الطلب على الفحم عالميًا قد يصل لمستويات تاريخية في 2022 (تقرير)
في تهديد لأهداف الحياد الكربوني
وحدة أبحاث الطاقة - سالي إسماعيل
تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يصل الطلب على الفحم عالميًا لأعلى مستوى على الإطلاق خلال عام 2022، وهو ما يأتي بالتزامن مع تعافي الاقتصاد العالمي، ويُهدد تحقيق أهداف الحياد الكربوني.
وبحسب تقرير الفحم 2021 الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، اليوم الجمعة، فإن الطلب الكلي العالمي على الفحم من المرجح أن ينمو بنحو 6% خلال إجمالي عام 2021، ليصل إلى 7.906 مليار طن، مقابل 7.456 مليار طن المسجلة في 2020.
وتعتقد الوكالة التي تتخذ من باريس مقرًا لها، أن الطلب على الفحم قد يصل لمستوى قياسي جديد في عام 2022، متجاوزًا المستويات القياسية المسجلة في عامي 2013 و2014.
وتشير تقديرات وكالة الطاقة إلى أن استهلاك الفحم عالميًا قد يظل عند هذه المستويات التاريخية في عامي 2023 و2024، ما يؤكد الحاجة إلى اتخاذ إجراءات سياسة قوية وسريعة وفق التقرير.
ويشمل الطلب الكلي على الفحم، استخدامات تتجاوز توليد الكهرباء، مثل إنتاج الأسمنت والصلب.
توليد الكهرباء من الفحم
من المتوقع أن يشهد توليد الكهرباء عالميًا عبر استخدام الفحم قفزة بنحو 9% خلال العام الجاري، ليصل إلى 10.350 ألف تيراواط/ساعة، وهو أعلى مستوى على الإطلاق.
ويأتي ذلك بعدما تراجع إنتاج الكهرباء بالفحم في العامين الماضيين، 2019 و2020، ما دفع البعض إلى توقع أن يكون الطلب وصل ذروته عام 2018، وفق تقديرات وكالة الطاقة.
وأرجعت الوكالة الدولية هذه القفزة في الاعتماد على الفحم بوصفه مصدرًا لتوليد الكهرباء، إلى التعافي الاقتصادي السريع من وباء كورونا خلال 2021، الذي عزز الطلب على الكهرباء بوتيرة أسرع مما يمكن للموارد منخفضة الكربون تلبيتها.
وفي الوقت نفسه، فإن الزيادة الحادة في أسعار الغاز الطبيعي أسهمت في تعزيز الطلب على إنتاج الكهرباء من محطات الفحم، إذ أصبح الوقود الأسود أكثر تنافسية من حيث التكلفة.
ومع ذلك، يرجح أن تُشكل حصة الفحم من مزيج توليد الكهرباء عالميًا في 2021 نحو 36%، وهو ما يقل 5% فقط عن ذروة 2007.
وفي كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، من المتوقع أن ينمو توليد الكهرباء عبر الفحم بنحو 20% تقريبًا، لكنه لن يصل لمستويات ما قبل الوباء، بحسب وكالة الطاقة.
وعلى النقيض، من المحتمل أن ينمو الطلب على الفحم لإنتاج الكهرباء في الهند والصين بنحو 12% و9% على الترتيب، ما يدفع التوليد إلى مستويات قياسية في كلا البلدين.
الطلب على الفحم في 2020
تراجع الطلب على الفحم -لتوليد الكهرباء وأغراض أخرى- عالميًا خلال عام 2020 بنحو 4.4%، وهي أكبر وتيرة هبوط في عدة عقود، لكن وتيرة الهبوط أقل من المتوقعة سابقًا.
ومع ذلك، كان الطلب على الفحم العام الماضي يختلف بدرجة كبيرة عبر المناطق، إذ إن الطلب في الصين شهد نموًا 1%، لكنه تراجع بنحو 20% في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، كما انخفض 8% في الهند وجنوب أفريقيا.
وبالنسبة إلى توليد الكهرباء عبر الفحم، فتراجع بنحو 3.8% في مجمل عام 2020، بسبب هبوط استهلاك الكهرباء في جميع أنحاء العالم (-0.5%) وانخفاض أسعار الغاز الطبيعي.
هيمنة الصين
مع تشكيلها نحو ثلث استهلاك الفحم عالميًا في توليد الكهرباء، تستمر الصين في الهيمنة على اتجاهات الفحم في مختلف أنحاء العالم كافة.
وفي الوقت نفسه، يمثل استخدام الفحم الكلي في الصين أكثر من نصف الإجمالي العالمي، بحسب تقرير وكالة الطاقة.
ويأتي الطلب على الفحم في الدولة صاحبة ثاني أكبر اقتصاد عالميًا، مدعومًا بالنمو السريع في الطلب على الكهرباء ومرونة الصناعات الثقيلة.
الطلب القياسي يثير المخاوف
يؤكد المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، أن الفحم أكبر مصدر منفرد لانبعاثات الكربون العالمية.
ويضيف: "المستوى المرتفع تاريخيًا لتوليد الكهرباء عبر الفحم هذا العام هو علامة مقلقة حيال المسار الذي قطعه العالم في جهوده الرامية لخفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني".
ويقول بيرول: "دون إجراءات فورية وقوية من جانب الحكومات لمعالجة انبعاثات الفحم بطريقة عادلة وبأسعار معقولة وآمنة للمتضررين، ستكون لدينا فرصة ضئيلة، إن وُجدت، للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية".
وعلى جانب آخر، يعتقد مقال نشرته جريدة شارلستون جازيت مايل، للكاتب هوبي كيرشيفال، أن الفحم سيظل مستخدمًا لمدة طويلة، مع الإشارة إلى أن تكهنات التخلص من الفحم سابقة لأوانها.
موضوعات متعلقة..
- الفحم الأسترالي يجد منافذ جديدة في أسواق آسيا رغم الحظر الصيني
- إنتاج الفحم في الصين يرتفع لمستوى قياسي خلال نوفمبر
- احتجاجات ضد فحم أداني في أستراليا.. والشركة الهندية تهدد نشطاء البيئة
اقرأ أيضًا..
- بعد تحوّل النفط الإيراني إلى معيار برنت.. هل تستأنف طهران صادراتها إلى أوروبا؟
- المفوضية الأوروبية.. خطة دفاع "رباعية" لإزالة الكربون من قطاعات الطاقة
بكم سعرالطن