التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددةعاجل

الضرائب الخضراء.. بريطانيا تدرس إجراءات لتخفيف ضغوط تمويل تحول الطاقة

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • تدرس الحكومة البريطانية مجموعة إجراءات لتوفير الدعم وسط أزمة الغاز والكهرباء.
  • تمويل قصير الأجل لتجار التجزئة في مجال الطاقة لمواجهة أسعار الجملة المرتفعة الحالية.
  • الضرائب البيئية والاجتماعية تمثل جزءًا صغيرًا ومستقرًا من فواتير المستهلكين.
  • مشكلة القدرة على تحمل التكاليف نتجت عن ارتفاع أسعار الغاز.

أعاد ارتفاع أسعار الطاقة إثارة الجدل في المملكة المتحدة بشأن الضرائب الخضراء والاجتماعية؛ حيث يستدعي ارتفاع تكاليف تحول الطاقة إيجاد منهجيات جديدة.

وتدرس الحكومة البريطانية مجموعة من الإجراءات لتوفير الدعم وسط أزمة الغاز والكهرباء، بما في ذلك إلغاء ضريبة القيمة المضافة بنسبة 5% على الطاقة، وتقديم خصومات على الفواتير ومنح تمويل قصير الأجل لتجار التجزئة في مجال الطاقة لمواجهة أسعار الجملة المرتفعة الحالية.

وأصبح طرح المخاوف المتعلقة بالضرائب الخضراء والاجتماعية، التي ظهرت مجدّدًا من خلال الضغط على إمدادات الغاز الطبيعي منذ سبتمبر/أيلول 2021، أمرًا ملحًّا خلال المراجعة المقبلة لسعر الطاقة في المملكة المتحدة، وفقًا لما نشره موقع "إنرجي مونيتور".

ويمكن لهذه الإجراءات أن تحد من مقدار ما يمكن أن يفرضه تجار التجزئة على المستهلكين المحليين لكل وحدة من الغاز والكهرباء.

وقد حددت شركة أوفجيم البريطانيّة لتنظيم سوق الطاقة الحد الأقصى لأسعار الطاقة على مدد كل 6 أشهر، وهو ثابت حاليًا عند 1.277 جنيهًا إسترلينيًا (1742.79 دولارًا) للأسرة المتوسطة الدخل وفقًا لتعريفة الغاز والطاقة القياسية.

ويتوقع المحللون أن ترفع شركة أوفجيم الحد الأقصى للأسعار بنحو 50% في المراجعة القادمة في أبريل/نيسان من هذا العام.

(1 جنيه إسترليني = 1.36 دولارًا أميركيًا)

إغاثة المستهلكين

يسعى أعضاء البرلمان اليمينيون من حزب المحافظين في مجموعة "نت زيرو سكروتني غروب" إلى تعليق الضرائب الخضراء لتوفير الإغاثة للمستهلكين.

وادّعى النائب روبرت هالفون أن مثل هذه الرسوم تمثل 25% من فواتير المستهلكين (بينما يبلغ الرقم الفعلي نحو نصف ذلك)، بحسب موقع "إنرجي مونيتور".

ودعا الرئيس التنفيذي لشركة "سنتريكا"، إحدى أكبر شركات الطاقة في المملكة المتحدة، كريس أوشي، إلى تحويل الضرائب الخضراء إلى الضرائب العامة.

وأوضح أن هذا الإجراء سيخفض الفواتير بمقدار 170 جنيهًا إسترلينيًا في وقت قصير، وبيّن أن تمويل الضرائب البيئية "الضرائب الخضراء" من خلال الفاتورة يعني أن كل عميل يدفع المبلغ نفسه، بغض النظر عن مدى ثرائه أو فقره.

من جهته، وصف رئيس شركة توريد الطاقة الخضراء "إيكوتريسيتي"، ديل فينس، الرسوم بأنها "ضريبة خفية"، وأوضح أن الصناعات الأخرى، مثل الزراعة والسكك الحديدية والطيران، تنال دعمها من دافعي الضرائب بدلًا من دعم عملائها مباشرة.

ويؤكد معظم المحللين أن الضرائب الخضراء (البيئية والاجتماعية) تمثل جزءًا صغيرًا ومستقرًا من فواتير المستهلكين، وأن مشكلة القدرة على تحمل التكاليف نتجت عن ارتفاع أسعار الغاز.

وتوصلت دراسة أعدّها معهد أبحاث السياسة العامة (آي بي بي آر) في عام 2018، إلى أن تمويل برامج التحول منخفضة الكربون من الضرائب من شأنه أن يقلل التكاليف التي تدفعها 70% من الأسر.

وقال الباحث في معهد أبحاث السياسة العامة، جوش إمدن، إن نقل هذا التمويل إلى وزارة الخزانة سيحتاج إلى التزام طويل الأجل لمواصلة تمويل هذه الخطط، مشيرًا إلى أن هذا هو السبب في تأييد بعض النواب المحافظين ذلك؛ لأنهم يرغبون في إلغاء هذه الإجراءات.

أسعار الكهرباء في بريطانيا
أحد خطوط الكهرباء في بريطانيا - أرشيفية

الالتزامات القديمة

قالت كبيرة مستشاري السياسة في مركز الأبحاث (إي3 جي)، جولييت فيليبس، إن هناك أمورًا تجب مراعاتها في تحويل "الالتزامات القديمة" -الرسوم الموجهة نحو دعم تشغيل مشروعات الطاقة المتجددة- إلى الضرائب العامة.

وأوضحت أنه نظرًا لأن هذه الرسوم مرتبطة بعقود طويلة الأجل موقعة من قبل الحكومة؛ فإنها لا تتعرض لاحتمال الاستقطاع في عملية إعداد الموازنة السنوية.

وأضافت أن هذه الرسوم كانت مهمة، على مر السنين، لتحفيز صناعة الطاقة المتجددة التنافسية عالميًا، وقد حان الوقت الآن لتحويلها إلى الضرائب العامة باعتبارها طريقة متقدمة لتغطية تكاليفها.

وأشار رئيس قسم الطاقة والبيئة في مركز أبحاث "بوليسي إكتشينج"، إد بيركيت، إلى الدور المهم للضرائب الخضراء في خفض تكاليف النظام الإجمالية.

وقال إن الكثير من هذه الضرائب الخضراء يساعد في تقليل فواتير الطاقة، وإن وفرة الطاقة من مزارع الرياح تؤدي إلى خفض أسعار الكهرباء بالجملة.

وأوضح أن العقود مقابل الفروقات، التي تدعم حاليًا مشروعات الطاقة المتجددة، تعني أن الحكومة تتلقى مدفوعات من محطات توليد الكهرباء بالطاقة المتجددة عندما تكون أسعار الجملة مرتفعة، مقابل مدفوعات لمحطات التوليد عندما تكون الأسعار منخفضة؛ ما يحد من وطأة ارتفاع الأسعار.

إزالة الكربون من قطاع التدفئة

بصرف النظر عن مصادر الطاقة المتجددة، تحتاج العناصر الأخرى للتحول منخفض الكربون أيضًا إلى التمويل، وخصوصًا إزالة الكربون من قطاع التدفئة.

لذلك، يُعَد تحسين العزل في المساكن القديمة في المملكة المتحدة أولوية، وتحتاج المملكة المتحدة إلى زيادة وتيرة استبدال الغلايات التي تعمل بالغاز بمضخات حرارية من نحو 30 ألفًا في العام الماضي إلى نحو مليون سنويًا بحلول نهاية العقد.

وسيتطلب هذا دعمًا بقيمة 3 مليارات جنيه إسترليني سنويًا بحلول عام 2030، وفقًا لتوقعات من مؤسسة الأبحاث المستقلة "غرين ألاينس" البريطانية.

وقال الباحث في معهد أبحاث السياسة العامة، جوش إمدن، إن مسار التعافي الاقتصادي من جائحة كورونا "كوفيد-19" استوجب الاستثمار في تقنيات إزالة الكربون من قطاع التدفئة، وإن الأمر أصبح ضروريًا في ظل أزمة أسعار الغاز.

وأضاف أن المشكلة الكبرى تكمن في أن هذه التقنيات لا تزال تتطلب تكاليف أولية كبيرة، حتى لو كانت تكاليف التشغيل قليلة. ويدعو معهد أبحاث السياسة العامة إلى تقديم قروض منخفضة التكلفة ومنح للأسر الفقيرة.

وأشارت كبيرة مستشاري السياسة في مركز الأبحاث (إي 3 جي)، جولييت فيليبس، إلى عدة مصادر للتمويل المحتمل، ومن المرتقب أن يجمع برنامج "غرين غيلتس" في المملكة المتحدة 16 مليار جنيه إسترليني من بيع الحكومة للسندات الخضراء على مدى السنوات الـ3 المقبلة.

وأوضحت أنه يمكن لبنك "إنفراستركتشر" الذي أُنشِئ مؤخرًا في المملكة المتحدة تقديم قروض ميسرة للبنوك أو السلطات المحلية، ولا سيما لتخضير المنازل، مشيرة إلى أن هذه القروض ربما تصبح واحدة من أكبر فجوات الاستثمار في المناخ.

وفي ألمانيا، تخطط الحكومة الائتلافية الجديدة لإلغاء ضريبة مصادر الطاقة المتجددة، وهي الرسوم المفروضة على فواتير الكهرباء التي مولت التوسع الهائل في البلاد لقدرات الطاقة المتجددة على مدى العقدين الماضيين.

وقد ارتفعت هذه الضريبة من نحو 0.1 يورو لكل كيلو واط/ساعة (أو 5% من الإجمالي) في عام 2007 إلى ما يقرب من 0.7 يورو في عام 2017 (24% من الإجمالي)، حيث جمعت نحو 25 مليار يورو سنويًا لدعم طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق