تقارير الطاقة النوويةرئيسيةطاقة نووية

الطاقة النووية في أميركا.. مشروعات إدارة بايدن تصطدم بالمشرعين (تقرير)

دينا قدري

لا تزال طموحات الولايات المتحدة في مجال الطاقة النووية غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع، في ظل النقص الواضح بالتمويل وعدم دعم صانعي السياسات في البلاد.

إذ توّفر الطاقة النووية 20% من الكهرباء في البلاد وأكثر من نصف طاقتها الخالية من الكربون، ما دفع إدارة بايدن إلى التأكيد على تركيز مواردها المحدودة في الحفاظ على الأسطول النووي الحالي وتطوير مفاعلات صغيرة.

ويدعم البيت الأبيض التوسع في جميع المفاعلات النووية من الجيل التالي، التي تُعدّ محطات أكثر أمانًا وفاعلية من المحطات الحالية، كما يريد بناء "مفاعل اختبار" يمكنه تسريع تسويق تلك التقنيات المتطورة، ولكن حتى الآن، فإن المشرّعين يخشون ذلك.

أوضح الكاتب كين سيلفرستاين -في مقال نشرته مجلة فوربس- أن هذه الطموحات تصطدم بإجراءات مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين، إذ قام المشرّعون بـ"إزالة" التمويل لما يسمى مفاعل الاختبار متعدد الاستخدامات في مختبرات أيداهو الوطنية.

منافسة روسيا

في الوقت الحالي، تُعدّ روسيا الدولة الوحيدة التي لديها مفاعل اختبار مشابه لمفاعل الاختبار متعدد الاستخدامات، يمكنه محاكاة الظروف في المواقع التجارية لتحسين عمليات المحطات المستقبلية.

وأوضح سيلفرستاين أنه بالنظر إلى الاختلافات الجيوسياسية الحالية بين الولايات المتحدة وروسيا، ليس هناك سبب وجيه للاعتقاد بأن البلدين سيكون لهما اتفاقية تعاون رسمية.

وشدد على أنه حتى مع ذلك، فمن مصلحة الولايات المتحدة قيادة الجهود وتصدير تقنياتها النووية المتطورة.

قد تصل تكلفة مفاعل الاختبار متعدد الاستخدامات إلى 6 مليارات دولار على مدى 6 سنوات، مع الإشارة إلى أن موازنة وزارة الطاقة لهذا العام تبلغ نحو 40 مليار دولار، وفقًا لما صرّحت به الزميلة البارزة في مركز الطاقة العالمي التابع للمجلس الأطلسي، جينيفر جوردون.

وأضافت جوردون أن صناعة الطاقة النووية المملوكة للدولة في روسيا تمنحها مصدر تمويل مضمونًا، وفي المقابل، يتطلب نموذج الولايات المتحدة الخاص من المستثمرين الموافقة، ناهيك عن صانعي السياسة المنتخبين في نظام ديمقراطي.

أميركا - إزالة الكربون

دور مفاعل الاختبار

لن ينتج مفاعل الاختبار متعدد الاستخدامات الكهرباء للمستهلكين، بل إن منشأة اختبار يمكنها -على سبيل المثال- التنبؤ بالتآكل والتلف على المدى الطويل في المفاعلات، من خلال النمذجة.

قد تستغرق عملية الاختبار أسابيع، لذلك يمكن للمصممين بناء مفاعل أفضل، لكن بعض الخبراء يقولون، إن مفاعل الاختبار متعدد الاستخدامات مكلف للغاية، وإن المفاعلات النووية المتقدمة غير مثبتة.

ذكر اتحاد العلماء المعنيين أنه لا يوجد قرار نهائي بشأن ما إذا كانت هذه الوحدات يمكنها خفض التكاليف، والحدّ من النفايات النووية، وحرق اليورانيوم بشكل أكثر كفاءة، وتعزيز السلامة.

أكد سيلفرستاين أن إدارة بايدن تدرك أنه سيكون من الصعب الوصول إلى أهداف المناخ العالمية دون طاقة نووية خالية من الكربون يمكن أن تعمل على مدار 24 ساعة، خاصةً لتلبية الطلب على الكهرباء المتوقع من الدول الناشئة.

وأضاف أن لدى الولايات المتحدة فرصة، ليس فقط لقيادة تلك التقنيات من الجيل التالي، ولكن أيضًا لتصديرها، وهو سبب يجب أن تستأنف معه تمويل المشروعات الحالية.

الطلب على الكهرباء

قالت المديرة التنفيذية لتحالف الابتكار النووي، جودي غرينوالد: "إحدى المزايا الرئيسة للطاقة النووية المتقدمة هي أننا نعتقد أنه يمكن أن يكون لها تكاليف أقلّ، ويمكن أيضًا بناؤها بإضافات أصغر وتتوافق مع نمو الطلب على الكهرباء، وهذا يسهّل التمويل".

ووفقًا لمركز الأبحاث "ثيرد واي"، يمكن أن يتضاعف إجمالي استهلاك الكهرباء على مدى 30 عامًا، وسيأتي الكثير من هذا الطلب من الدول الناشئة.

ويقول مركز الأبحاث، إن الطاقة النووية المتقدمة والمستقبلية يمكن أن تشكّل 16% من الطلب على الكهرباء بحلول عام 2050.

في الوقت الحالي، هناك 32 دولة تشغّل محطات نووية، ويشكّل مصدر الوقود 10% من الإجمالي العالمي، بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأضافت الوكالة أن استخدام الطاقة النووية يجب مضاعفته بحلول عام 2050، لتحقيق أهداف مؤتمرات المناخ السابقة، التي تتمثل في الحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة بما لا يزيد عن 1.5 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الصناعة.

المفاعلات النووية

يمكن لموقع الاختبار هذا تسريع التحسينات، مثل إغلاق المفاعلات التي يُحتمل أن تكون مثيرة للمشكلات، مع الحدّ من كمية النفايات المشعّة التي تولّدها تلك الوحدات.

مثل هذا البحث والتطوير -على سبيل المثال- كان قادرًا على زيادة معدلات السعة من 60% قبل 50 عامًا، إلى 90% اليوم.

ويمكن للمفاعلات المعيارية الصغيرة -تتراوح قدراتها بين 50 إلى 300 ميغاواط- استخدام تلك التصميمات النووية المتقدمة.

وتستخدم المفاعلات النووية الأكبر حاليًا الجيل الثاني من مرافق المياه الخفيفة التي تعمل بالقرب من طاقتها، لكن مفاعلات المياه الخفيفة من الجيل الثالث قادمة، وستتبعها مفاعلات الجيل الرابع.

تعمل الوحدات النووية من الجيل الثالث على تحسين قوانين الأمان خلال استخدام المياه مبردًا واليورانيوم وقودًا.

يمكن للجيل الرابع -المعروف باسم مفاعلات الحرارة العالية جدًا- استخدام الملح المصهور مبردًا مع تغيير نوع الوقود، وتحقق كفاءة حرارية فائقة مع إمكانات أكبر للتطبيقات الصناعية، مثل صناعة الصلب وإنتاج الهيدروجين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق