أخبار الغازأخبار الكهرباءالنشرة الاسبوعيةرئيسيةعاجلغازكهرباء

أزمة الغاز الإيراني تهدد تركيا.. قطع الكهرباء 72 ساعة وتوقعات بتفاقم الأزمة

وسط اتهامات بفشل سياسات الطاقة

دينا قدري

تسبَّب انقطاع إمدادات الغاز الإيراني إلى تركيا بأزمة كهرباء تهدد باستقرار القطاع الصناعي التركي، وسط اتهامات بفشل الدولة في التعامل مع الأزمة.

وأعلنت شركة نقل الكهرباء في تركيا "تياس" قطع التيار عن المناطق الصناعية، لمدة 72 ساعة، بدءًا من أمس الإثنين أو الثلاثاء، اعتمادًا على المنطقة، بسبب أزمة نقص إمدادات الغاز.

إذ قطعت إيران تدفقات الغاز إلى تركيا الأسبوع الماضي، بسبب مشكلات فنية، لمدة تصل إلى 10 أيام، وهو ما قابله المسؤولون الأتراك بهجوم واضح، متّهمين طهران بالفشل في تلبية الشروط المنصوص عليها في عقد توريد الغاز إلى البلاد.

وقالت وكالة أنباء وزارة النفط الإيرانية "شانا"، نقلًا عن شركة الغاز الوطنية الإيرانية (إن إي جي سي)، إن عمليات التسليم إلى تركيا استؤنفت في 21 يناير/كانون الثاني.

إلّا أن المشاركين في السوق قالوا، إن التدفقات الإيرانية أقلّ بكثير من الأحجام التعاقدية اليومية وبضغط أقلّ بكثير، حسبما نقلت منصة آرغوس ميديا.

خفض إمدادات الغاز والكهرباء

قالت تياس، إن إمدادات الكهرباء سيجري تخفيضها للمستخدمين المتصلين بأنظمة النقل والتوزيع، باستثناء القطاع السكني والتجاري، لتحقيق التوازن بين العرض والطلب على الكهرباء.

وجاء ذلك في ظل تقليص عمليات التسليم إلى محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز بسبب "عطل" من الجانب الإيراني على طول خط الأنابيب الذي ينقل الغاز الإيراني إلى تركيا.

تزامن وقف الواردات الإيرانية منذ 20 يناير/كانون الثاني بسبب "عطل فني" مع مدة ارتفاع الطلب خلال موجة البرد، ما أجبر شركة بوتاش التركية المملوكة للدولة على إعلان قطع إمدادات الغاز بنسبة تصل إلى 40% لكبار المستهلكين، بدءًا من 21 يناير/كانون الثاني.

كما جرى تطبيق قطع الإمدادات على المرافق، ما أدى إلى نقص في الكهرباء.

وتجاوز أخذ بوتاش للغاز الروسي عبر خط أنابيب ترك ستريم حجمه التعاقدي اليومي، بموجب صفقة جديدة مع شركة غازبروم الروسية مقابل 5.75 مليار متر مكعب سنويًا في الأيام الأخيرة.

إذ اشترت الشركة أيضًا معظم الإمدادات التي تلقّتها شركات القطاع الخاص أكفيل غاز وبوسفور غاز وكيبار إنرجي.

وزير الطاقة التركي فاتح دونماز
وزير الطاقة التركي فاتح دونماز - أرشيفية

إغلاق مؤقت ووقف الإنتاج

من جانبه، قال وزير الطاقة التركي، فاتح دونماز، باجتماع مع الصناعة: "في الوقت الحالي، تعمل جميع نقاط الدخول، باستثناء إيران، بكامل طاقتها"، بحسب المنظمة الرقابية على المناطق الصناعية المنظمة في تركيا.

وقال دونماز، إن بعض المستخدمين الصناعيين اقترحوا إغلاق العمليات بالكامل لبضعة أيام، قبل العمل مرة أخرى بطاقتها، وأكد المشاركون في السوق أن بعض المصانع قررت وقف إنتاجها خلال الأيام المقبلة.

وأوضح الوزير أن الأمر بدأ بتواصل من الجانب الإيراني يتحدث عن تسريب في الأنابيب داخل الأراضي التركية، مؤكدًا توجّه فرق مختصة للتحقق من الأمر.

ورأت هذه الفرق أنه من الأفضل إجراء حلول مؤقتة، وتأجيل إصلاح الأعطال حتى تنتهي ظروف الطقس القاسية، إلّا أن الإيرانيين رفضوا هذه الفكرة، قائلين: "إنهم لن يخاطروا بهذا الشكل".

وأضاف دونماز: "نعمل حاليًا على إيجاد حلّ مع رجال الأعمال يمكّننا من تخطّي هذه المشكلة بأقلّ الأضرار".

