أوروبا تبحث عن بدائل إمدادات الغاز الروسي.. وقطر وأميركا في المقدمة
دينا قدري
لا تزال إمدادات الغاز أزمة تُؤرّق قارة أوروبا مع تصاعد التوترات على الحدود الروسية الأوكرانية، وسط ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية.
إذ تُعد روسيا أكبر مورّد للغاز في أوروبا، مع تدفق ثلث الإمدادات عبر خطوط أنابيب الغاز الأوكرانية إلى دول القارة.
وعلى الرغم من أن تدفقات الغاز الروسي كانت أقل بمقدار الربع عن المعتاد خلال العام الماضي، فإن القادة الأوروبيين يخشون الآن أن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يؤدي إلى كارثة طاقة إذا قُطعت صادرات الغاز، حسبما أكدت صحيفة "الغارديان".
وهو ما دفع الولايات المتحدة وأوروبا إلى البحث عن بدائل لإمدادات الغاز في حالات الطوارئ، مثل التي قد تحدث خلال المدّة المقبلة.
أزمة الغاز في أوروبا
أوضح المحلل في شركة ريستاد إنرجي، شي نان، أن أزمة إمدادات الغاز العالمية التي ظهرت مع بدء الاقتصادات في الانتعاش في أعقاب الركود الناجم عن جائحة فيروس كورونا، تعني أن هناك القليل من الغاز الاحتياطي.
وقالت الولايات المتحدة إن محادثاتها "واسعة النطاق حقًا، مع الكثير من الشركات والدول في جميع أنحاء العالم"، إذ لا تحتاج إلى "مطالبة أي شركة أو دولة فردية بزيادة الصادرات بكميات كبيرة، ولكن بكميات أصغر من مصادر متعددة".
إذ أشارت رئيسة قطاع استراتيجية السلع لدى آر بي سي كابيتال، حليمة كروفت، إلى أن هناك احتمالًا بأن بعض الشحنات المتعاقد عليها والمخصصة لآسيا يُمكن تحويلها إلى أوروبا بدلًا من ذلك، بفضل درجات الحرارة المعتدلة في الشتاء في المنطقة، ما أدى إلى انخفاض الطلب على الغاز.
وأضافت أن الأمر سيستغرق مناقشات "دقيقة" بين منتجي الغاز الرئيسين والمشترين من آسيا، للتفاوض بشأن بعض المرونة في إمدادات الغاز.
بدائل إمدادات الغاز
صرح مسؤولو البيت الأبيض بأن إدارة بايدن تستعد لوضع اللمسات الأخيرة على صفقة لـ"ضمان أن تكون أوروبا قادرة على اجتياز الشتاء والربيع"، من خلال التوسط في صفقة للدول الرئيسة المنتجة للغاز لإرسال الغاز الطبيعي المسال بواسطة الناقلات إلى أوروبا.
ووصف مسؤولون أميركيون البحث عن شحنات غاز احتياطية بأنه يشمل مختلف دول العالم؛ إلا أنه من المرجح أن تركز المحادثات على قطر، أحد أكبر منتجي الغاز في العالم وثاني أكبر مصدّر للغاز الطبيعي المسال بعد أستراليا.
إذ تُعد قطر حليفًا غربيًا قويًا في الشرق الأوسط، وقد زودت المملكة المتحدة ودول أوروبية أخرى بالغاز الطبيعي المسال لسنوات، بالشحن فائق التبريد عبر ناقلات.
وقد تكون ليبيا أيضًا قادرة على المساعدة، في ضوء إنتاجها القوي من الغاز وقربها من القارة.
ويُمكن للولايات المتحدة نفسها أن تلعب دورًا مباشرًا في تعزيز إمدادات الغاز في أوروبا أيضًا؛ إذ غادر عدد قياسي من شحنات الغاز الطبيعي المسال الولايات المتحدة، متجهة إلى الموانئ الأوروبية خلال الشهر الماضي.
ولدى الولايات المتحدة حافز قوي طويل الأجل لتشجيع أوروبا على التخلي عن اعتمادها على روسيا -ومشروع خط أنابيب نورد ستريم 2- لصالح احتياطياتها من الغاز الصخري، بحسب تقرير الغارديان.
حجم إمدادات الغاز الطارئة
سيعتمد حجم تحدي إمدادات الغاز في أوروبا على مدى تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا.
وترسل روسيا ما يُقدر بنحو 230 مليون متر مكعب من الغاز إلى أوروبا يوميًا، ونحو ثلث هذه الإمدادات يتوجه غربًا عبر أوكرانيا.
إلا أن خبراء السوق منقسمون حول ما إذا كان من المرجح أن تعطل روسيا جميع صادرات الغاز إلى أوروبا، أو تلك التي تعتمد فقط على أنابيب الغاز الأوكرانية.
ويشكك آخرون فيما إذا كان الكرملين سيغلق جميع صنابير الغاز الروسية.
سوق النفط.. خير مثال
هناك الكثير من الأمثلة على تدابير الإمداد الطارئة في سوق النفط العالمية، ولكن ليس الغاز.
وخلال الحرب الأهلية الليبية، وافقت المملكة العربية السعودية على زيادة صادراتها النفطية إلى السوق العالمية، لتعويض النقص في الخام الليبي الذي دفع أسعار النفط إلى 120 دولارًا للبرميل.
وفي الآونة الأخيرة، توسطت المملكة في صفقة مع أعضاء منظمة أوبك وحلفائها، لإجراء خفض غير مسبوق في إنتاج النفط خلال جائحة كورونا، لتجنب انهيار أسعار النفط إلى الصفر.
وتفتقر سوق الغاز إلى التعاون العالمي نفسه، ما جعل الاستجابة لأزمة الإمداد العالمية أكثر صعوبة.
موضوعات متعلقة..
- أزمة روسيا وأوكرانيا.. كيف تتأثر أسواق الطاقة العالمية؟ (إنفوغرافيك)
- وكالة الطاقة الدولية: الغاز الروسي وراء أزمة الطاقة الأوروبية
- أزمة الطاقة تنتقل إلى 2022.. وأوروبا وآسيا تتنافسان على إمدادات الغاز المسال نفسها
اقرأ أيضًا..
- واردات الصين من النفط قد تشهد ارتفاعًا بمقدار 700 ألف برميل يوميًا في 2022
- ضربة جديدة.. صناعة الطاقة الشمسية تغذي الاحتباس الحراري
- السيارات الكهربائية تتفوق على الهجينة والتقليدية في خفض الانبعاثات