نوفاك: بعض مشتري الغاز الروسي تحولوا إلى الروبل.. وأوروبا لن تستغني عن إمداداتنا
دينا قدري
أكد نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، أن العديد من مشتري الغاز الروسي وافقوا على الدفع بالروبل؛ تنفيذًا لقرار الرئيس فلاديمير بوتين الذي دخل حيز التنفيذ بدءًا من الشهر الجاري.
وأضاف -في تصريحات نُشرت اليوم الجمعة-: "نتوقع قرار التحول إلى الروبل من مستوردين آخرين"، دون الكشف عن هويات العملاء الذين تحولوا بالفعل، حسبما نقلت وكالة رويترز.
وكان وزير الاقتصاد الأرميني، فاغان كيروبيان، قد صرح -في مقابلة مع منصة آر بي سي الروسية- بأن أرمينيا دفعت عدة مدفوعات لإمدادات الغاز الروسي بالروبل.
قرار شراء الغاز الروسي بالروبل
أعلن بوتين -الشهر الماضي- أن مشتري الغاز الروسي من الدول "غير الصديقة" يجب أن يدفعوا بالروبل بدءًا من الأول من أبريل/نيسان، محذرًا أوروبا من أنها تخاطر بقطع إمدادات الغاز ما لم تدفع بالعملة الروسية.
واقترح بوتين أن يفتح مشترو الطاقة حسابات في مصرف غازبروم بنك؛ إذ سيجري تحويل المدفوعات باليورو أو الدولار إلى الروبل.
وقال -في تصريحات تلفزيونية-: "من أجل شراء الغاز الروسي، يتعين عليهم فتح حسابات بالروبل في البنوك الروسية.. ومن هذه الحسابات ستُسدد مدفوعات الغاز الذي يُسَلَّم بدءًا من الغد".
وتابع: "إذا لم تُسَدد هذه المدفوعات؛ فسنعد ذلك تقصيرًا من جانب المشترين، مع كل العواقب المترتبة على ذلك. لا أحد يبيع لنا أي شيء مجانًا، ولن نقوم أيضًا بأي أعمال خيرية؛ أي أن العقود الحالية ستُوقف".
جاء ذلك في الوقت الذي تسعى فيه روسيا للرد على العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على موسكو، في أعقاب غزوها لأوكرانيا.
صعوبة الاستغناء عن الطاقة الروسية
في سياقٍ متصل، شدد نوفاك -في مقال نشرته مجلة إنرجي بوليسي- على أنه من غير المرجح أن تتمكن دول الاتحاد الأوروبي من استبدال النفط والغاز من روسيا بالكامل في السنوات الـ5-10 المقبلة.
وبحسب نوفاك؛ فإن روسيا تستحوذ على 30% من إمدادات النفط، و40% من إمدادات الغاز، إلى دول الاتحاد الأوروبي، بينما تبلغ حصة الفحم الروسي من إجمالي الواردات الأوروبية نحو ثلث إجمالي المشتريات.
وكتب نوفاك في مقاله: "يشير قرار البرلمان الأوروبي بشأن حظر استيراد موارد الطاقة الروسية إلى أن القرار يجب أن يقترن بخطة عمل تهدف إلى ضمان أمن إمدادات الطاقة في الاتحاد الأوروبي"، حسبما نقلت وكالة تاس.
كما قال: "مع ذلك، يتفق اللاعبون الرئيسون في الصناعة على أنهم لن ينجحوا تمامًا في استبدال النفط والغاز الروسي في السنوات الـ5-10 المقبلة".
وأضاف: "من المخطط -أيضًا- تحقيق الاستقلال في مجال الطاقة من خلال زيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة. ومع ذلك، شهدت أوروبا في مارس/آذار انخفاضًا في توليد الكهرباء بسبب توليد الرياح".
روسيا تضمن أمن الطاقة
أشار نوفاك إلى أن الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى المنتجين من قطر والجزائر والمملكة العربية السعودية والكويت، بوصفهم مستوردين محتملين للهيدروكربونات، بالإضافة إلى الولايات المتحدة.
وأكد نوفاك -في الوقت نفسه- أن منظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك" أعلنت بالفعل أن دول التحالف لن تكون قادرة على تعويض انخفاض إمدادات النفط الروسية إلى السوق العالمية.
وشدد على أن هذا الأمر يعني أنه نادرًا ما يوجد بديل معقول لمصادر الطاقة من روسيا اليوم.
وقال: "مع الأخذ في الحسبان حصة روسيا في السوق، يصبح من الواضح أنه دون موارد الطاقة الخاصة بها، من المستحيل التحدث عن ضمان أمن الطاقة في أوروبا".
وتابع: "لذلك، الآن مصير الصناعة الأوروبية وراحة مواطني الاتحاد الأوروبي، يعتمدان كليًا على عقلانية قرارات زعماء الاتحاد الأوروبي".
موضوعات متعلقة..
- الاستغناء عن الغاز الروسي.. صعوبات كبيرة أمام خطط أوروبا (تقرير)
- إذا توقف الغاز الروسي.. ما البدائل المتاحة أمام أوروبا؟
- الغاز في أفريقيا.. هل يستطيع تعويض أوروبا عن الإمدادات الروسية؟
اقرأ أيضًا..
- 3 مؤسسات كبرى ترسم ملامح الطلب على النفط.. نظرة سلبية
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع انكماش الطلب العالمي على الغاز في 2022
- أفضل أنواع الألواح الشمسية للاستخدام المنزلي.. الشركات والأسعار
- السيارات الهجينة في أفريقيا.. المغرب ومصر بوابة لشركات التصنيع الأوروبية