أخبار الغازالتقاريرتقارير الغازرئيسيةعاجلغاز

الغاز الروسي.. سيناريو قاتم ينتظر أوروبا إذا انقطعت الإمدادات (تقرير)

بسبب التوترات المتزايدة بين الغرب وموسكو بشأن أوكرانيا

أحمد بدر

قال تحليل لمركز الأبحاث "بروغيل" إن الاتحاد الأوروبي بإمكانه التعامل مع وقف قصير الأجل لواردات الغاز الروسي، ولكن ذلك ستكون له عواقب اقتصادية عميقة، وسيتطلب تدابير طارئة لتعويض الطلب على الغاز.

وأثارت التوترات المتزايدة باستمرار بين الغرب وروسيا بشأن أوكرانيا مخاوف بشأن تدفق الغاز الروسي إلى أوروبا؛ ما دفع المفوضية الأوروبية والولايات المتحدة إلى البحث عن إمدادات بديلة، حسب رويترز.

وبحسب التحليل؛ فإنه في حالة قطع روسيا إمداداتها من الغاز، سيحتاج الاتحاد الأوروبي إلى زيادة واردات الغاز الطبيعي المسال وفرض تدابير طارئة لخفض الطلب، مثل إغلاق المصانع والشركات ذات الاستهلاك العالي، لتجنب النقص الحاد.

الغاز الروسي

عواقب اقتصادية صعبة

حذر الباحث في بروغيل، سيمون تاجليابيترا، من أن سيناريو انقطاع الغاز الروسي ستكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد الأوروبي، مضيفًا: "السيناريو يعني اتخاذ قرارات صعبة ومكلفة لأوروبا لإدارة الوضع بشكل منظم".

وأدى ارتفاع أسعار الغاز في الأشهر الأخيرة، وسط إمدادات أقل من المتوقع من الغاز الروسي، إلى ارتفاع فواتير المنازل في أوروبا بالفعل، كما أجبر بعض الصناعات التي تعتمد على الغاز على كبح الإنتاج.

وتوفر روسيا نحو 40% من إمدادات الغاز في الاتحاد الأوروبي، لكن الاعتماد يختلف بين الدول؛ حيث يكشف تقرير مركز بروغيل -الذي يقدم أبحاثًا لوزراء ومؤسسات في الاتحاد الأوروبي بما في ذلك البرلمان الأوروبي- عن أن دول وسط وشرق أوروبا التي لديها خطوط أنابيب مصممة لاستيراد الغاز من الشرق، بدلًا من أوروبا الغربية، قد تستمر معاناتها إذا قطعت موسكو إمدادات الغاز.

تعويض نقص الإمدادات

قال التحليل إن سعة البنية التحتية الاحتياطية يمكن أن تضيف 17 تيراواط/ساعة من الواردات الأسبوعية من النرويج وشمال أفريقيا من الغاز الطبيعي المسال، لتعوض النقص في إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا خلال الأسابيع الأخيرة.

*وعادة ما تستخدم روسيا، وخاصة شركة الغاز الحكومية غازبروم، وحدات القياس غيغاواط وتيراواط في تعاملاتها الأوروبية (غيغاواط/ساعة = 3.2 مليون قدم مكعبة غاز) و(تيراواط/ساعة = 3.2 مليار قدم مكعبة غاز).

سفينة مد أنابيب الغاز الروسية أكاديميك تشيرسكي
سفينة مد أنابيب الغاز الروسية أكاديميك تشيرسكي

وقد لا تكون تلك البلدان قادرة على تعزيز عمليات التسليم، وستكون هناك حاجة أيضًا إلى تدابير إضافية لكبح الطلب؛ حيث يرى المركز أنه في ظل الطقس شديد البرودة وعدم وجود غاز روسي بدءًا من فبراير/شباط المقبل، يمكن إفراغ مخزون الاتحاد الأوروبي من الغاز بحلول نهاية مارس/آذار.

وأوضح التحليل أنه في حالة قطع إمدادات الغاز الروسي في الشتاء المقبل وما بعده؛ فإن الاتحاد الأوروبي سيجد صعوبة في إدارة أزمته أو تعويض الطلب.

وستحتاج أوروبا إلى مزيد من الحد من استخدام الغاز، مع خيارات تشمل زيادة إنتاج الكهرباء من الفحم؛ ما يؤدي إلى مزيد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، أو تأجيل ألمانيا خطوة إغلاق المحطة النووية، وهو قرار حساس من الناحية السياسية.

ويمكن أن يؤدي ارتفاع الطلب على الغاز الطبيعي المسال أيضًا إلى ارتفاع الأسعار؛ الأمر الذي سيضرب اقتصاد الاتحاد الأوروبي والدول الأفقر، التي ستقدم عروضًا لشراء للغاز الطبيعي المسال.

كما يمكن أن تغطي محطات إعادة التحويل إلى غاز في أوروبا وسعة خطوط الأنابيب غير المستخدمة تقنيًا 1700 تيراواط/ساعة من الغاز الذي تتلقاه أوروبا من الغاز الروسي، بناءً على بيانات عام 2021.

ومن الناحية العملية، يرى مركز الأبحاث بروغيل أن هذه السعة قد لا تتحقق، نظرًا لقدرة التسييل العالمية المحدودة، وعقود الموردين الحالية لإرسال شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى آسيا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق