التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

الهواتف الذكية.. جرس إنذار بشأن البصمة الكربونية

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • عدد مستخدمي الهواتف الذكية قد يبلغ 6.3 مليارًا في 2021
  • تزايُد عدد المستخدمين يعني المزيد من انبعاثات الكربون
  • البصمة الكربونية للهاتف الذكي تبلغ 70 كيلوغرامًا من الكربون سنويًا
  • بصمة الآيفون تبلغ 77.64 كيلوغرامًا من ثاني أكسيد الكربون
  • إعادة التدوير عملية مهمة لتجنّب حرق نفايات الهواتف المحمولة
  • بصمة آبل الكربونية خفضت بنحو 40% منذ عام 2015

الهواتف الذكية قد لا تُوجَّه إليها أصابع الاتهام عندما نفكر في تغيّر المناخ، مع التركيز على انبعاثات الكربون من الصناعات الثقيلة، مثل النفط والنقل والتعدين وغيرها.

ورغم ذلك، فإن النمو الهائل لمستخدمي الهواتف الذكية، يُطلق جرس إنذار بأن الصناعة في حاجة إلى مراعاة البصمة الكربونية حتى لا تتزايد مع استخدام المزيد من هذه الأجهزة.

ومن أجل تحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن، تحتاج صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى تقليل انبعاثات الكربون بنسبة 45% بحلول عام 2030، وهذا لن يتحقق حال تجاهل انبعاثات الهواتف الذكية، التي تسير في اتجاه تصاعدي.

الهواتف الذكية

مع التقدم التقني، والنمو الاقتصادي والسكاني الذي يعيشه العالم، فإن استخدام الهواتف الذكية في ارتفاع مستمر.

ويبلغ عدد مستخدمي الهواتف الذكية 6.37 مليار مستخدم هذا العام، ما يمثّل 80.7% من سكان العالم، ارتفاعًا من 3.66 مليار مستخدم عام 2016، بحسب بيانات ستاتيستا.

ووفقًا لتقديرات من شركة إريكسون ومجموعة راديكاتي، من المتوقع ارتفاع استخدام الهواتف الذكية إلى 7.33 مليار مستخدم بحلول عام 2025.

ووفقًا لشركة الأبحاث، تريند فورس، من المتوقع أن يزداد الإنتاج العالمي السنوي للهواتف الذكية لعام 2021 بنسبة 9% ليبلغ 1.36 مليار وحدة، بعد انخفاض قياسي في الإنتاج بلغ 11% عام 2020؛ بسبب جائحة كورونا، مسجلًا 1.25 مليار وحدة.

الهواتف الذكية

البصمة الكربونية للهاتف الذكي

هناك عدد من العناصر المختلفة تُشكّل البصمة الكربونية بالنسبة إلى الهواتف الذكية، بداية من تصنيعه من المواد المستخدمة (مثل المعادن الأرضية النادرة) والكهرباء المستخدمة لتشغيل المصنع ونقل المكونات والتعبئة والمنتجات النهائية، ووصولًا إلى استخدام الهاتف وشحنه المستمر.

وفي دراسة نُشرت عام 2018، أشارت تقديرات باحثين بجامعة ماكماستر في كندا إلى نمو انبعاثات الكربون المرتبطة باستخدام الهواتف الذكية بنحو 730% من 17 إلى 125 ميغا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا بين عامي 2010 و2020، بحسب ما نقله موقع ذا كونفرزيشن.

وبصفة عامة، فإن البصمة الكربونية للهاتف المحمول ​​تبلغ في المتوسط 70 كيلوغرامًا من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، بحسب تقرير لشركة أونست موبيل.

وتنتج مكالمة هاتفية لمدة دقيقة واحدة 0.1 غرامًا من ثاني أكسيد الكربون، ويؤدي إرسال رسالة نصية إلى إنتاج 0.014 غرامًا، بينما يُطلق استخدام 1 غيغابايت من الإنترنت 0.3 كيلوغرامًا، وفقًا للتقرير.

وفي ورقة بحثية، أجرتها شركة إريكسون، تُقدَّر انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المتعلقة بهاتف (Sony Z5 مع ملحقاته)، ما يعادل 19 كيلوغرامًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا، بافتراض متوسط الاستخدام وعمر تشغيل يبلغ 3 سنوات.

ومن خلال تضمين التأثير الناتج عن استخدام الشبكات ومراكز البيانات، تزيد الانبعاثات السنوية إلى 62 كيلوغرامًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، إذ إن الحصول على المواد الخام وإنتاجها هو الأكثر تأثيرًا فيما يتعلق بالمواد السامة الناتجة والتأثيرات البيئية الأخرى، بحسب إريكسون.

بصمة الآيفون

في حين إن أجهزة آيفون من أكثر الهواتف الذكية رواجًا في العالم، فإن رصد تأثيرها البيئي أمر مهم.

وتبلغ البصمة الكربونية لجهاز آيفون في المتوسط 77.64 كيلوغرامًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وحتى آيفون 13 برو ماكس، الصادر حديثًا هو الأكثر إطلاقًا للانبعاثات بنحو 117 كيلوغرامًا، بحسب موقع كومبير آند ريسيكل.

ومع توقعات أن تبيع آبل 250 مليون وحدة في العام المالي 2021، فإن ذلك يعني إطلاق 19.41 ميغا طن من الكربون في ذاك العام وحده، وهو ما يتطلب تشغيل 404 توربينات رياح طوال العام، لتعويض هذه الانبعاثات، وفقًا لموقع كومبير آند ريسيكل.

وبموجب تقرير المسؤولية البيئية لعام 2021، يأتي 71% من البصمة الكربونية للشركة من الإنتاج، مع نسبة كبيرة من هذه الانبعاثات الناتجة عن استخدام الألومنيوم في منتجاتها.

النفايات الإلكترونية

مع نهاية العمر الافتراضي للهاتف المحمول، فإن تأثيره السلبي في المناخ يظل مستمرًا، مع التخلص غير الصحيح من نفايات الهواتف والأجهزة الإلكترونية والكهربائية الأخرى.

ومن المتوقع أن يتخلص العالم من 57.4 مليون طن من نفايات الأجهزة الإلكترونية والكهربائية خلال 2021، بما يفوق وزن سور الصين العظيم، بحسب تقرير لمنتدى مخلّفات الأجهزة الإلكترونية والكهربائية.

وينتهي المطاف بنحو 151 مليون هاتف في الولايات المتحدة، في مكبّات النفايات أو المحارق سنويًا، وفقًا لمنتدى نفايات الأجهزة الإلكترونية والكهربائية.

وبحسب تقرير مراقب النفايات الإلكترونية، من المحتمل أن يتسبّب التخلص غير السليم من النفايات الإلكترونية بإطلاق 98 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي على مستوى العالم عام 2019، وهذا يمثّل تقريبًا 0.3% من إجمالي انبعاثات الكربون عالميًا.

وفي عام 2019، فإن عملية إعادة التدوير بلغت 17.4% فقط من النفايات الإلكترونية، ما يعادل 53.6 مليون طن.

وبحسب مدير برنامج الدورات المستدامة للأمم المتحدة، روديجر كوير، فإنه يوجد في كل مليون هاتف محمول -على سبيل المثال- 24 كيلوغرامًا من الذهب، و16 ألف كيلوغرام من النحاس، و350 كيلوغرامًا من الفضة، و14 كيلوغرامًا من البلاديوم، ومن شأن تجاهل إعادة تدوير هذه المواد أن يزيد من أضرار النفايات الإلكترونية على البيئة.

أضرار أخرى

بغضّ النظر عن تأثير الهواتف الذكية في زيادة الانبعاثات الكربونية، فإن إنتاجها له العديد من التداعيات السلبية الأخرى.

وعلى سبيل المثال، كانت آبل ضمن عدّة شركات تكنولوجيا رفعت عائلات في دولة الكونغو الديمقراطية دعوى قضائية ضدّها، لاتّهام هذه الشركات بالتسبّب في قتل أو إصابة الأطفال خلال عملهم في التنقيب عن الكوبالت المستخدم لتشغيل الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب المحمولة والسيارات الكهربائية، حسبما نقلت صحيفة الغارديان قبل عام.

ويأتي أكثر من 60% من إمدادات الكوبالت من الكونغو الديمقراطية، مع تزايد الطلب عليه، لتشغيل بطاريات الليثيوم القابلة لإعادة الشحن المستخدمة في ملايين المنتجات التي تبيعها آبل وغيرها.

وفي الواقع، فإن حرق النفايات الإلكترونية، فضلًا عن أضرارها الكبيرة في البيئة، فإنها تُعرّض صحة وحياة العاملين والأطفال في العالم للخطر من خلال تعرّضهم لبعض المواد في الأجهزة الإلكترونية؛ مثل الرصاص والزئبق والكادميوم.

تعهدات آبل

في عام 2020، تعهدت شركة آبل بأن تكون محايدة الكربون بحلول عام 2030، أي قبل 20 عامًا من الموعد الذي يدعم التزام اتفاقية باريس للمناخ.

وفي الوقت الحالي، تُعدّ الشركة الأميركية محايدة للكربون في عملياتها المؤسسية العالمية، وهذا الالتزام يعني أنه بحلول نهاية العقد، ستكون أجهزة آبل المبيعة كافة ليس لها تأثير سلبي في المناخ.

ومن أجل تحقيق هذا الهدف، تخطط آبل لتقليل انبعاثات الكربون الخاصة بها بنسبة 75% مقارنة بمستويات عام 2015، على أن تقوم بموازنة نسبة 25% المتبقية باستخدام مشروعات إزالة الكربون عالية الجودة لتعويض ما تخلّفه مناطق عملياتها، التي لا يمكن تجنّب استخدام الكربون فيها حاليًا.

وتهدف صانعة الآيفون إلى تحقيق الحياد الكربوني في سلسلة التوريد وتصنيع المنتجات، مع خططها لتحويل سلسلة التوريد بالكامل إلى الاعتماد على الكهرباء المتجددة بنسبة 100% بحلول عام 2030.

وتعمل آبل على صنع المنتجات والتعبئة والتغليف باستخدام مواد معاد تدويرها أو متجددة، ما يؤدي إلى عدم وجود نفايات، فضلًا عن جهودها لتقليل استخدام الموارد النادرة، مثل المياه العذبة.

وفضلًا عن ذلك، تركّز آبل في القضاء على المواد الكيميائية الضارة في منتجاتها، مع اتّباع مبدأ الشفافية بنسبة 100% حول استخدام المواد الكيميائية في سلسلة التوريد والمنتجات.

جهد ملحوظ للقطاع

ومع كل سلبيات الهواتف الذكية المذكورة سابقًا، وبغضّ النظر عن التعهدات، التي ما تزال غير ملموسة، فإن الشركات الكبرى تواصل تعزيز جهودها لتقليل أثرها السلبي في البيئة.

وفي هذا الصدد، خفضت آبل بصمتها الكربونية بمقدار 4.3 مليون طن متري عام 2019 من خلال ابتكارات التصميم والمحتوى المعاد تدويره في منتجاتها، وعلى مدار الأعوام الـ11 الماضية، خفضت الشركة الأميركية متوسط ​​الكهرباء اللازمة لاستخدام المنتج بنسبة 73%.

وبصفة عامة، تمكّنت آبل من خفض بصمتها الكربونية بنحو 40% منذ عام 2015، لتصل إلى 22.6 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون عام 2020، بحسب تقرير المسؤولية البيئية الصادر عن الشركة الأميركية في 2021.

كما خفضت صانعة الآيفون الانبعاثات من الغازات المفلورة التي تُستخدم في تصنيع بعض مكونات الإلكترونيات، ويمكن أن تسهم في الاحتباس الحراري- بأكثر من 242 ألف طن متري في عام 2019.

البصمة الكربونية - آبل

وبعيدًا عن آبل، أعلنت شركة هواوي الصينية مؤخرًا أنها ستطرح بنية تحتية أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، لجعل شبكات فايف جي (5G) أكثر اخضرارًا.

بينما تعمل شركة فاير فون على تصنيع هاتف يضع الناس والكوكب في المقام الأول، من خلال العمل على زيادة عمر منتجاتها وتسهيل إصلاحها؛ ما يقلل مشكلة النفايات الإلكترونية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق