تقارير النفطروسيا وأوكرانيانفط

تحديات تهدد صادرات النفط الروسي إلى آسيا (تقرير)

أمل نبيل

دفعت العقوبات الغربية على النفط الروسي موسكو للبحث عن أسواق بديلة في دول أخرى، وعلى الرغم من زيادة التدفقات الروسية إلى الدول الآسيوية خلال الأسابيع الماضية، فإن استمرار تلك التدفقات يواجه تحديات عديدة قد تؤثّر في الكميات المصدّرة أو أسعارها.

وانهالت العقوبات الأوروبية والأميركية على قطاع الطاقة الروسي بعد هجوم موسكو على أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي، فضلًا عن انسحاب عدد كبير من شركات النفط من أعمالها في روسيا.

وحتى الآن، لا يوجد تأثير واضح للعقوبات الغربية في حجم النفط الخام المتدفق من موانئ موسكو، وعلى الرغم من تراجع الشحنات البحرية من النفط الروسي خلال الأسابيع الأولى من غزو أوكرانيا، فإن صادرات موسكو عادت لتنتعش خلال الأسبوع الأول من أبريل/نيسان.

وشُحِنَ نحو 1.8 مليون برميل يوميا من الخام الروسي إلى الموانئ الأوروبية قبل غزو أوكرانيا.

صادرات النفط الروسي إلى أسيا

يرجع الانتعاش في الصادرات النفطية الروسية إلى توجّه موسكو لأسواق جديدة بعيدًا عن القارّة الأوروبية، إذ قفز عدد الشحنات المتجهة إلى آسيا من موانئ البحر الأسود وبحر البلطيق، بنحو كبير.

وارتفعت تدفقات النفط الخام إلى الدول الآسيوية من موانئ روسيا من الصفر إلى 875 ألف برميل يوميًا خلال الأسبوع الأول من أبريل/نيسان، ما يعادل تقريبًا شحنات روسيا اليومية المجمّعة إلى ألمانيا وفرنسا واليونان وإيطاليا والمملكة المتحدة قبل الغزو الأوكراني.

النفط الروسي
حقل نفطي -أرشيفية

وعلى الرغم من قيام شركات النفط الروسية بتقديم خصومات كبيرة تتجاوز 30 دولارًا للبرميل، لبيع النفط الخام داخل أوروبا، فإنها لم تتبع سياسة الخصومات في مبيعاتها إلى الهند، لكن روسيا قد تضطر إلى تغيير سياستها في نيودلهي، مع توجّه شركات التكرير الحكومية إلى الصفقات الخاصة بدلًا من الشراء من خلال المناقصات العامة بحثًا عن عروض أفضل، وفقًا لصحيفة إيكونوميك تايمز المحلية.

وعلى الرغم من تدفّق النفط الروسي على الدول الآسيوية، ومن بينها الهند، خلال الأسابيع الماضية، فإن الأيام المقبلة يمكن أن تشهد تقنينًا لحجم مشتريات مصافي التكرير الهندية للنفط الروسي، والتي يمكن أن تحلّ محلّ عمليات الشراء من دول أخرى، وهو الأمر الذي تخشاه الشركات الهندية خوفًا من الإضرار بعلاقتها القوية مع مورّديها التقليديين في الشرق الأوسط.

وتعدّ الهند ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، إذ تستورد أكثر من 84% من احتياجاتها من الخام.

تحديات تواجه صادرات النفط الروسي

بالإضافة إلى مسألة التركيب الكيميائي للخام الأسود، إذ توجد أنواع مختلفة من النفط الخام، وتحقق مصافي التكرير ربحية أكبر عندما تعالج درجة معينة من الخام، أو مزيجًا من الدرجات؛ سيتعين على الكميات المتزايدة من الخام الروسي أن تصبح بديلة للخامات النفطية ذات الجودة المماثلة من حيث الجاذبية ومحتوى الكبريت، وهو ما قد يؤثّر في الكميات التي تستطيع المصافي استيعابها.

كما إن زيادة تدفقات النفط الخام من الموانئ في غرب روسيا إلى الصين والهند، قد يقابلها ارتفاع التدفقات من خام الخليج العربي إلى أوروبا، الأمر الذي سيشكّل ضغطًا على أسواق الناقلات.

ويؤدي طول المسافة بين روسيا وآسيا إلى زيادة الأوقات التي تستغرقها السفن في كل عملية تسليم، إذ يستغرق نقل شحنة النفط الخام من ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود إلى سيكا في الهند 3 أضعاف المدة التي تستغرها عملية التسليم لميناء ترييستي في إيطاليا.

ويستغرق الأمر وقتًًا أطول من بحر البلطيق الذي أصبح المنفذ الرئيس لروسيا للشحنات المتجهة غربًا، فبينما يستغرق تسليم الخام الأسود من بريمورسك أو أوست -لوغا إلى فنلندا أول ليتوانيا أو بولندا، يومًا أو يومين، ونحو أسبوع لشحنه إلى هولندا أو ألمانيا، تستغرق الرحلة إلى الساحل الغربي للهند شهرًا.

وسيتطلب تدفّق النفط الروسي للهند 5 إلى 6 أضعاف عدد السفن المستخدمة، وسيؤدي الطلب المتزايد إلى رفع تكلفة النقل.

وفي عام 2021، استوردت آسيا نحو 1.6 مليون برميل يوميًا من النفط الخام من روسيا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

 

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق