قطاع النفط والغاز في الجزائر.. 2021 عام استثنائي وانتعاشة قوية
مع الارتفاع القياسي في الأسعار عالميًا
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- تتوقع الجزائر أن تحقق إيرادات تصل إلى 33 مليار دولار بنهاية2021
- الجزائر قررت توجيه جزء من مبيعاتها للغاز للسوق الفورية الحرة
- توقعات باستمرار نمو صادرات الجزائر من الغاز بالربع الأخير من 2021
- "سوناطراك" تستهدف استثمار 40 مليار دولار خلال 5 سنوات
جاء 2021 مميزًا بالنسبة إلى قطاع النفط والغاز في الجزائر، بعد وصول سعر البرميل إلى مستويات قياسية خلال العام مع العودة التدريجية للنشاط الاقتصادي العالمي وارتفاع الطلب، بعد أزمة عام 2020 الذي شهد انتشار فيروس كورونا وتسبب في إغلاق العديد من الاقتصادات.
ومع اعتماد الجزائر في موازنتها لعام 2021 متوسط سعر برميل النفط في حدود 40 دولارًا، وبناءً عليه توقعت إيراداتها، على حين تخطى السعر في الأسواق العالمية ذاك التوقع ليتجاوز حاجز الـ80 دولارًا في بعض أوقات العام قبل أن يتراجع عنه قليلًا عند مستويات الـ70 دولارًا وما فوقها.
إيرادات النفط والغاز في الجزائر
تتوقع الجزائر أن تحقق إيرادات من صادرات النفط تتراوح ما بين 30 و33 مليار دولار بنهاية عام 2021، مع استمرار أسعار خام النفط ما بين مستويات 65 و75 دولارًا للبرميل.
وبحسب آخر الإحصاءات المعنلة، ارتفعت صادرات الجزائر من النفط والغاز إلى 24 مليار دولار خلال المدة من يناير/كانون الثاني حتى نهاية سبتمبر/أيلول 2021، أي بزيادة تتخطى الـ9 مليارات دولار مقارنة بالأشهر الـ9 الأولى نفسها من 2020 التي سجلت 15 مليار دولار، وذلك مع الأسعار التاريخية للغاز الطبيعي في الأسواق العالمية، وتسجيل برميل النفط أسعارًا ملحوظة.
وارتفع إنتاج الجزائر من المحروقات خلال الأشهر الـ9 الأولى من 2021 إلى 121 مليون طن من النفط المكافئ، منها أكثر من 77 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.
وبدوره، أكد المدير العام لشركة النفط والغاز الجزائرية (سوناطراك)، توفيق حكار، أن شركته استطاعت خلال أول 8 أشهر فقط من العام الجاري حتى نهاية أغسطس/آب الماضي تحقيق إيرادات تعادل ما حققته الشركة خلال 2020 لتبلغ نحو 20 مليار دولار.
ومع الأسعار التاريخية للغاز الطبيعي خلال 2021، قررت الجزائر توجيه جزء من مبيعاتها للغاز إلى السوق الفورية الحرة للاستفادة من الأسعار الحالية، وفقًا لمدير عام شركة النفط والغاز الحكومية (سوناطراك).
إنتاج النفط والغاز وصادراتهما في الجزائر
وفقًا لأحدث بيانات منظمة أوابك، ارتفعت صادرات الجزائر من الغاز الطبيعي المسال خلال الربع الثالث من 2021 المدة من يوليو/تموز حتى نهاية سبتمبر/أيلول لعام 2021، إلى 2.4 مليون طن مقابل 2.3 مليون طن خلال الربع نفسه من 2020.
وتوقعت المنظمة، في تقريرها، استمرار نمو صادرات الجزائر من الغاز الطبيعي المسال خلال الربع الأخير من 2021.
وأرجعت ذلك إلى استمرار منشأة إسالة الغاز في سكيكدة بتصدير عدة شحنات خلال شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول بإجمالي 400 ألف طن، بعد توقف دام لعدة أشهر خلال 2020.
وعلى الرغم من التحسن الذي شهده إنتاج الجزائر من النفط الخام أغلب شهور عام 2021، فإنه لم يصل إلى أعلى مستوى سجله على أساس سنوي في مارس/آذار 2020 الذي بلغ 1.031 مليون برميل يوميًا.
وارتفع إنتاج الجزائر من النفط الخام في نوفمبر/تشرين الثاني إلى 954 ألف برميل يوميًا، مقارنة مع 945 ألفًا في الشهر السابق له، وفق أوبك.
ومع ذلك، تشير تقديرات وحدة أبحاث الطاقة إلى أن إنتاج الجزائر من النفط الخام خلال ديسمبر/كانون الأول 2021 قد يتراجع إلى 940 ألف برميل يوميًا.
اتفاقيات جديدة خلال 2021
شهد عام 2021، توقيع الجزائر اتفاقيات طاقة جديدة مع الشركات العالمية.
وفي 14 ديسمبر/كانون الأول 2021، وقعت الجزائر على اتفاقيتين تتعلقان بمجالات المحروقات والانتقال الطاقوي بين مجمع سوناطراك وإيني الإيطالية.
وتضمنت الاتفاقية الأولى الاستكشاف والإنتاج في منطقة حوض بركين بمساحة 7.880 ألف كيلومتر مربع بالجزء الجنوبي من الحوض، باستثمار يبلغ 1.4 مليار دولار وإنتاج 45 ألف برميل يوميًا من النفط.
وشملت الاتفاقية الثانية التعاون في مواصلة جهود تخفيض البصمة الكربونية والتطوير المشترك للطاقات المتجددة والجديدة، خصوصًا إنتاج الطاقة الشمسية واستكشاف الليثيوم وإنتاج الوقود الحيوي والهيدروجين.