تبعية وسياسات خاطئة

رأت غرفة المهندسين الميكانيكيين التركية أن "هذا الوضع هو نتيجة واضحة للتبعية الأجنبية وسياسات الطاقة الخاطئة، فضلًا عن الكشف عن عدم كفاية تخزين الغاز الطبيعي".

وأضافت أن "انقطاع الغاز والكهرباء في الصناعة سيوقف الإنتاج، ويزيد التكاليف، ويزيد تكاليف المعيشة التي لا تُحتمل".

انخفض الاستهلاك خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد تقليص الغاز الذي جرى إدخاله بدءًا من 21 يناير/كانون الثاني، إلى 242.6 مليون متر مكعب يوميًا في 21-23 يناير/كانون الثاني، أقلّ من 277.6 مليون متر مكعب يوميًا في 17-20 يناير/كانون الثاني.

إلّا أنه من المتوقع أن تظل درجات الحرارة الليلية في إسطنبول وأنقرة دون المستوى الموسمي حتى نهاية الشهر، ما قد يستمر في دعم الطلب على أغراض التدفئة.

قد يؤثر الطقس غير المواتي أيضًا في إمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى الدولة، إذ قال أحد المشاركين في السوق، إن الظروف الجوية تسبّبت بتأخير التفريغ في محطة دورتيول.

الغاز الإيراني
أحد خطوط نقل الغاز - أرشيفية

تراجع مخزونات الغاز

يأتي انقطاع إمدادات الغاز الإيراني في الوقت الذي تكافح فيه تركيا لتغطية التكلفة المرتفعة لواردات الغاز بالليرة الضعيفة بشدة، حسبما أفادت وكالة بلومبرغ.

إذ كانت مخزونات تركيا 1.2 مليار متر مكعب من الغاز بدءًا من 18 يناير/كانون الثاني، أي أقلّ بنسبة 42% عن العام السابق، وفقًا لبيانات بورصة الطاقة في إسطنبول. كما وصل استهلاك الغاز الطبيعي في البلاد إلى مستوى قياسي في 20 يناير/كانون الثاني.

وقد تتفاقم أزمة الطاقة في الأيام المقبلة مع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون المعايير الموسمية، ما يعزز الطلب على الغاز في الوقت الذي تُقلّص فيه إيران الإمدادات.

وبعد فرض القيود، انخفض توليد الكهرباء بالغاز إلى 8.57 غيغاواط في المدّة من 21 إلى 23 يناير/كانون الثاني، من 13.6 غيغاواط في المدّة من 17 إلى 20 يناير/كانون الثاني.

وبلغ متوسط الإنتاج يوم الإثنين 8.3 غيغاواط حتى الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي، بحسب آرغوس ميديا.

عواقب انقطاع الكهرباء

تمثّل الصناعة ما يقرب من ربع الناتج الاقتصادي لتركيا، ويعمل ما يقرب من 10% من القوى العاملة في البلاد في المناطق الصناعية، ومن ثم يمكن أن تنتشر عواقب انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد.

كانت تداعيات قيود العرض سريعة؛ إذ أعلنت العديد من الشركات تعطّل عملياتها في الإيداعات إلى البورصة، وأعلنت الوحدة المحلية لشركة صناعة السيارات رينو أنها ستوقف الإنتاج بمصنعها في بورصة لمدة 15 يومًا، وفقًا لتقارير الصحف التركية.

ويُعدّ قطاع السيارات في تركيا -الذي تضرر من النقص العالمي في الرقائق الإلكترونية- أكبر مصدر في البلاد، إذ يمثّل 11% من إجمالي الصادرات في عام 2021، بحسب بلومبرغ.

كما تراجعت الأسهم التركية، بقيادة الشركات الصناعية، إذ انخفض مؤشر بورصة إسطنبول 100 القياسي بنسبة 4.9%، قبل إطلاق قطع التيار الكهربائي على مستوى السوق.

الواردات وأسعار الطاقة

تعتمد تركيا بالكامل تقريبًا على استيراد الغاز من روسيا وأذربيجان وإيران، وقدّمت طهران 16% من احتياجات تركيا من الغاز الطبيعي في الأشهر الـ10 الأولى من عام 2021، وفقًا لأحدث البيانات الرسمية.

وارتفعت أسعار الطاقة بشكل حادّ في تركيا، مدفوعة بالزيادات العالمية وتراجع قيمة الليرة بنسبة 44% أمام الدولار العام الماضي، بحسب وكالة رويترز.

ورُفِعَت أسعار الكهرباء بنسبة 125% للمستخدمين التجاريين ذوي الطلب المرتفع هذا الشهر، ونحو 50% للأسر ذات الطلب المنخفض.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق