بريطانيا تفشل في تحقيق الأهداف المناخية.. الاقتصاد الأخضر لم ينمُ منذ 2014

أظهر أحدث مسح سنوي للاقتصاد الأخضر في بريطانيا "عدم وجود تغيير كبير" في عدد الوظائف وحجم الأعمال في عام 2020، مقارنةً بما كان الوضع عليه قبل 6 سنوات.

إذ فشل الاقتصاد منخفض الكربون والطاقة المتجددة في النمو منذ عام 2014، ما يمثل ضربة قوية لتعهد الحكومة البريطانية بتعزيز فرص العمل المحايدة للكربون، حسبما أفادت صحيفة "الغارديان".

ويغطي الاستطلاع -الذي أصدره مكتب الإحصاءات الوطني البريطاني- العمالة في 17 قطاعًا يتعلق بالطاقة منخفضة الكربون والطاقة المتجددة، بما في ذلك توليد الطاقة النووية، وتوليد الطاقة المتجددة، ومرونة الطاقة، وكفاءة الطاقة، والسيارات الكهربائية.

رقم قياسي في 2014

في جميع القطاعات، استضافت بريطانيا نحو 207.8 ألف وظيفة معادلة لدوام كامل في عام 2020، وهي زيادة طفيفة عن مستوى عام 2019 البالغ 202.1 ألف وظيفة معادلة لدوام كامل.

ويمثّل هذا العدد من الوظائف نحو 1% من إجمالي الوظائف غير المالية في المملكة المتحدة لعام 2020، وهي النسبة نفسها التي شهدها عام 2019، بحسب ما نقلته منصة "إيدي".

ولم تكن الزيادة كافية في النهاية لدفع بريطانيا إلى رقم قياسي جديد. إذ سجل مكتب الإحصاءات الوطني 235.9 ألف وظيفة معادلة لدوام كامل في الاقتصاد الأخضر في عام 2014، ولا يزال هذا هو أعلى رقم قياسي.

واستمر كل استطلاع منذ عام 2014 في تتبع التحديات في القطاعات المتنامية، بما في ذلك احتجاز الكربون، والرياح البرية، وطاقة المد والجزر، والطاقة الكهرومائية.

نمو وتراجع في القطاع

وفقًا لأحدث البيانات، كان القطاع الذي حقق أكبر نمو في الوظائف هو السيارات منخفضة الانبعاثات والبنية التحتية، إذ تضاعف التوظيف إلى 191 ألفًا.

ومع ذلك، لم يكن هذا كافيًا لتعويض الانخفاضات الأكبر في أماكن أخرى، بما في ذلك الانخفاض بأكثر من الربع -أو 32 ألف وظيفة- في عدد الوظائف في تصنيع المنتجات الموفرة للطاقة.

وانخفض عدد الشركات الخضراء العاملة في بريطانيا بنسبة 13% خلال فترة السنوات الـ6، في حين انخفض إجمالي حجم الأعمال للاقتصاد منخفض الكربون بنحو 6% إلى 41.2 مليار جنيه إسترليني (56.11 مليار دولار أميركي).

وقال مكتب الإحصاءات الوطني إن الانخفاض في حجم الأعمال كان مدفوعًا إلى حد كبير بقطاعات المنتجات الموفرة للطاقة والسيارات منخفضة الانبعاثات.

وغالبية الأعمال في قطاعي الطاقة المتجددة والطاقة منخفضة الكربون تعمل في التصنيع والبناء، وكلاهما عانى تباطؤًا في عام 2020.

إلا أن التقرير أشار إلى أن التوظيف كان يجب أن يكون أقل تأثرًا من حجم الأعمال، لأن الأرقام تضمنت الموظفين الذين حصلوا على إجازة.

أهداف الوظائف الخضراء

يُذكر أن هدف حكومة بريطانيا للوظائف الخضراء هو أن تستضيف المملكة المتحدة مليوني وظيفة معادلة لدوام كامل بحلول عام 2030.

ويسعى الوزراء إلى تشجيع نمو الوظائف الخضراء في قطاعات مثل الرياح البحرية، بما في ذلك إنشاء موانٍ حرة في محاولة لتعزيز الاستثمار والوظائف في الاقتصاد منخفض الكربون.

ومع ذلك، حذر الخبراء والناشطون من أن خطط الحكومة تفتقر إلى الطموح المطلوب، ولا يجري دعمها بتمويل كافٍ من الخزانة، وبدلًا من ذلك تعتمد على القطاع الخاص.

وبالنظر إلى أن إستراتيجية الحياد الكربوني -التي نُشرت في الخريف الماضي- توضح تفاصيل خلق 440 ألف وظيفة إضافية بحلول عام 2030، فإن أعضاء البرلمان والمجموعات الصناعية يطالبون مرارًا وتكرارًا بوظائف وخطط مهارات أوضح، لكنهم لم يتلقوا بعد الإجابات التي كانوا يأملون في الحصول عليها.

وللمساعدة في تحسين صنع السياسات في هذا المجال، تحركت الحكومة في عام 2020 لإنشاء فريق عمل للوظائف الخضراء، يضم ممثلين من الهيئات التجارية والمنظمات غير الحكومية وقطاعات التعليم والعديد من أكبر أرباب العمل في المملكة المتحدة في قطاعات منخفضة الكربون والطاقة المتجددة.

موضوعات متعلقة..

• الضرائب الخضراء.. بريطانيا تدرس إجراءات لتخفيف ضغوط تمويل تحول الطاقة
• تراخيص النفط والغاز الجديدة في بحر الشمال تحرج حكومة المملكة المتحدة
• تغير المناخ.. المناهج الدراسية في بريطانيا لا تدعم الوظائف الخضراء (دراسة)

اقرأ أيضًا..

• أبرز اكتشافات النفط والغاز في 2021 (إنفوغرافيك)
• الهيدروجين الأخضر.. أوروبا تعلق آمالها على مصادر الطاقة المتجددة في أفريقيا
• مبيعات السيارات الكهربائية على المحك بسبب ثغرات سلاسل توريد معادن البطاريات