ويتضمن المشروع في المرحلة الأولى التطوير المتسارع للاحتياطات المقدرة بـ135 مليون برميل من النفط المكافئ في منطقة بركين جنوب، مع توقع الإنتاج بنهاية 2022، وفقًا لوكالة الأنباء الجزائرية.
كما وقعت شركة سوناطراك الجزائرية مع الشركة الصينية (سينوبك) مذكرة تفاهم تتضمن إبرام عقد جديد للهيدروكربونات في حقل زارزايتين الواقع في حوض إليزي، مع تمديد مدة تشغيل الحقل إلى ما بعد عام 2023، بهدف التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجه.
ووقعت كذلك الشركة الحكومية سوناطراك، في مايو/أيار 2021، مذكرة تفاهم مع مجموعة إكوينور النرويجية تهدف إلى دراسة فرص التعاون في مجالات التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجه في البلاد.
وتضمنت الاتفاقية تمديد شراكة سوناطراك مع الشركة النرويجية إلى ما بعد نهاية العقود الحالية، التي من المقرر أن تنتهي عام 2027.
وفي إطار توريد المنتجات النفطية وتجارتها، وقعت سوناطراك مع شركة شل الدولية للتجارة والشحن المحدودة مذكرة تفاهم في مجال توريد وتجارة النفط الخام والغاز الطبيعي والمنتجات النفطية والبيئية.
وتضمنت الاتفاقية بحث الشركتين سبل خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
مشروع غاز جديد
في فبراير/شباط 2021، نجحت الجزائر في تشغيل مشروع غاز جديد يتمثل ضمن مشروع التعزيز الثالث لحقل حاسي الرمل في ولاية الأغواط.
وبحسب شركة سوناطراك، فإن المشروع يهدف إلى الحفاظ على مستوى إنتاج يقدر بنحو 180 مليون متر مكعب يوميًا، واستعادة احتياطيات إضافية تُقدّر بنحو 400 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.
وتؤكد الشركة أن مشروع الغاز الجديد يساعدها على تعزيز قدراتها الإنتاجية الحالية لمواصلة تلبية الاحتياجات المتزايدة لسوق الغاز المحلية مع تلبية الطلبات التعاقدية للتصدير.
وكان رئيس الشركة توفيق حكار قد توقع في مطلع عام 2021 وصول احتياجات السوق المحلية إلى 70 مليون طن من النفط المكافئ، اعتبارًا من 2024، مع توقعات تجاوز مستوى التصدير البالغ 90 مليون طن من النفط المكافئ سنويًا.
وتستهدف سوناطراك الجزائرية استثمار 40 مليار دولار خلال السنوات الـ5 المقبلة، بحسب رئيس الشركة.
وتتوقع الجزائر أن تغطي احتياطيات موارد الغاز غير التقليدية -الغاز الطبيعي الذي يتطلب طرق إنتاج متقدمة- احتياجات استهلاك السوق المحلية لـ150 عامًا، وكذلك التصدير.
وبحسب حكار، تسوّق الشركة كميات منخفضة من إنتاجها في الغاز الطبيعي بالسوق الفورية، مع الاعتماد على العقود طويلة ومتوسطة الأجل، بهدف الحفاظ على شركائها.
خطوط أنابيب الغاز
شهد عام 2021 انتهاء عقد خط أنابيب "المغرب العربي - أوروبا"، وعدم تجديده الذي ينقل الغاز الجزائري إلى أسبانيا مرورًا بالمغرب، بعد أزمة دبلوماسية نشبت بين البلدين.
وفي 31 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أعلنت الجزائر رسميًا عدم تجديد عقد أنبوب نقل الغاز الجزائري نحو أوروبا، عبر المغرب، مؤكدة أن أنبوب الغاز "ميدغاز" الذي بدأ تشغيله عام 2011 يضمن في الوقت الراهن تصدير الغاز الطبيعي نحو إسبانيا.
وبحسب وكالة الأنباء الجزائرية، يضمن أنبوب "ميدغاز" تصدير 10.7 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز الجزائري إلى إسبانيا، مع قدرة ترفع إلى 16 مليار متر مكعب حال تطلب الأمر ذلك.
وكانت الجزائر قد دشنت المرحلة الثانية من خط الغاز "ميدغاز" الذي يربطها مباشرة مع إسبانيا في مايو/أيار الماضي، وذلك بطول197 كيلومترًا، وبتكلفة 32 مليار دينار (240 مليون دولار).
وعلى صعيد أنبوب الغاز العابر للصحراء الذي يربط الجزائر مع نيجيريا، أكدت البلاد على لسان الأمين العام لوزارة الطاقة والمناجم عبدالكريم عويسي، رغبتها في التنفيذ السريع لمشروع خط أنابيب الغاز العابر للصحراء.
ومن المقرر أن يربط خط أنابيب الغاز العابر للصحراء نيجيريا بالجزائر عبر النيجر، الذي من المتوقع أن يكون له تأثير إيجابي في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لجميع المناطق الذي سيعبر من خلالها.
موضوعات متعلقة..
- إيرادات النفط والغاز.. الجزائر تتوقع جمع 30 مليار دولار من التصدير
- عاجل.. صفقة نفطية بين الجزائر وإيني الإيطالية
- إنتاج الجزائر من النفط يرتفع للشهر السابع على التوالي
اقرأ أيضًا..
- سعر برميل النفط في 2022.. توقعات موازنات عمالقة النفط والغاز العرب
- تغير المناخ في 2021.. تداعيات ملموسة وتعهدات غير كافية
- أثرياء الطاقة في 2021.. مكاسب قوية للعشرة الكبار