تقارير الكهرباءتقارير منوعةرئيسيةكهرباءمنوعات

أسعار الكهرباء والكربون في أوروبا ترتفع إلى مستويات قياسية

دينا قدري

لا تزال أزمة الطاقة في أوروبا تلقي بظلالها على أسعار الكهرباء، التي سجّلت مستويات قياسية جديدة، فيما يتوقع محللون وصول أسعار الكربون إلى 100 يورو (113.10 دولارًا) للطن بنهاية العام الجاري.

يأتي ذلك في الوقت الذي تبتعد فيه أوروبا عن الوقود الأحفوري في محاولة لخفض الانبعاثات، فضلًا عن الحد من الطاقة النووية، ما يجعلها تعتمد على الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية، وهما مصدران متقطعان.

وقالت شركة ترافيغورا للسلع الأساسية، في تقريرها السنوي، إن تقاعد محطات الطاقة التقليدية التي يمكن تشغيلها وإيقافها بسرعة "يزيد من تأثير إنتاج الطاقة المتجددة على أسعار السوق"، حسبما نقلت وكالة بلومبرغ.

وأضافت أن "التحول الهيكلي بعيدًا عن الفحم والطاقة النووية نحو طاقة الرياح والطاقة الشمسية يسبب أيضًا ضغوطًا شديدة في نظام الكهرباء".

ارتفاع أسعار الكهرباء

ارتفعت أسعار الكهرباء للتسليم العام المقبل بأكثر من 15% في ألمانيا، ونحو 14% في فرنسا، بحلول إغلاق السوق أمس الأربعاء.

إذ اضطرت المرافق الأوروبية إلى حرق المزيد من الغاز والفحم وحتى النفط للإبقاء على التيار الكهربائي، وسط انخفاض شديد في درجات الحرارة.

ووصلت الكهرباء الألمانية للعام المقبل -التي تُعدّ المعيار الأوروبي- إلى 192 يورو (218 دولارًا أميركيًا) لكل ميغاواط/ساعة.

بينما قفز العقد الفرنسي المكافئ إلى 222.75 يورو (251.94 دولارًا) قبل أن يغلق عند 222.50 يورو (251.66 دولارًا).

أزمة الطاقة - أسعار الطاقة

نقص الطاقة.. والاستثمارات

تسرّبت الأسعار المرتفعة هذا الشهر إلى العقود الآجلة للسنوات التالية، في إشارة إلى أن الأزمة قد تستمر لمدة أطول مما توقعه الكثيرون.

وقال كبير المحللين في شركة المرافق السويدية "جامتكرافت"، آرني بيرغفيك: "لا يزال هناك الكثير من الشتاء متبقيًا.. ستؤدي البداية الباردة إلى ارتفاع أسعار الطاقة لبقية الموسم، إذ فُقد خيار استخدام الغاز المخزن أو الطاقة الكهرومائية لاحقًا".

إذ يواجه العالم نقصًا في الطاقة مع تعافي الاقتصادات من جائحة فيروس كورونا، ما يؤدي إلى زيادة الطلب، بحسب بلومبرغ.

وفي الوقت نفسه، لم يكن العرض قادرًا على مواكبة ذلك، بسبب سنوات من انخفاض الاستثمارات في الوقود الأحفوري.

وواجهت الشبكة الأوروبية الواسعة لمصادر الطاقة المتجددة صعوبات أيضًا، إذ أدت سرعات الرياح المنخفضة إلى خفض الإنتاج لمعظم أوقات العام.

ارتفاع أسعار الكربون

مع حرق المرافق المزيد من الوقود الأحفوري، قفزت أسعار الكربون، أمس الأربعاء، إلى مستوى قياسي بلغ 90.75 يورو (102.64 دولارًا) للطن المتري.

وقال محللون إن سعر الكربون القياسي في أوروبا قد يصل إلى 100 يورو (113.10 دولارًا) للطن بنهاية عام 2021، بعد أن ارتفع بنسبة 50% منذ بداية شهر نوفمبر/تشرين الثاني إلى مستويات قياسية، بحسب وكالة رويترز.

وقال التجار والمحللون إن السعر قد يرتفع إلى 100 يورو (113.10 دولارًا) بمساعدة انتهاء صلاحية الخيارات وارتفاع أسعار الغاز، ما يشجع على المزيد من استخدام محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم، والتي تحتاج إلى شراء المزيد من تصاريح الكربون لحساب انبعاثاتها المرتفعة.

وكانت أسعار الكربون في الاتحاد الأوروبي قد ارتفعت -خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني- لتصل إلى مستويات قياسية أعلى من 75 يورو (84.84 دولارًا) للطن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.

جاءت الزيادة مدفوعة بالشراء الفني القوي والتدابير التي أعلنتها الحكومة الائتلافية الجديدة في ألمانيا لمواءمة مسار إزالة الكربون في ألمانيا مع 1.5 درجة مئوية، حسبما أفادت منصة "إس آند بي غلوبال بلاتس".

تغيّر المناخ - انبعاثات الكربون - الدول المتقدمة
حصة الدول المتقدمة والنامية من انبعاثات الكربون تاريخيًا

نظام تداول الانبعاثات

يطالب نظام تداول الانبعاثات، الشركات المصنعة وشركات الكهرباء وشركات الطيران، بدفع ثمن كل طن من ثاني أكسيد الكربون الذي تنبعث منه.

لذلك، يُعد هذا النظام أمرًا محوريًا لجهود الاتحاد الأوروبي لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 55% عن مستويات عام 1990 بحلول عام 2030.

وقال خبراء اقتصاديون -استطلعت رويترز آراءهم- إن المخطط يحتاج إلى أسعار تبلغ نحو 90 يورو (101.87 دولارًا) أو 100 دولار (113.10 دولارًا) للطن، لتشجيع الشركات على التحوّل إلى وقود وتكنولوجيا أنظف، لخفض الانبعاثات بما يتماشى مع أهداف اتفاق باريس للمناخ لعام 2015.

الكربون في بريطانيا

من جانبها، أطلقت بريطانيا نظام تداول الانبعاثات محليًا في عام 2021 بعد مغادرة مخطط الاتحاد الأوروبي عقب خروج لندن من الاتحاد.

ويجري تداول العقد البريطاني القياسي بسعر 73 جنيهًا إسترلينيًا (96 دولارًا) للطن، وهو أرخص من نظيره في الاتحاد الأوروبي بعد ارتفاع الأسعار في أوروبا، وفقًا لوكالة رويترز.

ويمتلك نظام تداول الانبعاثات في بريطانيا آلية لاحتواء التكلفة، يجري تشغيلها إذا ظل متوسط الأسعار أعلى من مستوى معين لمدة 3 أشهر متتالية.

وجرى تفعيل هذا المستوى من الأسعار لشهر ديسمبر/كانون الأول، وقال التجار إن التوقعات بأن بريطانيا قد تتدخل الآن في السوق قد حدّت من مكاسب الأسعار في السوق البريطانية.

ومن المقرر أن يقرر نظام تداول الانبعاثات البريطاني بحلول 14 ديسمبر/كانون الأول، ما إذا كان سينفذ أي تدابير للحد من الأسعار، التي قد تنطوي على إصدار المزيد من تصاريح البيع.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق