المقالاترئيسيةطاقة متجددةطاقة نوويةمقالات الطاقة المتجددةمقالات الطاقة النووية

مقال – هل الطاقة النووية الحل لمواجهة إخفاق "الكهرباء المتجددة"؟

مايكل شلنبرغر

اقرأ في هذا المقال

  • خطط لبناء محطات نووية جديدة وتصنيف الطاقة النووية مصدر طاقة مستدامًا
  • ارتفاع أسعار الطاقة عزز التأييد الشعبي للطاقة النووية بنسبة 17% في فرنسا
  • أغلبية متزايدة من الجمهور في كوريا الجنوبية تؤيّد العودة إلى الطاقة النووية
  • استمرار النمو المتسارع للحركة الشعبية المؤيدة للطاقة النووية في أوروبا

لم تَعُدِ الأحلام الوردية، التي يحلو لبعض مؤيدي الطاقة المتجددة الاستغراق فيها، مجدية لكونها تتقلّب بتقلّب أحوال الطقس، ولم يُتِح غلاء أسعار النفط والغاز والفحم فرصة لمن يدفعون تكاليف الكهرباء المرتفعة للدفاع عنها، ولهذا تجد الطاقة النووية ترحيبًا متزايدًا بصفتها مصدر طاقة مستدامًا.

قادة دول عديدة، منها بريطانيا وفرنسا وكوريا الجنوبية وفنلندا وبولندا والمجر وجمهورية التشيك، أعلنوا خططًا لبناء محطات نووية جديدة وتصنيف الطاقة النووية مصدر طاقة مستدامًا.

وفي مقابل ذلك، أعربت تيارات وأحزاب عُرِفَت بمناهضتها التقليدية للطاقة النووية، مثل حزب الخُضْر في فنلندا الذي يشارك في الائتلاف الحكومي، عن موقف محايد من الناحية التكنولوجية بشأن مكافحة تغير المناخ، حتى إن بعضها أيّد بناء محطات نووية جديدة.

ومن ناحيتها، تُجري الحكومة البريطانية محادثات مع شركة إنتاج المفاعلات وستنغهاوس، بشأن إمكان بناء محطة نووية جديدة في مقاطعة ويلز، التي يمكنها توفير الكهرباء لأكثر من 6 ملايين منزل، ودفعت الصين إلى التخلي عن حصة في محطة نووية مختلفة هي محطة سيزويل النووية.

الطاقة النووية
الناشطة البيئية زيون لايتس

اللافت إلى الانتباه أن المتحدثة السابقة باسم حركة "تمرُّد ضد الانقراض "زيون لايتس" قادت حملة ناجحة لبناء محطة سيزويل النووية، في العام الماضي.

ويسري هذا التوجه على فرنسا التي صرّح رئيسها إيمانويل ماكرون بأن الهدف الأول يتمثّل في امتلاك مفاعلات نووية مبتكرة صغيرة الحجم في فرنسا بحلول عام 2030، بالإضافة إلى إدارة متطورة للنفايات.

وعد الرئيس ماكرون -سابقًا- بخفض الطاقة النووية من 75 إلى 50% من طاقتها، إلا أنه مؤخرًا أعلن نيته بدء الاستثمار في مشروعات نووية جديدة في القريب العاجل.

دوافع التحول إلى الطاقة النووية

لم يمنع الاستخدام المتزايد لمصادر الطاقة المتجددة المعتمدة على الطقس، في الولايات المتحدة وأوروبا، من تأثر إمدادات الكهرباء بنقص الغاز الطبيعي، الذي ارتفعت أسعاره مرات عديدة، وأدى إلى عودة بلدان عديدة إلى توليد الكهرباء من مصادر ملوثة مثل الديزل والفحم.

العديد من المحللين والمراقبين يرون أن ارتفاع أسعار الطاقة عزّز التأييد الشعبي للطاقة النووية بنسبة 17% في فرنسا، في حين صرّح مرشح رئاسي فرنسي محافظ منافس للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه لا يريد أن تتخلّى فرنسا عن ريادتها في مجال الطاقة، بحجة تقليد ألمانيا في تحول الطاقة.

كما دافع رئيس الوزراء الياباني الجديد، فوميو كيشيدا، عن سياساته المؤيدة للطاقة النووية في البرلمان، وأوضح أهمية إعادة تشغيل المحطات النووية.

أما في كوريا الجنوبية فإن أغلبية متزايدة من الجمهور تؤيد العودة إلى الطاقة النووية، ما يعزّز فرصة فوز مرشحي الرئاسة المؤيدين للطاقة النووية.

وأدت المناهضة المتزايدة لسياسة الحكومة للتخلّص التدريجي من الطاقة النووية إلى دفع المتنافسين الرئاسيين من كتلة المعارضة إلى التعهد بإعادة استخدام الطاقة النووية.

ويشير التوجه -بحسب ما أوردته صحيفة كوريا تايمز- إلى أن الطاقة النووية تمثّل البديل الأرخص والأنظف للوقود الأحفوري في كوريا، التي تعتمد بالكامل على الواردات لتلبية احتياجاتها البترولية.

التأييد الشعبي للطاقة النووية

بعد عام واحد من دعوة عالِميْ البيئة المؤيدين للطاقة النووية مارك ليناس وجورج مونبيوت الحكومة البريطانية إلى إلغاء خطط بناء محطات نووية، بدعوى أنها باهظة الثمن، استضافت العاصمة البريطانية لندن اجتماعًا لعدد من النشطاء المؤيدين للطاقة النووية من جميع أنحاء أوروبا.

ودعا النشطاء المشاركون في الاجتماع إلى الضغط على ساسة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وليس محاولة بناء حركة شعبية، على الأقل في ألمانيا.

كما نظّم أكثر من 300 شخص من 12 دولة حول العالم، من كوريا الجنوبية إلى إيطاليا، احتجاجًا، في الشهر الماضي، بعنوان "الدفاع عن الطاقة النووية" في بروكسل، في ظل استمرار النمو المتسارع للحركة الشعبية المؤيدة للطاقة النووية في أوروبا.

ورغم أن ألمانيا والنمسا والدنمارك ولوكسمبورغ وإسبانيا حثّت المفوضية الأوروبية على رفض تمويل الاتحاد الأوروبي المحطات النووية، في يوليو/تموز الماضي، أوصت التقارير العلمية المقدمة إلى مفوضية الاتحاد الأوروبي بالسماح بالتمويل.

بدورها، أعربت عضوة البرلمان الأوروبي عن بلجيكا، أسيتا كانكو، عن خشيتها من أن تعتمد أوروبا على الغاز الطبيعي المستورد اعتمادًا زائدًا إذا استمرت بلجيكا وألمانيا وفرنسا في إغلاق المحطات النووية.

الطاقة النووية والكهرباء - الأرجنتين- فرنساالبُعْد البيئي للطاقة النووية

أعلن حاكم ولاية كاليفورنيا الأميركية غافين نيوسوم، في وقت سابق، عزمه إغلاق محطة ديابلو كانيون النووية في عام 2025، واستبدال محطات الوقود الأحفوري والألواح الشمسية بها، بهدف حماية 2.5 مليون شخص من انقطاعات التيار الكهربائي.

وكشف مقطع تسجيلي مصوَّر تلفزيونيًا أن محطة ديابلو كانيون النووية لم تلوّث المياه -كما ادّعى حاكم كاليفورنيا- على عكس محطات الغاز، إذ ظهرت الحيتان الحدباء في أرجاء الموقع، واعترف اتحاد العلماء المهتمين بأن إغلاق المحطة سيزيد من التلوث.

الترويج للطاقة النووية

أدى الارتباط المزمن للطاقة النووية بالأسلحة والقنابل المدمرة إلى رسم صورة نمطية مناهضة لها، ولهذا يروّج الكثيرون داخل الصناعة النووية، والحركة المؤيدة للطاقة النووية، لمفاعلات نووية صغيرة، لأن استطلاعات الرأي العام تُظهر أن الليبراليين والتقدميين أكثر ارتياحًا لهذه التقنيات.

وتكمن المشكلات الرئيسة التي تواجه الطاقة النووية في جهل الرأي العام الذي ينبع من الحرب المستمرة منذ عقود ضدها.

تُجدر الإشارة إلى أن المفاعلات الصغيرة تُعدّ أغلى ثمنًا من المفاعلات الكبيرة، لأنها تنتج كميات من الكهرباء أقل من التكاليف بكثير.

لهذا يدعو مؤيدو الطاقة النووية إلى بناء حركة مؤيدة للطاقة النووية، والإدلاء بشهادات أمام الحكومات، ونشر التحليلات المتطورة، بهدف إظهار الحقائق الكفيلة بتغيير نمط التفكير السائد.

* مايكل شيلنبرغر - كاتب صحفي ومؤلف أميركي مهتم بقضايا البيئة وتغير المناخ

ملحوظة:

نُشر هذا المقال لأول مرة في المدونة الشخصية للكاتب، وأعادت "الطاقة" نشره بالاتفاق معه

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق