تقارير النفطتقارير الغازتقارير منوعةرئيسيةغازمنوعاتنفط

أسعار البنزين.. خبراء يتهمون بايدن بالجهل بشؤون الطاقة

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • جهود بايدن وغرانهلوم تلخّصت في حثّ أوبك على إنتاج المزيد من النفط
  • ارتفع سعر مزيج غرب تكساس الوسيط بنسبة 65% عن العام الماضي
  • أسعار النفط الخام ستستمر في الارتفاع مع تلاشي المخاوف بشأن متحوِّر أوميكرون
  • توقعات بوصول سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط إلى 100 دولار مطلع مارس

يتعرض الرئيس الأميركي جو بايدن إلى انتقادات داخلية حادة، إثر استمرار ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة، وفشله في السيطرة على الوضع.

ويتفق عدد من أقطاب صناعة النفط والغاز على تقييم معالجة الإدارة الأميركية بقيادة بايدن- وأعضاء الكونغرس لشؤون الطاقة بأنه ينطوي على فهم قليل أو محدود، وعلى جهل أحيانًا.

وقد يستدلّ بعض المحللين على ذلك مما ورد في إجابة الرئيس الأميركي جو بايدن، في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع المستشار الألماني أولاف شولتس، في واشنطن يوم الخميس الماضي، عن أنه لا يعرف سبب استمرار أسعار البنزين في الارتفاع.

ونقل الكاتب الصحفي في شؤون الطاقة لدى مجلة فوربس، ديفيد بلاكمون، في مقال بعنوان "وَعْدُ بايدن الفارغ بـالعمل الدؤوب على خفض أسعار البنزين"، عن الرئيس التنفيذي لإحدى شركات التنقيب والإنتاج الكبيرة إشارته إلى جهل إدارة بايدن بالطاقة.

وقال ديفيد بلاكمون، إن رئيسًا تنفيذيًا آخر اعترف له أن شركتهم ليس لها علاقة على الإطلاق مع أيّ شخص في الإدارة الأميركية.

وأشار إلى قول مسؤول في إحدى شركات النفط، إنه وجد من المستحيل عقد اجتماع مع المسؤولين المعنيين في وزارة الداخلية أو وزارة الطاقة.

وتساءل كاتب المقال: كيف يمكن للمسؤولين الحكوميين أن يفهموا صناعة يرفضون التحاور معها؟

اختتام المؤتمر الصحفي المشترك بين بايدن وضيفه شولتس
بايدن وأولاف شولتس في ختام المؤتمر الصحفي المشترك

وعود بايدن وغرانهولم

ذكر ديفيد بلاكمون، أن الرئيس الأميركي ووزيرة الطاقة جينيفر غرانهولم أمضيا الجزء الأكبر من العام في إطلاق الوعود ببذل كل ما في وسعهما للحدّ من ارتفاع أسعار البنزين والنفط.

وقال بلاكمون، إن هذه الجهود تلخّصت في حثّهما منظمة أوبك على إنتاج المزيد من النفط، وتمثلت النتيجة النهائية بارتفاع كبير في تكاليف الطاقة، إذ ارتفع سعر مزيج غرب تكساس الوسيط بنسبة 65% عن العام الماضي، بدءًا من إغلاق يوم الجمعة.

من ناحيتها، أفادت جمعية السيارات الأميركية أن متوسط ​​سعر غالون البنزين العادي بلغ أعلى مستوى له في 8 سنوات عند 3.48 دولارًا، بزيادة 40% عن 12 شهرًا الماضية.

وأضاف كاتب المقال أنه إذا كان الرئيس بايدن يعمل دون كلل أو ملل لمعالجة أسعار الطاقة، فإن كل ما يفعله لم يجدِ نفعًا، وأنه لو كانت لديه أيّ أفكار جديدة، لكان ذكرها في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع المستشار الألماني أولاف شولتس يوم الخميس.

رأي الخبراء والمحللين

في ردّه على سؤال عن رأيه في الارتفاع الأخير بأسعار الغاز واستمرار ارتفاع أسعار النفط، قال رئيس قسم تحليل البترول في شركة الخدمات التقنية "غاز بادي"، باتريك دي هان، إن الرئيس الأميركي سيواجه صعوبة في خفض الأسعار، حسب منصة ياهو فاينانس.

وأرجع باتريك دي هان ذلك إلى الصراع الروسي الأوكراني والاحتجاجات في قازاخستان والاضطرابات في ليبيا والهجمات الإرهابية في الإمارات العربية المتحدة، مضيفًا أنه لا يتوقع إلّا ارتفاع أسعار الوقود، خصوصًا مع اقتراب بداية موسم الرحلات الصيفية.

وبيّن أن المصافي ستعود إلى استخدام البنزين الصيفي الأكثر تكلفة، ما يعزز زيادة الطلب مع بدء درجات الحرارة في الارتفاع، وأكد أن أسعار النفط الخام ستستمر في الارتفاع مع تلاشي المخاوف بشأن متحوِّر أوميكرون.

وتوقّع أن يصل سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط إلى 100 دولار في مطلع مارس/ آذار، ولم يستبعد وصول سعر البرميل إلى 110 أو حتى 120 دولارًا.

في الأسبوع الماضي، قال الكاتب الصحفي لدى وكالة بلومبرغ، جوليان لي، إن جالرئيس بايدن كان ينوي خفض أسعار البنزين لسائقي السيارات الأميركيين، عندما أعلن سحب كميات من النفط من احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وأضاف أن الإدارة الأميركية كانت تضغط على أوبك+ لزيادة وتسريع الإنتاج في محاولة لمكافحة ارتفاع أسعار البنزين والتضخم المتصاعد.

وأشار إلى أن الدول المنتجة للنفط رفضت الطلب، وردّ الرئيس بايدن بإعلان سحب 50 مليون برميل من النفط الخام من المخزونات التي تسيطر عليها الحكومة في ولايتي تكساس ولويزيانا.

وقال، إن بعض الدول الأخرى -بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية والهند- استجابت لطلب بايدن بالسحب من المخزون الاحتياطي للنفط لديها، وسحبت كميات متواضعة.

في ذلك الوقت، كان متوسط ​​أسعار البنزين في الولايات المتحدة قد تجاوز 3.42 دولار للغالون، ووصل إلى أعلى مستوى له منذ سبتمبر/أيلول عام 2014.

ويبدو أن خطة بايدن نجحت في تصحيح متواضع للسوق، إذ كانت الأسعار أقلّ من 3.29 دولارًا للغالون، بانخفاض 4% بحلول نهاية العام.

وقال جوليان لي، إنه بعد مضيّ 34 يومًا فقط من العام الجديد، عادت الأسعار إلى أعلى مستوى سُجِّل في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني، وسجلت أعلى مستوى جديد لما بعد عام 2014.

وأوضح أنه نتيجة احتمال أن يزيد الطلب ويتراجع العرض عمّا تشير إليه التوقعات، فلا عجب أن تأخذ أسعار النفط -سواء للنفط الخام أو للوقود- في الارتفاع.

معالجة الإدارة الأميركية لشؤون الطاقة

قال الكاتب الصحفي في شؤون الطاقة لدى مجلة فوربس، ديفيد بلاكمون، إن خطاب الإدارة الأميركية لم يساعد على تخفيف التوتر بين روسيا وأوكرانيا.

وذكر أن أسعار النفط الخام قفزت بنسبة 3.5%، يوم الجمعة، بعد أن صرّح مستشار الأمن القومي جيك سوليفان للصحفيين بأن غزو روسيا وشيك، وحثّ المواطنين الأميركيين في أوكرانيا على المغادرة في غضون 24 إلى 48 ساعة المقبلة.

جانب من عمليات بناء خط نورد ستريم 2
جانب من عمليات بناء خط نورد ستريم 2

وأضاف أن الوعد الذي قدّمه الرئيس بايدن، في وقت سابق من الأسبوع، بإيقاف خط أنابيب نورد ستريم 2 الروسي، في حال حدوث غزو، أدى إلى زيادة التوترات في السوق.

وبيّن أنه لم يتضح بالضبط كيف ستوقف الولايات المتحدة خط أنابيب غاز طبيعي مكتمل البناء تملكه روسيا ولا يتطلب سوى موافقة نهائية من ألمانيا والاتحاد الأوروبي لبدء العمليات.

وأشار بلاكمون إلى أنه ليست الإدارة الأميركية وحدها هي التي تُبدي هذا النقص في فهم الطاقة.

وقال، إن 10 من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين أرسلوا مؤخرًا رسالة إلى وزيرة الطاقة الأميركية جينيفر غرانهولم لحثّها على التفكير في فرض قيود على قدرة أميركا في تصدير الغاز الطبيعي.

وأوضح أن ذلك يحدث في الوقت الذي تؤدّي فيه صناعة الغاز الطبيعي المسال المزدهرة في الولايات المتحدة دورًا رئيسًا لتوفير احتياجات أوروبا من الغاز الطبيعي خلال هذه المدة من الأزمة.

وأردف قائلًا، إن أعضاء مجلس الشيوخ أعربوا عن اعتقادهم بأن صادرات الغاز الطبيعي المسال تجعل ناخبيهم يدفعون أسعارًا مرتفعة للغاز الطبيعي في فواتير توليد الكهرباء والتدفئة المنزلية، لكن حقائق السوق لا تدعم هذا الادّعاء.

وألمح إلى أن عضوين من أعضاء مجلس الشيوخ الذين وقّعوا هذه الرسالة يمثّلون ولاية ميشيغان، مسقط رأس الوزيرة غرانهولم، إذ نصَّبت حاكمة الولاية، غريتشن ويتمير، نفسها معارضة قوية للسماح بخطوط أنابيب جديدة وحديثة وغيرها من البنى التحتية للنفط والغاز لخدمة ولايتها.

وأكد أن فرض قيود مصطنعة على قدرة نقل النفط والغاز الطبيعي وغاز البروبان سيفرض حتمًا تكاليف مرتفعة على المستهلكين.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق