أخبار الغازالتقاريررئيسيةسلايدر الرئيسيةعاجلغاز

بوتين: ألمانيا تعيد بيع الغاز الروسي.. وتزيد من أزمة ارتفاع الأسعار

دينا قدري

وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتهامًا إلى ألمانيا بوصفها المسؤولة عن أزمة أسعار الغاز في أوروبا، مؤكدًا أن برلين تعيد بيع الغاز الروسي إلى بولندا وأوكرانيا.

إذ سجلت أسعار الغاز الفورية في أوروبا أعلى مستوياتها على الإطلاق هذا الأسبوع، بعد أن جرى تغيير اتجاه خط أنابيب يامال -الذي عادةً ما يجلب الغاز الروسي لتدفئة المنازل وتوليد الكهرباء في ألمانيا-، وتدفق إلى بولندا.

واستمرت تدفقات الغاز الروسي في يامال في الاتجاه المعاكس لليوم الثالث يوم الخميس، في حين انخفضت الشحنات عبر أوكرانيا، حسبما أفادت وكالة رويترز.

تحويل إمدادات الغاز الروسي

علّق بوتين -خلال مؤتمره الصحفي السنوي- قائلًا: "لقد حوّلوا مسار يامال هذا إلى الاتجاه المعاكس من ألمانيا إلى بولندا.. لماذا؟ لأننا نورد الغاز إلى ألمانيا بموجب عقود طويلة الأجل، والسعر أرخص لـ3 إلى 4 مرات، وحتى 6 إلى 7 مرات من السعر الفوري.. يُمكن كسب مليار دولار أميركي، بمجرد إعادة بيع مليار متر مكعب".

وكانت شركة غازبروم الروسية قد زادت صادراتها إلى أوروبا بنسبة 7%، في المدّة من يناير/كانون الثاني إلى نوفمبر/تشرين الثاني.

إذ اشترت ألمانيا 5.6 مليار متر مكعب أكثر من العام الماضي، وهي الأحجام التي قال بوتين إن ألمانيا تعيد بيعها إلى بولندا، والتي ينتهي نحو 3 ملايين متر مكعب يوميًا منها في أوكرانيا.

وقال بوتين: "بدلًا من شحن الغاز إلى بولندا ثم إلى أوكرانيا.. ألن يكون من الأفضل شحنه إلى أوروبا والتأثير في السعر الفوري؟".

نورد ستريم 2
أحد مواقع مشروع نورد ستريم2

يامال ونورد ستريم2

تتلقى ألمانيا الغاز الروسي عبر عدة طرق، بما في ذلك خط أنابيب يامال وخط أنابيب نورد ستريم1 تحت البحر.

تزامن تغيير اتجاه يامال مع ملء غازبروم خط أنابيب نورد ستريم2 المكتمل حديثًا تحت بحر البلطيق، الذي لا يمر عبر أوكرانيا، استعدادًا لبدء توريد الغاز إلى أوروبا في وقتٍ ما من العام المقبل.

وقالت بعض الدول إن هذه التحركات مرتبطة ببعضها البعض، إلا أن روسيا نفت مرارًا وتكرارًا أي صلة بين تدفقات يامال وتجهيز نورد ستريم2، الذي تعارضه أوكرانيا والولايات المتحدة وينتظر الضوء الأخضر من ألمانيا.

وشددت روسيا على أن تغيير اتجاه يامال لم يكن سياسيًا، كما أكد عميلان ألمانيان أساسيان أن غازبروم تفي بالتزاماتها التعاقدية.

غازبروم تفي بالتزاماتها

شدد بوتين -خلال مؤتمره الصحفي السنوي- على أن "غازبروم توّرد كل الكميات المطلوبة بموجب العقود الحالية".

ودافعت روسيا باستمرار عن عقودها طويلة الأجل، قائلة إنها تضمن أحجامًا وأسعارًا مستقرة.

وفقًا لما تسمح به القواعد الأوروبية، تحجز شركة غازبروم سعة تصدير إضافية -إلى جانب العقود الثابتة- في المزادات التي يجري تسليمها عبر خط أنابيب يامال وأوكرانيا.

وقال بوتين: "غازبروم لم تحجز هذه السعة لأن عملاءها -وعلى رأسهم الشركات الألمانية والفرنسية- الذين يشترون الغاز عبر طريق يامال هذا لم يقدموا طلبات الشراء".

ولم تحجز غازبروم سعة إضافية لشحنات يامال لشهر ديسمبر/كانون الأول، أو في المزادات اليومية حتى الآن هذا الأسبوع.

أزمة الطاقة

أزمة نقل الغاز الروسي

أكد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن روسيا لن ترغب "حتى من الناحية الافتراضية" في التكهن بإمكان قطع نقل الغاز الروسي إلى أوروبا.

وقال -في مقابلة مع قناة روسيا 24-: "موقفنا هو أننا لا نرغب حتى في تخيل ذلك.. حتى من الناحية الافتراضية. لذلك، ننطلق من افتراض أن الجانب الروسي سيستمر في الوفاء بجميع التزاماته بالطريقة التي كان يقوم بها منذ عدة عقود".

جاء ذلك تعليقًا على بيان رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، بشأن قطع عبور الغاز الروسي حال فرض الغرب عقوبات على بلاده، حسبما نقلت وكالة تاس.

في 11 نوفمبر/تشرين الثاني، هدّد لوكاشينكو -خلال حديثه في اجتماع لمجلس الوزراء- الاتحاد الأوروبي بقطع عبور الغاز إلى أوروبا، الذي يمر عبر خط أنابيب الغاز العابر للحدود يامال وأوروبا، في حال توسيع بروكسل العقوبات المفروضة على بلاده.

وأعرب الرئيس بوتين -في وقتٍ لاحق- عن أمله في ألا تقطع بيلاروسيا عبور الغاز الروسي.

انخفاض أسعار الغاز في أوروبا

في السياق نفسه، انخفضت أسعار الغاز في أوروبا إلى أقل من 1600 دولار لكل ألف متر مكعب، خلال تعاملات اليوم الخميس، ليتجاوز الانخفاض الإجمالي منذ بداية اليوم 21%، حسبما أفادت وكالة تاس.

إذ تراجعت أسعار العقود الآجلة للغاز لتسليم يناير/كانون الثاني في مؤشر تداول الغاز "تي تي إف" الهولندي إلى 1599.8 دولارًا لكل ألف متر مكعب، أو 136.555 يورو لكل ميغاواط/ساعة.

وكانت أسعار الغاز في أوروبا قد ارتفعت في 21 ديسمبر/كانون الأول، إذ تجاوز 1800-1900 دولار لكل ألف متر مكعب، مسجلة أعلى مستوى جديد لها على الإطلاق.

وفي وقت لاحق، تجاوزت الأسعار 2100 دولار، واقتربت من 2200 دولار، لترتفع إلى 2190.4 دولارًا لكل ألف متر مكعب، أو 187.47 يورو لكل ميغاواط/ساعة.

الغاز المسالشحنات الغاز المسال

قال تجار إن الأنباء عن توجه عدة شحنات من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا وفّرت بعض الراحة، على الرغم من ارتفاع الأسعار بأكثر من 600% منذ بداية عام 2021، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.

وكانت ناقلات الغاز الطبيعي المسال قد بدأت في التحول من آسيا إلى أوروبا مع ارتفاع الأسعار، مع اتجاه ما لا يقل عن 10 شحنات إلى الغرب.

إلا أن شركة السمسرة الروسية "أتون" أوضحت -في مذكرة أصدرتها- أنه من غير المتوقع حدوث ارتياح كبير في أي وقت قريب، إذ بلغت عمليات سحب الغاز من المخزونات في أوروبا 762 مليون متر مكعب، وهو أعلى مستوى منذ بداية موسم التدفئة.

يُذكر أن أسعار الغاز تغذي فواتير الكهرباء وتضيف إلى التضخم العالمي المرتفع، الذي قالت روسيا إنه قد يأتي بنتائج عكسية على اقتصادها، إذ بلغ نمو أسعار المستهلكين أعلى مستوياته في نحو 6 سنوات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق