التغير المناخيأخبار التغير المناخيأخبار الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

أسبوع أبوظبي للاستدامة.. الطاقة المتجددة تحتاج استثمارات بـ3 تريليونات دولار

على مستوى العالم بحلول 2030

سلّط أسبوع أبوظبي للاستدامة الضوء على التحديات والفرص المتاحة للطاقة النظيفة خلال السنوات المقبلة، لخفض الانبعاثات وتحقيق الأهداف المناخية.

وأكد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، سلطان الجابر، أن التحول في قطاع الطاقة يخلق فرصًا مجدية لإحداث نقلة نوعية في نموذج النمو الاقتصادي المستدام للإمارات ودول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة عبر تقنية الاتصال المرئي ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، بعنوان: "طموحات مؤتمر الأطراف لدورتي كوب 27 وكوب 28 وأولويات التنويع الاقتصادي بعد الجائحة"، إلى جانب رئيس الدورة الـ26 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ "كوب 26" ألوك شارما، ووزير الخارجية المصري الرئيس المُعيّن للدورة المقبلة لمؤتمر الأطراف الـ27 الذي ستستضيفه مصر، سامح شكري.

وأوضح سلطان الجابر أن الجهود الرامية لمواجهة التغير المناخي تُعدّ فرصة واعدة لتعزيز المرونة الاقتصادية وتحقيق الازدهار للمنطقة وشعوبها.

تحول الطاقة

قال الجابر -خلال مداخلته في أسبوع أبوظبي للاستدامة- إن دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تمتلك مميزات خاصة تؤهلها لتسريع مسيرة التحول في قطاع الطاقة والاستفادة من ريادتها في مجال الإنتاج.

وأضاف: "ما دام أن العالم مستمر في الاعتماد على النفط والغاز، فنحن مستمرون في التزامنا بتوفير إمدادات موثوقة من النفط والغاز الأقل كثافة في انبعاثات الكربون".

وتعمل أدنوك على الاستفادة من هذه الميزة من خلال تطوير وتوسعة منشآتها لالتقاط الكربون واستخدامه واحتجازه، "التي تُعد الأولى من نوعها في المنطقة"، بحسب تصريحات سلطان الجابر.

وأشار إلى أن بلاده تعمل على تسخير إمكاناتها المتميزة في مجال الهيدروجين لوضع أسس قوية يقوم عليها سوق الهيدروجين الخالي من الكربون، إذ وجّهت الإمارات على مدار الـ15 سنة الماضية الكثير من الاستثمارات نحو مجالات الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة، ونحن مستمرون في مضاعفة هذه الاستثمارات.

جانب من فعاليات الجلسة الحوارية في أسبوع أبوظبي للاستدامة
سلطان الجابر خلال مشاركته بالجلسة الحوارية في أسبوع أبوظبي للاستدامة

استثمارات الطاقة المتجددة

أكد الجابر أن العالم بحاجة إلى استثمار 3 تريليونات دولار على الأقل في مجال الطاقة المتجددة على مدى السنوات الـ10 المقبلة، وذلك يُعد فرصة واعدة يمكن لدولة الإمارات ودول المنطقة وشركائنا الدوليين الاستفادة منها.

وأوضح أن هذه هي منهجية التفكير التي تقوم عليها مبادرة الإمارات الإستراتيجية للحياد المناخي، فالحياد المناخي يعني نشوء قطاعات ومهارات ووظائف جديدة، كما أن الجهود الرامية لمواجهة التغير المناخي تمثل فرصًا مُجدية للنمو الاقتصادي المستدام.

وأضاف أنه بعد الشراكة بين "أدنوك" و"طاقة" و"مبادلة" لترسيخ مكانة "مصدر" وتحويلها إلى شركة رائدة عالميًا في مجال الطاقة النظيفة، فقد ضاعفت "مصدر" إجمالي قدرتها الإنتاجية من الطاقة المتجددة، وأن الطموح هو البناء على هذه الأسس الصلبة والوصول إلى 100 غيغاواط من القدرة الإنتاجية.

ووجه دعوة مفتوحة للعالم إلى مشاركة الإمارات و"مصدر" لتحقيق الأهداف الطموحة التي تتيح فرصًا للنمو وخلق فرص عمل في قطاعات ومهارات جديدة.

قمة المناخ كوب 28

قال الجابر -خلال مداخلته في الجلسة الحوارية بمنتدى أبوظبي للاستدامة- إن قمة المناخ كوب 28 -التي ستستضيفها الإمارات في 2023- تكتسب أهمية خاصة، كونها سيشهد أول تقييم عالمي للتقدم المحرز في تحقيق أهداف باريس، بما في ذلك إجراءات الحد من الانبعاثات، والتكيّف مع التداعيات، وتأمين التمويل اللازم.

