خطة ضخمة للاستفادة من الطاقة النووية في إيران
طهران ترى أن التوسع في إنتاج الكهرباء النووية يعزز صادرات النفط والغاز
هبة مصطفى
من المتوقع أن تشهد الطاقة النووية في إيران طفرة خلال السنوات المقبلة، في ظل دعم الحكومة الحالية خططًا تهدف إلى إضافة آلاف الميغاواط من الإنتاج الكهربائي النووي إلى الشبكة.
وتهدف الحكومة الإيرانية من خطط التوسع في الطاقة النووية إلى خفض الانبعاثات، وتلبية الطلب المحلي على الكهرباء، إلى جانب تعزيز صادرات النفط والغاز.
وتعتزم طهران إضافة 17 ألف ميغاواط إلى الشبكة الوطنية عبر الطاقة النووية، في غضون الأعوام الـ20 المقبلة، ضمن توسعات كبيرة لها في هذا المجال رغم العقوبات الأميركية.
وتخطط الدولة الواقعة غرب آسيا للتوسع وبناء شبكة محطات طاقة نووية بقدرة 20 ألف ميغاواط، لتعزيز صادراتها من النفط والغاز بدلًا من استهلاكها في توليد الكهرباء.
توسعات نووية إيرانية
أكد مساعد الرئيس الإيراني ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية "إيه إي أو آي"، محمد إسلامي، أن بلاده ستعتمد على الطاقة النووية لخفض الانبعاثات، وأن الحكومة الجديدة تهدف إلى تطوير قدرات الكهرباء المُنتجة عبر الطاقة النووية.
وشدد على أن محطات الطاقة النووية تُعد السبيل للحصول على الكهرباء الأكثر نظافة واستقرارًا وموثوقية بالعالم.
وقال إنه إلى جانب هدف إضافة 17 ألف ميغاواط إلى الشبكة من الطاقة النووية في إيران خلال 20 عامًا، فإن طهران اعتمدت توليد 10 آلاف ميغاواط خلال العام المالي الإيراني الجديد الذي يبدأ 21 مارس/آذار، وفق وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".
وكشف إسلامي عن أن تشغيل محطة بوشهر أسهم في توفير 80 مليون برميل نفط، بالإضافة إلى توجّه طهران لمواجهة نقص إمدادات الكهرباء في البلاد بالاعتماد على الطاقة النووية وبعض المحطات ومنها دارخوين.
- الطاقة النووية في إيران.. طهران تخطط لإنتاج 8 آلاف ميغاواط
- مسؤول إيراني: وكالة الطاقة الذرية لن تحصل على صور مواقعنا النووية
تاريخ الطاقة النووية في إيران
تملك إيران محطة طاقة نووية واحدة (محطة بوشهر) بدأت عملها عقب الانتهاء الروسي من بناء مفاعلها النووي وتسليمه عام 2013، بطاقة تصل إلى 1000 ميغاواط.
وكانت عمليات بناء مفاعلين نوويين يعتمدان على تقنيات الماء المضغوط قد بدأت في بوشهر عام 1974، بتعاون إيراني مع ألمانيا عبر شركة سيمنس، وكذلك بدعم من علماء فرنسيين، واكتمل بناء المفاعل الأول بنسبة 85%.
أما المفاعل الثاني فاكتمل بناؤه قبيل عام 1979، إلا أنه تضرر بفعل الحرب العراقية الإيرانية التي امتدت حتى عام 1988، ليتلقى بعدها دعمًا روسيًّا، وفق الصحيفة الإلكترونية لقناة برس تي في الإيرانية الناطقة بالإنجليزية.
وفي عام 2016، عملت شركات روسية وإيرانية على إضافة مفاعلين آخرين، بقدرة 1000 ميغاواط أيضًا، وسط توقعات باستغراق البناء 10 سنوات.
واستبقت الولايات المتحدة التعاون الروسي الإيراني بتزويدها طهران أول مفاعل نووي لها عام 1979، قبل بدء الخلاف وفرض العقوبات، وما زالت جامعة طهران تعتمد على المفاعل الأميركي البالغ قدرته 5 ميغاواط في أبحاث الماء الخفيف والنظائر المُشعة، للاستخدامات الطبية والزراعية.
كما دعمت أميركا التقنيات النووية للاستخدام السلمي والمدني، خلال مدة تولي الرئيس الأميركي الأسبق، دوايت آيزنهاور، من عام 1953 حتى عام 1961، ضمن برنامجه للذرات من أجل السلام، إلا أن تلك الخطوات الداعمة توقفت مؤخرًا وتحولت إلى معارضة قوية للبرنامج النووي الإيراني.
اقرأ أيضًا..
- أزمة الغاز الإيراني تهدد تركيا.. قطع الكهرباء 72 ساعة وتوقعات بتفاقم الأزمة
- مفاجأة.. معارضة من داخل المفوضية الأوروبية لإدراج الطاقة النووية والغاز في الوثيقة الخضراء
- وزير الطاقة اللبناني عن اتفاقية الغاز المصري: حصلنا على سعر أقل مما تدفعه أوروبا