كونوكو فيليبس تغادر إندونيسيا وتوسع نشاطها في أستراليا
بزيادة حصتها في مشروع للغاز المسال
داليا الهمشري
وجّه خروج شركة كونوكو فيليبس الأميركية ضربة قوية إلى إندونيسيا، التي خسرت خلال السنوات الأخيرة عددًا من أكبر المستثمرين الدوليين؛ من أبرزهم شركتا توتال وشيفرون.
وأعلنت كونوكو فيليبس موافقتها على بيع أصولها في البلاد إلى شركة ميدكو إنرجي المحلية المستقلة مقابل 1.36 مليار دولار.
وعلى الرغم من أن هذه الخطوة قد تتسبب في الإضرار بصورة إندونيسيا على المدى الطويل في ظل محاولة الدولة جذب الاستثمارات الأجنبية؛ فإن المحللين يرون أن الصفقة إيجابية بشكل عام.
وبموجب الصفقة، ستشتري ميدكو إنرجي الحصة التشغيلية لشركة كونوكو فيليبس في عقد مشاركة الإنتاج في الممر العملاق (بي إس سي)، وهو أحد أكبر منتجي الغاز الطبيعي في إندونيسيا.
وشاركت كونوكو فيليبس في هذا المشروع بحصة تبلغ 54%، بينما لم تتجاوز حصة شركة خطوط الأنابيب ترانساسيا الـ35% فقط.
فرصة أفضل للمشغل الإندونيسي
أفادت شركة كونوكو فيليبس -في بيان لها- بأن الأصول الإندونيسية الجاري بيعها قد أنتجت نحو 50 ألف برميل من المكافئ النفطي يوميًا خلال الأشهر الـ9 المنتهية في 30 سبتمبر/أيلول 2021.
يقول مدير أبحاث آسيا والمحيط الهادئ في وود ماكنزي، أندرو هاروود: "في ظاهر الأمر، يبدو أن شركة كونوكو فيليبس قد حصلت على سعر جيد، ولكن هناك جانبًا إيجابيًا بالنسبة لشركة ميدكو، وهو أن المشغل الإندونيسي ستكون لديه فرصة أفضل في المفاوضات مع الحكومة بشأن موافقات التطوير أو عقود البيع الجديدة أو التحسينات المالية".
وأضاف: "من منظور الفخر الوطني، ستفضل الحكومة وجود مشغل إندونيسي مسؤول عن أحد أكبر أصولها المنتجة".
وفي الوقت نفسه حصلت شركة كونوكو فيليبس على حصة إضافية بنسبة 10% في مشروع أستراليا باسفيك للغاز الطبيعي المسال، حسب موقع إنرجي فويس.
مبادلة الأصول
علق هاروود على موقف كونوكو فيليبس قائلًا: "إنها تبادل أحد الأصول الناضجة في حالة انخفاض مع أصول مستقرة طويلة الأجل مع إمكانية الحصول على الغاز الطبيعي المسال".
وكانت الشركة، التي تتخذ من هيوستن مقرًا لها، قد أعلنت شراء حصة إضافية بنسبة 10% في مشروع أستراليا باسفيك للغاز الطبيعي المسال مقابل 1.6 مليار دولار، وبذلك تصل حصتها إلى 47.5%.
وكانت شركة أوريجين إنرجي الأسترالية قد وافقت على بيع حصتها إلى شركة "إي آي جي إنرجي بارتنرز" للطاقة، فيما تمتلك شركة سينوبك الصينية 25%، وبذلك تصبح شركة كونوكو فيليبس أكبر مساهم في المشروع.
مغادرة الشركات الكبرى
غادر عدد من شركات الطاقة الكبرى إندونيسيا، وخفّض البعض الآخر حصته في المشروعات خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك توتال وشيفرون.
وتسعى شركة شل -أيضًا- للتخلي عن حصتها في مشروع تطوير ماسيلا الغني بالغاز والذي تديره شركة إنبكس اليابانية
"في كل مرة يغادر فيها مستثمر أجنبي إندونيسيا، تتضرر سمعة البلاد ويتقلص إجمالي رأس المال المتاح"، وفقًا لأحد المتخصصين في النفط والغاز في جاكرتا.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة ميدكو إنرجي، روبرتو لوراتو: "إن هذه الصفقة تبنى على سجل ميدكو إنرجي في عمليات الاستحواذ المتزايدة، وتتناسب بشكل جيد مع إستراتيجيتنا المتعلقة بتغير المناخ".
وأوضح أن هذا الاستحواذ يعزز من وجود ميدكو في جنوب شرق آسيا، وسيحقق دعمًا كبيرًا لعمليات الشركة في سومطرة.
ثاني أكبر منتج للنفط الصخري
تأتي التحركات لشركة فيليبس بعد أن سجلت شركة النفط الأميركية الكبرى أعلى أرباح ربع سنوية لها في عقد، وأكملت عمليتي استحواذ كبيرتين جعلتها ثاني أكبر منتج للنفط الصخري في حوض بيرميان.
وتعوّل الشركة أيضًا على أصول الغاز الطبيعي المسال الأسترالية، التي تبيع الشحنات إلى آسيا، في إمكانية الوصول إلى الأسواق سريعة النمو.
وقال الرئيس التنفيذي لكونوكو فيليبس، رايان لانس -في بيان له-: "تؤدي منطقة آسيا والمحيط الهادئ دورًا مهمًا في ميزة التنويع لدينا باعتبارنا شركة مستقلة للاستكشاف والإنتاج".
وبلغ إنتاج الشركة لعام 2020 من مشروع الغاز الطبيعي المسال الأسترالي ما يقرب من 115 مليون برميل من المكافئ النفطي، ومن المتوقع أن يصل إجمالي الأرباح لعام 2021 إلى 750 مليون دولار تقريبًا، وفقًا للبيان.
وأضاف البيان أن المشروع يوفر الغاز الطبيعي المسال للمشترين على المدى الطويل في كل من الصين واليابان، ويُعد أكبر مورد للغاز الطبيعي لسوق الساحل الشرقي في أستراليا.
كما أعلنت الشركة، هذا الأسبوع، أنها تعتزم تقديم عائد نقدي متغير بقيمة مليار دولار لمساهميها، فضلًا عن برنامج توزيع الأرباح المنتظم وإعادة شراء الأسهم.
موضوعات متعلقة..
- كونوكو فيليبس.. مشروع ربط بحري لحقل نفط في بحر الشمال
- اكتشاف نفطي جديد في إندونيسيا.. والإنتاج الشهر المقبل
- إندونيسيا تخفق في خطتها لإنتاج النفط والغاز خلال الربع الأول
اقرأ أيضًا..
- سياسة بايدن تملأ جيوب شركات صناعة الطاقة المتجددة في الصين (تقرير)
- نوفاك: اتفاق أوبك+ أعاد الاستثمار والثقة إلى صناعة النفط
- بالأرقام.. قفزة في قيمة صادرات النفط السعودي خلال 9 أشهر (إنفوغرافيك)