح الأمر أكثر صعوبة في حالة خلط النفط الخام بخامات أخرى في مصافي التكرير، ويكاد يكون التمييز بين أنواع الخام ومصادره مستحيلًا بعد معالجته، ليتحول إلى منتجات قياسية، مثل البنزين أو الديزل أو وقود الطائرات.

وكانت 26 شركة تكرير وشركات تجارية أوروبية كبرى -على الأقل- أوقفت عمليات الشراء الفورية، بجانب وضع بعضها خططًا للتخلص التدريجي من 2.1 مليون برميل يوميًا من النفط الروسي، حسب بيانات بنك جي بي مورغان الأميركي.

الشركات الأوروبية وروسيا

توقفت الشركات الأوروبية -مثل شل وتوتال إنرجيز وريبسول وبي بي البريطانية- عن شراء أي منتجات مكررة ذات محتوى روسي، إذ تنص عقود "بي بي" على أن أي صفقة مع بائع ينتهك سياستها ستكون باطلة.

كما تطالب بعض شركات الشحن بضمانات تؤكد أن الشحنات ليس لها منشأ أو ارتباط بروسيا، ولم تنقلها سفينة لها علاقات مع روسيا، وذلك وفقًا لوثائق اطلعت عليها رويترز.

ورغم وجود هذه الوثائق، لا توجد أي ضمانات لإزالة الخام الروسي بمجرد دخوله المركز الرئيس لاستيراد النفط في الاتحاد الأوروبي، في مجمع أمستردام - روتردام - أنتويرب - "إيه آر إيه"، المكون من 8 موانٍ منتشرة في بلدين، و96 محطة و6 آلاف و300 صهريج تخزين، مملوكة لمئات الشركات العالمية.

النفط الروسي - واردات أوروبا

وأعلنت شركة شل أن بعض المنتجات المعالجة في المصافي الأوروبية ستواصل احتواء النفط الروسي، إذ إنه عادة ما تُخلط العديد من المنتجات مثل الديزل، ما يعني أن نسبة من السوائل الممزوجة في الأنابيب والخزانات التي تغذي الصناعة بأكملها ستكون قد نشأت في روسيا.

وقال رئيس تحليل الطلب على النفط في شركة "إف جي إي"، كونيت كازوك أوغلو، النفط الروسي المخلوط في "إيه آر إيه" قد يظهر في البيانات الجمركية ببساطة وقودًا من هولندا، مضيفًا: "أعتقد أن كثيرًا من دول أوروبا ستعرض أسعار الواردات من هولندا لإخفاء منشأ المنتجات الروسية".

طرق نقل النفط الروسي

يمكن تحميل الوقود وإعادة تصديره إلى مناطق ودول أخرى، كما يمكن أن يذهب بالسفن إلى محطات أخرى داخل الميناء نفسه، أو يتجه إلى نهر الراين إلى سويسرا وفرنسا وألمانيا، وهو ما يمكن -وفقًا للتجار- أن يخفي مصدر الوقود.

النفط الروسي

ومن خلال مركز "إيه آر إيه"، يمكن توزيع المنتجات النفطية من خلال نظام خطوط الأنابيب في وسط أوروبا، التابعة لحلف الناتو، التي ترتبط بنحو 6 موانٍ بحرية، و11 مصفاة في جميع أنحاء القارة، و3 محطات سكك حديدية، و16 محطة لتحميل الشاحنات، و6 مطارات دولية.

وقالت مصادر في الصناعة إن المشترين يطالبون بصورة متزايد بتفاصيل منشأ النفط المخلوط من مواقع التخزين، لاتخاذ قرارهم بشأن قبوله، لكن وثائق المنشأ التي يمكن تتبعها بالكامل ليست متاحة دائمًا بسهولة في إطار زمني معقول قبل إتمام الصفقة.

المنتجات روسية المنشأ

صنفت شركة شل في السابق، المنتجات ذات المنشأ الروسي، على أنها تلك التي تحتوي على 50% أو أكثر من محتواها من الوقود المنتج في روسيا.

النفط الروسي
مصفاة لوك أويل الروسية - الصورة من رويترز

لكن الشركة شددت -مؤخرًا- قيودها على شراء النفط الروسي، قائلة إنها لن تقبل بعد الآن المنتجات المكررة ذات المحتوى الروسي، بما في ذلك الوقود المخلوط، وذلك وفقًا لبنود عقود تداولها.

ومع ذلك، فإن التشديد لا ينطبق إلا على المنصات التي يُسمح فيها للشركات بإدخال بنودها الخاصة، وستستبعد عقد زيت الغاز في بورصة "آي سي إي" الرئيسة، حسبما نقلت رويترز عن أحد المصادر، التي أكدت أن تجارًا آخرين ما زالوا يقيمون مزيج الديزل، إذا احتوى على نحو 49% من الديزل الروسي، باعتباره منتجًا غير روسي.

النفط الروسي في أوروبا

تُعد أوروبا وجهة رئيسة لما يقرب من نصف صادرات روسيا من النفط الخام والمنتجات النفطية، وفقًا لبيانات وكالة الطاقة الدولية، بما يصل إلى 2.2 مليون برميل يوميًا من النفط الخام، و1.2 مليون برميل يوميًا من المنتجات النفطية.

كما تُعدّ روسيا أكبر موردي النفط في أوروبا، إذ وفرت ما يزيد قليلًا على ربع واردات الاتحاد الأوروبي من النفط في عام 2020، وفقًا لبيانات من مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي يوروستات، في حين تُعد ألمانيا أكبر مشتري النفط الروسي في أوروبا، بما يصل إلى 555 ألف برميل يوميًا، أو 34% من إجمالي وارداتها النفطية في 2021.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اشترت هولندا 748 ألف برميل من النفط الروسي يوميًا، أو 23% من إجمالي إنتاج موسكو، وذلك وفق تقرير منفصل نشرته رويترز.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق