التقاريرتقارير الغازرئيسيةروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسيةعاجلغاز

إذا توقف الغاز الروسي.. ما البدائل المتاحة أمام أوروبا؟

احتمالات العودة إلى الفحم تتزامن مع التوجه نحو الطاقة النظيفة

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • يمثل الاستغناء عن الوقود الأحفوري أولوية في السنوات المقبلة لدى قادة الاتحاد الأوروبي
  • • الغاز الطبيعي ينتج كميات هائلة من تلوث الهواء والمياه السامة
  • • روسيا لن تتضرر من إغلاق خط نورد ستريم 2 لأنه ليس قيد التشغيل
  • • قطع إمدادات النفط الروسية سيؤدي إلى عواقب وخيمة على السوق العالمية
  • • العودة إلى استهلاك الفحم ستكون كارثية على مستقبل كوكب الأرض
  • • غزو روسيا لأوكرانيا يمثل فرصة لتسريع التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة

وسط مخاوف من توقف الغاز الروسي، واحتمالات عودة أوروبا إلى استخدام مصادر أكثر تلويثًا، يمثّل الاستغناء عن الوقود الأحفوري أولوية في السنوات المقبلة لدى قادة الاتحاد الأوروبي الذين يسعون للحدّ من الاحتباس الحراري إلى أقل من 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة.

وبينما تواصل دول العالم فرض عقوبات على روسيا -نتيجة غزوها لأوكرانيا- والتي شملت تجميد الأصول المالية وحظر مرور الطائرات الروسية، إلّا أن هذه الإجراءات تجاهلت عنصرًا مهمًا للغاية وهو الغاز الروسي.

ويواصل الاتحاد الأوروبي تمويل روسيا مقابل شراء النفط والغاز الطبيعي، الذي ينتج كميات هائلة من تلوث الهواء والمياه السامة ويشكل أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وفقًا لما نشره موقع شبكة "يورو نيوز" باللغة الإنجليزية قبل أيام.

وتستورد أوروبا نحو 40% من النفط والغاز من روسيا، وتُعد ألمانيا واحدة من أكثر دول الاتحاد الأوروبي اعتمادًا على تلك الواردات.

ورغم إعلان ألمانيا، في الأسبوع الماضي، إلغاء خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 الممتد من روسيا بقيمة 9.9 مليار يورو، وهو خبر سار من الناحية البيئية، فإن روسيا لن تتضرر بالسرعة الكافية، لأن خط الأنابيب لم يدخل مرحلة التشغيل بعد.

الغاز الروسي

وتسعى الحكومات الأوروبية -حاليًا- لإيجاد بدائل للطاقة نتيجة تصاعد الحرب، بعد أن وصل سعر النفط بالقرب من 139 دولارًا للبرميل للمرة الأولى منذ عام 2008، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي.

أصداء الأزمة

قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك زاد المخاوف من حرب طاقة من خلال تحذيره من أن الكرملين قد يفرض حظرًا على ضخ الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم 1، حسبما أورد موقع مجلة "ذا ويك" الأسبوعية البريطانية.

وادعى نوفاك أن قطع إمدادات النفط الروسية سيؤدي إلى عواقب وخيمة على السوق العالمية، إذ يواجه المستهلكون ارتفاعًا حادًا في الأسعار، محذرًا من أن إيجاد بديل سيستغرق سنوات.

ونقلت صحيفة الإيكونيميست البريطانية عن الأستاذ في جامعة كاليفورنيا الأميركية في مدينة سان دييغو، ديفيد فيكتور، قوله إن الآثار ستكون أكثر حدة في سلوفاكيا والنمسا وأجزاء من إيطاليا، في حين أن ألمانيا ستكون الأكثر عرضة للخطر من بين الدول الأوروبية الكبيرة.

ومن جهته، حذر الوزير البريطاني السابق، المكلف بملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ديفيد فروست، من أن التقنين يمكن أن يحدث في حين يتدافع الجميع للحصول على بدائل.

وأضاف أنه على الرغم من أن بريطانيا لا تحصل على الكثير من النفط والغاز من روسيا، فإنها لن تنجو من عواقب خفض الإمدادات.

بدائل الغاز الروسي

دعت وزيرة الانتقال البيئي الفرنسية، باربرا بومبيلي -في اجتماع وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي يوم الإثنين في بروكسل لمناقشة طريقة وقف الاعتماد على الغاز والنفط الروسيين- إلى الاستعداد لجميع الاحتمالات.

وناقش وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي مساعدة قطاع الطاقة الأوكراني من خلال تسريع الربط المخطط لشبكة الكهرباء الأوكرانية مع أوروبا، ما سيجعلها أكثر استقلالية عن روسيا.

وتظهر الأزمة أن الاستغناء عن الوقود الأحفوري المستورد ليس مهمًا فقط في مكافحة تغير المناخ، وإنما بصفته قضية أمنية.

ومن الخيارات البديلة التي يتعين على دول الاتحاد الأوروبي مراعاتها، يأتي الفحم والغاز المسال ومصادر الطاقة المتجددة.

الغاز المسال

الغاز المسال - غاز مسال

تٌعدّ مشكلة الغاز الطبيعي أكبر من مشكلة النفط في أوروبا، وعلى الرغم من اقتراب موعد انتهاء فصل الشتاء، لا يزال هناك طلب على الواردات، إذ تعمل النرويج، ثاني أكبر مورد لأوروبا بعد روسيا، بأقصى طاقتها.

وحال قطعت روسيا الإمدادات، فقد تضطر الدول الأوروبية إلى تحويل المزيد من شحنات الغاز الطبيعي المسال المقبلة من الولايات المتحدة في وجهتها لتصل إليها.

وعلى الرغم من أن الغاز الطبيعي المسال أنظف أنواع الوقود الأحفوري، فإنه يُعدّ وقودًا أحفوريًا، ويُسهم في إحداث أضرار مناخية لا رجعة فيها.

ورغم أن الغاز الطبيعي المسال قد يغطي بعض النقص على المدى القصير، يقول الخبراء إنه لا يوجد ما يكفي من الغاز الطبيعي المسال لتلبية جميع احتياجات الطاقة في أوروبا.

وبدورها تحاول الولايات المتحدة شراء الغاز الطبيعي غير الروسي من أجزاء أخرى من العالم لمواكبة الطلب، في حين تتطلع ألمانيا على وجه التحديد إلى استيراد الغاز الطبيعي المسال من قطر وشراء الغاز من دول أوروبية أخرى، وقد تبني ألمانيا محطتين للغاز الطبيعي المسال محليًا.

وتدرس إيطاليا زيادة إمدادات الغاز من الجزائر، التي تربطها خطوط أنابيب بإسبانيا وإيطاليا، ولديها محطة كبيرة للغاز الطبيعي المسال في سكيكدة، وازداد إنتاجها من النفط والغاز العام الماضي بنسبة 5%.

ويمكن أن يكون لخط الأنابيب هذا إلى إيطاليا طاقة فائضة يمكن استخدامها لزيادة الإمداد إلى أوروبا ككل.

الاتجاه إلى الفحم

يُعدّ الفحم أكثر أنواع الوقود الأحفوري تلويثًا، وهو مسؤول عن أكثر من 0.3 درجة مئوية من زيادة درجة مئوية واحدة في متوسط درجات الحرارة العالمية، ما يجعله أكبر مصدر منفرد لارتفاع درجة الحرارة العالمية، كما أن العودة إلى استهلاك الفحم ستكون كارثية على مستقبل كوكب الأرض.

الغاز الروسي
توربينات الرياح بالقرب من منجم فحم مكشوف لشركة الطاقة الألمانية العملاقة آر دبليو إي

وإذا قطع الاتحاد الأوروبي علاقاته مع روسيا في مجال توريد الغاز، فإن البعض يقول إن أوروبا قد تضطر إلى إعادة استخدام محطات الفحم القديمة التي جرى إيقافها.

وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك: إن تشغيل محطات الفحم القديمة، على المدى القصير، قد يكون إجراء احترازيًا، داعيًا إلى إبقاء محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم في وضع الاستعداد وقد يُسمح لها بالعمل.

تُجدر الإشارة إلى أن ألمانيا أوقفت تشغيل البنية التحتية للفحم تدريجيًا في السنوات الأخيرة، إذ تتجه سوق الطاقة نحو مستقبل أكثر اخضرارًا وأقل كثافة لانبعاثات الكربون.

ويقول رئيس أبحاث أسواق الغاز والطاقة في شركة ريستاد إنرجي، كارلوس توريس دياز: إنه نتيجة تصاعد أزمة الطاقة، يظل الفحم مكونًا حاسمًا في مزيج الطاقة، خصوصًا عندما تكون موثوقية مصادر الطاقة الأخرى موضع شك.

وإذا عادت ألمانيا إلى استخدام الفحم، فسوف تخلف بوعدها الأخضر بالتخلص التدريجي من محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم بحلول عام 2030.

الطاقة المتجددة في أوروبا

يرى بعض القادة الأوروبيين أن غزو روسيا لأوكرانيا يمثل فرصة لتسريع التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، بما في ذلك المحطات النووية.

وتهدف ألمانيا الآن إلى تسريع نمو الطاقة الشمسية بالإضافة إلى مشروعات طاقة الرياح البرية والبحرية، بحسب موقع شبكة "يورو نيوز" باللغة الإنجليزية.

وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، العضو البارز في حزب الخضر، إن التوسع السريع في مصادر الطاقة المتجددة يُعدّ الأساس لتقليل اعتماد ألمانيا على الوقود الأحفوري الروسي.

وتمثّل الطاقة النووية بديلًا نظيفًا، فقد ارتفع توليد الكهرباء بالطاقة النووية بنسبة 6% في عام 2021 مقارنة بعام 2020 وكان أكبر مساهم في توليد الكهرباء في أوروبا منذ عام 2014.

وتتمثّل المشكلة، في الوقت الحالي، في أن العديد من محطات الطاقة النووية وصلت إلى نهاية دورة حياتها ومن المكلف إعادة بنائهما، إذ يبلغ عمرها التشغيلي نحو 40 عامًا.

وأوضح روبرت هابيك أن منع روسيا من الإثراء على المدى الطويل يتطلب الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة بسرعة.

الهيدروجين النظيف

الهيدروجين الأخضر
الهيدروجين الأخضر

يتوقع محللون أن تؤدي واردات الوقود المعتمد على الهيدروجين النظيف دورًا في حل أزمة الطاقة، ويشير البعض إلى أن أوروبا قد تتعرض للخطر بسبب اعتماد روسيا على الطاقة لعقود أخرى إذا اتبعت مسارًا معينًا لإنتاج الهيدروجين.

ووفقًا للباحث في التحولات العادلة في وحدة أبحاث سياسة العلوم في كلية إدارة الأعمال بجامعة ساسكس البريطانية، الدكتور ماكس لاسي بارناكل، تكثف روسيا خططها المتعلقة بإنتاج الهيدروجين.

وأوضح الدكتور ماكس لاسي بارناكل أن روسيا تطمح إلى أن تصبح منتجًا ومصدرًا رائدًا لطاقة الهيدروجين على مستوى العالم.

وأضاف أنه بالنظر إلى أن السوق الناشئة للهيدروجين تمثل فرصة تجارية حيوية، تستهدف روسيا 20% من الحصة السوقية العالمية للهيدروجين بحلول عام 2030، باستثمارات قدرها 127 مليون دولار على مدى السنوات الـ3 المقبلة.

جدير بالذكر أن أستراليا تُعدّ موردًا محتملًا للهيدروجين. ووجدت دراسة جديدة أن موارد الطاقة المتجددة ذات المستوى العالمي في جنوب أستراليا ستمنحها ميزة تنافسية في السباق لتزويد أوروبا بالهيدروجين النظيف عبر ميناء روتردام.

وقال نائب رئيس المفوضية الأوروبية، فرانس تيمرمانز، في يناير/ كانون الثاني الماضي: إن توفير طاقة مستقرة وبأسعار معقولة لمواطني الاتحاد الأوروبي، يتطلب زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق