أسعار الذهب تهبط 16 دولارًا مع ارتفاع العملة الأميركية - (تحديث)

وسط انتظار قرارات الفيدرالي الأميركي

2021-12-14

0 6٬142

تراجعت أسعار الذهب بنحو 16 دولارًا، في نهاية تعاملات اليوم الثلاثاء، لتسجّل أقل مستوى في أسبوعين تقريبًا، مع ارتفاع العملة الأميركية.

وجاء هبوط أسعار الذهب، رغم تراجع أسواق الأسهم العالمية، مع تزايد المخاوف بشأن متحور أوميكرون، الذي قالت عنه منظمة الصحة العالمية إنه أسرع في الانتشار من أي سلالة أخرى لفيروس كورونا.

ويأتي أداء المعدن الأصفر، وسط تركيز من المستثمرين على اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وسط توقعات بتقليص إجراءات الدعم المتعلقة بالوباء.

أسعار الذهب اليوم

في ختام الجلسة، انخفض سعر العقود الآجلة للذهب -تسليم فبراير/شباط- بنسبة 0.9%، ما يعادل 16 دولارًا، ليصل إلى مستوى 1772.30 دولارًا للأوقية، وهو أقل إغلاق لهذا العقد منذ جلسة 2 ديسمبر/كانون الأول.

بحلول الساعة 06:50 مساءً بتوقيت غرينتش (09:50 مساءً بتوقيت مكة المكرمة)، تراجع سعر التسليم الفوري للمعدن الأصفر بنسبة 0.8%، مسجلًا 1771.93 دولارًا للأوقية.

وفي التوقيت نفسه، هبط سعر العقود الآجلة للفضة -تسليم مارس/آذار- بنحو 1.8%، إلى 21.92 دولارًا للأوقية.

بينما تراجع سعر البلاتين الفوري بنسبة 1.2%، مسجلًا 921.67 دولارًا للأوقية، في حين صعد سعر البلاديوم الفوري بنسبة 3.3%، ليصل إلى 1631.22 دولارًا للأوقية.

وفي غضون ذلك، ارتفع مؤشر الدولار، الذي يتبع أداء العملة الأميركية أمام سلة من 6 عملات رئيسة، بنحو 0.2%، ليصل إلى 96.519 نقطة.

اجتماع الفيدرالي الأميركي

قال محلل العملات في ديلي فوركس، إيليا سبيفاك: "السوق تنتظر إلى حدّ كبير نتيجة اجتماع الاحتياطي الفيدرالي"، مضيفًا أن المعدن الأصفر عالق في نطاق ضيق بسبب عاملين متعارضين، انخفاض عائدات السندات وارتفاع الدولار.

ارتفاع الدولار يجعل السبائك أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الذين يحملون عملات أخرى، في حين حامت عوائد سندات الخزانة الأميركية بالقرب من أدنى مستوياتها في أسبوع واحد، والذي لامسته في الجلسة السابقة.

من المقرر أن يبدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي اجتماعه للسياسة النقدية لمدة يومين في وقت لاحق اليوم الثلاثاء، ومن المتوقع أن يعلن إنهاء حافز شراء السندات في وقت أقرب مما أُعلِن سابقًا، ما قد يؤدي إلى رفع أسعار الفائدة في وقت مبكر العام المقبل.

أسعار الفائدة

يميل التحفيز المنخفض ورفع أسعار الفائدة إلى دفع عائدات السندات الحكومية للأعلى، مما يرفع تكلفة الفرصة البديلة لحيازة السبائك التي لا تحمل أيّ فائدة.

يقول سبيفاك: "السؤال الحقيقي هو، هل سنحصل على إشارة واضحة؟ إذا لم تكن متشددة كما كانت الأسواق قد دخلت، فقد نحصل على قليل من الدعم لأسعار الذهب"، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

ومن المقرر أيضًا أن يجتمع المصرف المركزي الأوروبي ومصرف إنجلترا وبنك اليابان هذا الأسبوع.

أسعار الذهب اليوم — ذهب وعملات نقدية - أرشيفية

أداء الذهب

أشار تقرير لوكالة رويترز إلى أن أسعار الذهب فشلت حتى الآن في الارتفاع في مواجهة أعلى معدل تضخم في الولايات المتحدة منذ ما يقرب من 30 عامًا، مما يشير إلى أن عقيدة السوق طويلة الأمد قد تنهار.

أُغلق سعر الذهب الفوري عند 1786.94 دولارًا للأوقية أمس الإثنين، منخفضًا من أعلى مستوى له في الآونة الأخيرة عند 1876.90 دولارًا ، والذي سجله في 16 نوفمبر/تشرين الثاني.

كانت الذروة تتعلق أكثر بظهور المتحور الجديد أوميكرون، مما أثار مخاوف بشأن السفر المتجدد والقيود الأخرى التي تضرب الاقتصاد العالمي، إذ تكافح البلدان الوباء المستمر.

أدى التخفيف اللاحق لتلك المخاوف إلى تراجع الذهب إلى ما دون 1800 دولار للأوقية، في حين كان للمخاوف المتزايدة بشأن اختراق التضخم العالمي تأثير ضئيل في السعر.

معدل التضخم

وواصل معدل التضخم ارتفاعه في الولايات المتحدة، إذ صعدت أسعار المنتجين بنحو 9.6% خلال الشهر الماضي، على أساس سنوي، وهو أكبر وتيرة منذ بدء جمع البيانات من قبل مكتب إحصاءات العمل الأميركي.

فيما ارتفع مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة بمعدل سنوي 6.8% في نوفمبر/تشرين الثاني، وهي أكبر زيادة سنوية منذ يونيو/حزيران 1982، إذ قفزت تكلفة السلع والخدمات وسط قيود سلسلة التوريد.

ورغم ذلك إصدار بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في 10 ديسمبر/كانون الأول لم ينتج عنه أيّ ردّ فعل تقريبًا من السعر الفوري للذهب، مع بقاء المعدن الصفر في نطاق ضيق إلى حدّ ما خلال يوم التداول، على الرغم من أنه أُغلق مرتفعًا بنسبة 0.5% عند 1782.51 دولارًا للأوقية.

وجهة نظر السوق القائلة، بأن ارتفاع معدل التضخم مفيد لأسعار الذهب تستند إلى استخدامه وسيلة للتحوط من التضخم، أو بعبارة أخرى، يعدّ المعدن الأصفر أحد الأصول التي ستحتفظ بقيمتها أفضل من غيرها، إذ تتآكل قيمة العملات بسبب ارتفاع الأسعار.

يعود تاريخ ارتباط التضخم بأسعار الذهب إلى أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات، عندما ارتفع الذهب بقوة وسط ارتفاع معدل التضخم في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياته منذ الأربعينات.

ارتفع سعر الذهب الفوري من 226 دولارًا للأوقية في نهاية عام 1978 إلى ذروة 666.75 دولارًا بحلول سبتمبر/أيلول 1980، إذ ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأميركي ليصل إلى 14.73% في أبريل/نيسان 1980.

وتراجع التضخم في الولايات المتحدة إلى ما يزيد قليلًا عن 1% بحلول نهاية عام 1986، بينما قضى الذهب السنوات الـ 27 التالية في التعرج قبل أن يتجاوز ذروته عام 1980 منتصف عام 2007.

الذهب - الطلب العالمي على الذهب

الطلب في الصين والهند

مع ذلك، فإن ارتفاع أسعار الذهب الممتد من نحو عام 2000 فصاعدًا لم يكن مدفوعًا بالتضخم، أو حتى بأسعار الفائدة، بل بدا أكثر ارتباطًا بصعود الصين والهند بوصفهما أكبر مستهلكين للمعدن.

أدت زيادة الثروة في أكبر بلدين في العالم من حيث عدد السكان، مع التقارب الثقافي للمعادن الثمينة، إلى زيادة الطلب إلى درجة تمثّل فيها الصين والهند نحو نصف الطلب المادي العالمي.

حصل الذهب على مزيد من التعزيزات من الأزمة المالية العالمية لعام 2008، ومؤخرًا خلال ذروة جائحة فيروس كورونا العام الماضي، عندما وصل إلى مستوى قياسي بلغ 2072.49 دولارًا للأوقية في 6 أغسطس/آب 2020.

النقطة الجديرة بالملاحظة هي أن الارتفاعين الرئيسين الأخيرين للذهب كانا مدفوعين أكثر بالمخاوف من حدوث أزمة اقتصادية ومالية عالمية، ولم تكن لهما علاقة بأيّ مشكلات تضخّم.

لكي يلعب التضخم دورًا في تعزيز أسعار الذهب، فمن المحتمل أن يكون أسوأ بكثير ومستدامًا لمدة ممتدة، وقد لا يزال هذا يحدث، ولكن في غضون ذلك، من المرجح أن يتغلب الذهب على احتمال ارتفاع أسعار الفائدة، مما يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالمعدن غير العائد.

هناك إشارات مشجعة في السوق المادية، إذ تعمل كل من الصين والهند على تعزيز طلب المستهلكين، وتُظهر بيانات مجلس الذهب العالمي أن المستهلكين الصينيين اشتروا 221.5 طنًا في الربع الثالث، بزيادة 26% عن المدة نفسها من عام 2020، بينما ارتفع طلب المستهلكين في الهند بنسبة 47%، إلى 139.1 طنًا.

ومع ذلك، انخفض إجمالي الطلب على الذهب بنسبة 7% في الربع الثالث إلى 830.8 طن، في ظل انخفاض الطلب على العارضة والعملات المعدنية، فضلًا عن انخفاض حيازات الصناديق المتداولة في البورصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..