وأضاف أن قمة كوب 28 سترسم خريطة الطريق للعمل المناخي حتى عام 2030 وما بعده، موضحًا أن الإمارات بدأت في العمل عن قرب مع رئاسة المؤتمر في كل من مصر والمملكة المتحدة، لضمان استمرار جميع الدول في البناء على الزخم الذي تحقق في مؤتمر الأطراف الـ26.

وقال: "نطمح أن تكون أبوظبي الوجهة التي ينطلق منها العالم في ترجمة الالتزامات إلى نتائج ملموسة، ونشر حلول مناخية مجدية تجاريًا على نطاق واسع حول العالم.. لذا، نعمل على ضمان أن يكون مؤتمر الأطراف الـ28 شاملًا ويحتوي الجميع، لكي يعكس آراء الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، ويضمن مشاركة القطاعين العام والخاص، والمجتمع العلمي والمدني".

التخلي عن النفط

أكد سلطان الجابر أنه إذا أردنا النجاح في مسار التحوّل نحو منظومة الطاقة المستقبلية، لا يمكننا التخلي فوريًا عن المنظومة الحالية، وإنما نحتاج إلى رفع كفاءة منظومة الطاقة الحالية وخفض انبعاثاتها، والاستعانة بأصحاب الخبرة في قطاعات الطاقة المختلفة لإيجاد الحلول المناخية التي نبحث عنها.

وشدد على ضرورة أن يدرك العالم دائمًا أن هدف التصدي لظاهرة التغير المناخي هو خفض الانبعاثات، وليس خفض معدلات النمو والتقدم.

قمة المناخ كوب 26 - رئيس مؤتمر المناخ ألوك شارما
رئيس مؤتمر المناخ كوب 26 ألوك شارما - أرشيفية

نتائح كوب 26

من جانبه أعرب ألوك شارما عن تفاؤله وثقته في نجاح كل من مؤتمر الأطراف الـ27 الذي ستستضيفه مصر، ومؤتمر الأطراف الـ28 الذي ستستضيفه أبوظبي.

وأشار -خلال كلمته في جلسة أسبوع أبوظبي للاستدامة- إلى أنّه على الرغم من نجاح قمة المناخ الأخيرة في الاتفاق على الالتزام بالحدّ من ارتفاع درجة الحرارة العالمية بمقدار 1.5 درجة مئوية، فلا يُعدّ ذلك كافيًا بعد.

وقال: "ما يتعيّن علينا القيام به الآن هو ترجمة التزامنا إلى إجراءات قابلة للتنفيذ"، مشيرًا إلى الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه القطاع الخاص في معالجة آثار التغير المناخي.

وأضاف: "لاحظنا المشاركة الفعّالة للقطاع الخاص خلال قمة المناخ كوب 26، وقد نجحنا اليوم في تأمين 130 تريليون دولار من الأصول المخصّصة لتحقيق أهداف الحياد المناخي بحلول العام 2050".

استعدادات مصر

من جانبه أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن قمة المناخ كوب 27 سيكون أول مؤتمر للأطراف في السنوات الـ10 المقبلة التي يجب أن تكون "عقد تنفيذ الالتزامات"، إذ من المتوقع أن يضاعف العالم جهوده الجماعية لتنفيذ الإسهامات المحددة وطنيًا بموجب اتفاقية باريس.

وسلّط شكري -خلال مداخلته في أسبوع أبوطبي للاستدامة الضوء- على الفرص التي ستوفرها "قمة المناخ كوب 27"، لدعم الجهود التي تبذلها الدول الأفريقية لمكافحة التغير المناخي والتكيّف مع آثاره بما يتوافق مع اتفاق باريس.

وأشار إلى أن مؤتمر القمة القادمة سيبني على مخرجات مؤتمر غلاسكو، وتعزز دور الشباب في المساهمة في مكافحة التغير المناخي.

ويمثّل أسبوع أبوظبي للاستدامة منذ انطلاقه في عام 2008، منصة عالمية تُسهم في تسريع جهود التنمية المستدامة منذ ضمن 3 محاور هي التعاون الدولي والقيادة، والتنمية الاقتصادية، والتكنولوجيا والابتكار.

ويجمع أسبوع أبوظبي للاستدامة تحت مظلته نخبة من صناع السياسات وخبراء القطاعات ورواد التكنولوجيا وجيل الشباب من قادة الاستدامة. وتنعقد دورة 2022 من أسبوع أبوظبي للاستدامة خلال المدة بين 15 و19 يناير/كانون الثاني الحالي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق