أزمة نقص بطاريات الليثيوم أيون تضرب قطاع السيارات في الهند
بعد مشكلة نقص الرقائق
داليا الهمشري
ما زال قطاع السيارات في الهند يترنح في محاولة للتعافي من الضربات المتعاقبة التي تعرض لها مؤخرًا، ولا سيما العام الماضي عندما تسبب تفشي "كوفيد-19" في إغلاق المصانع ومنافذ البيع.
فبينما تسببت أزمة النقص المزمن في الرقائق في إرغام شركات صناعة السيارات العاملة بالوقود على تعديل عمليات الإنتاج لتتماشى مع الإمدادات المتاحة، تكافح حاليًا شركات تصنيع السيارات الكهربائية للحصول على بطاريات الليثيوم -أيون، والتي شهدت أسعارها ارتفاعًا قياسيًا مؤخرًا.
وتحتوي السيارة الكهربائية الواحدة على ما يقرب من 10 كيلوغرامات -أو 22 رطلًا- من الليثيوم بداخلها.
الصين المورد الرئيس
تعاني شركات تصنيع السيارات الكهربائية الهندية في ظل ارتفاع الطلب العالمي على البطاريات، وتحول الواردات لصالح الشركات في أوروبا الغربية والولايات المتحدة.
تأتي هذه المعاناة إضافة إلى عوامل أخرى مثل القيود التي فرضتها الصين على إنتاج البطاريات نتيجة نقص الكهرباء المولدة من الفحم، والتي ألحقت الضرر بالإمدادات التي تصل إلى الهند من جارتها الشمالية.
وتُعد الصين المورد الرئيس لخلايا أيون الليثيوم إلى الهند بصرف النظر عن كوريا الجنوبية وتايوان، حسب صحيفة ذا إيكونوميك تايمز المحلية.
وعلاوة على ذلك، يفضل مصنعو الخلايا توفير الإمدادات لأسواق أكثر ثراء في أوروبا والولايات المتحدة.
تأخير الشحنات
قال الرئيس التنفيذي لشركة ترونتيك للإلكترونيات الهندية، سمراث كوشار، إن تأخير الشحنات القادمة من الصين من 10 إلى 15 يومًا أصبح هو القاعدة بسبب نقص الحاويات.
وتستورد شركته الخلايا وتجمعها للعديد من صانعي البطاريات الكهروضوئية.
وأضاف: "في سبتمبر/أيلول الماضي انخفضت مشترياتنا بنسبة 50%؛ لذلك انخفضت إمداداتنا أيضًا بنسبة 50%".
وأوضح كوشار أن الشحنات المستحقة في سبتمبر/أيلول وصلت أخيرًا هذا الشهر؛ ما عزز الإنتاج، ولكن ما زالت هناك شكوك حول موعد تسلم الشحنة التالية.
ارتفاع التكاليف
ارتفعت أسعار كربونات الليثيوم من فئة البطاريات إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق بعد زيادة 27% في غضون أسبوعين فقط حتى 30 سبتمبر/أيلول الماضي، وفقًا للتقرير الصادر عن وكالة بينش مارك مينيرال إنتيلجينس.
وشهدت تكاليف الشحن أيضًا ارتفاعًا كبيرًا حسب بعض التقديرات؛ إذ ارتفعت تكلفة الشحن من الصين 4 مرات مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي، فيما لجأت بعض الشركات إلى الشحن الجوي -في بعض الأحيان- للتغلب على النقص.
وأدت كل هذه العوامل إلى زيادة التكاليف على صانعي السيارات الكهربائية، وفي محاولة للتغلب على هذه الزيادة، اقترحت شركة ترونتيك -على سبيل المثال- زيادة بنسبة 5% في أسعار البطاريات لعملائها، ولم تستبعد زيادات أخرى.
حوافز لجذب الاستثمارات
قال المدير التنفيذي لشركة صناعة الدراجات النارية الكهربائية "وان إليكتريك"، غوراف أوببال: "في كل مرة أرد فيها على الهاتف، أعرف أن الأسعار تغيرت".
وأشار أوببال إلى ضرورة أن تشكل الشركات الهندية اتحادًا، وتتخذ عدة تدابير للحفاظ على صانعي الخلايا المهتمين بالسوق الهندية، وإلا سيوجهون إمداداتهم إلى أسواق أخرى.
"على سبيل المثال، علقت شركة رائدة غير صينية لصناعة الخلايا -معروفة أيضًا بعلامتها التجارية للإلكترونيات الاستهلاكية- خططها في الهند، وركزت على الطلبات الكبيرة التي تلقتها من بعض شركات صناعة السيارات الأوروبية والأميركية"، وفقًا للمدير التنفيذي لـ"وان إليكتريك".
ويتوقع الخبراء أن الوضع سيستغرق ما لا يقل عن 15-24 شهرًا على الأقل حتى يعود إلى طبيعته مع بدء تشغيل القدرة الإضافية لتصنيع الخلايا التشغيلية على الصعيد العالمي.
وقدمت الهند أيضًا خطة حوافز مرتبطة بالإنتاج لجذب الاستثمارات في تصنيع الخلايا الكيميائية المتقدمة محليًا.
موضوعات متعلقة..
- الإمارات.. مشروع لتخزين الكهرباء باستخدام بطاريات الليثيوم أيون
- توقعات بارتفاع حصة السيارات الكهربائية إلى 31% بحلول 2050
- تضاعف مبيعات السيارات الكهربائية في المملكة المتحدة
اقرأ أيضًا..
- 4 أسباب تجعل الطاقة الشمسية عنصرًا حاسمًا في تحوّل الطاقة (تقرير)
- أميركا تعزز إمدادات المعادن النادرة.. هل ستنهي احتكار بكين؟
- إي-جيت.. أول وقود طائرات مشتق من ثاني أكسيد الكربون