غازأخبار الغازتقارير الغازرئيسية

الصين تلجأ إلى الولايات المتحدة لتأمين إمدادات الغاز المسال طويلة الأجل

مع تزايد مخاوف نقص الكهرباء

مي مجدي

دفعت أزمة الطاقة في الصين كبرى الشركات إلى تأمين إمدادات الغاز الطبيعي المسال طويلة الأجل من الولايات المتحدة.

فبعد توقف تجارة الغاز بين البلدين منذ الحرب التجارية في عام 2018، دخلت شركات الطاقة الصينية الكبرى في محادثات مع المصدرين الأميركيين لزيادة واردات الغاز الطبيعي المسال إلى الصين، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

ومن المتوقع أن تؤدي المحادثات إلى عقد صفقات بقيمة عشرات المليارات من الدولارات.

انتعاش المحادثات

أثار ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في آسيا أكثر من 5 أضعاف هذا العام مخاوف من نقص الكهرباء في الشتاء.

وفي هذا الإطار، بدأت محادثات الشركات الصينية مع كبار المصدرين الأميركيين في وقت مبكر من هذا العام، لكنها تسارعت في الأشهر الأخيرة مع تفاقم أزمة الكهرباء في الصين.

وتجري 5 شركات صينية، من بينها سينوبك وسينوك وتشجيانغ إنرجي، مناقشات مع المصدرين الأميركيين، خاصة "تشينير إنرجي" و"فينشر غلوبال"، لزيادة إمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى الصين.

وقال مصدر مطلع إن المحادثات شهدت انتعاشة قوية في شهر أغسطس/آب، عندما وصلت الأسعار 15 دولارًا/ 28,26 متر مكعب غاز.

الغاز الطبيعي المسال
إحدى ناقلات الغاز الطبيعي المسال

وأشارت مصادر أخرى إلى ندم المشترين لعدم توقيع إمدادات كافية طويلة الأجل بعد تجربة التقلبات الهائلة في السوق مؤخرًا.

وتوقعت المصادر إعلان صفقات جديدة خلال الأشهر القليلة المقبلة بعد موافقة "تشينير إنرجي" للغاز الطبيعي المسال في هيوستن على بيع الغاز الطبيعي إلى شركة "إن ناتشورال غاز" الصينية بدءًا من يوليو/تموز ولمدة 15 عامًا مقبلة.

وتُعد هذه أول صفقة كبيرة للغاز الطبيعي المسال بين الولايات المتحدة والصين منذ عام 2018.

كما ستعزز المشتريات الجديدة مكانة الصين بصفتها أكبر مشترٍ للغاز الطبيعي المسال في العالم بعد اليابان هذا العام.

لماذا أميركا؟

بدأت الإمدادات الأميركية تستقطب الشركات الصينية في المدة الأخيرة بعد تأجيل مشروعات تصدير الغاز الطبيعي في كندا وموزمبيق التابعة لشركات صينية.

وزاد مصدرو الغاز الطبيعي المسال في أميركا الشمالية من السعة، بسبب الطلب في الاقتصادات الآسيوية الرئيسة.

وفي أواخر سبتمبر/أيلول، قالت تشينير -أكبر مصدر خارج الولايات المتحدة- إنّها تتوقع الإعلان عن عدد من الصفقات الأخرى التي ستدعم المضي قدمًا في توسعة المرحلة الثالثة من مصنع كوربوس كريستي في العام المقبل، وستضيف نحو 11.5 مليون طن سنويًا إلى قدرة إنتاج الغاز الطبيعي المسال للشركة.

الغاز الطبيعي المسال- الغاز المسال
إحدى ناقلات الغاز الطبيعي المسال

بينما ستعمل "فينشر غلوبال" على بناء أكثر من 50 مليون طن سنويًا من الطاقة الإنتاجية للغاز الطبيعي وتطويرها في لويزيانا.

ومع ذلك، ينتاب بعض المشترين الصينين حالة من الترقب الحذر، بسبب تذبذب السوق أو معرفة موعد انتهاء الأزمة، ويرى مستورد صيني أن الشركات التي لا تمتلك طلبًا جديدًا خلال العام أو العامين المقبلين عليها الترقب والانتظار.

المشتريات الأميركية

كانت المشتريات الأميركية باهظة الثمن مقابل إمدادات النفط القطرية والأسترالية، لكنها أرخص الآن.

ومع اقتراب أسعار الغاز الفورية في آسيا -حاليًا- من مستوى قياسي عند أكثر من 30 دولارًا/ 28,26 متر مكعب غاز، تمنح المشتريات الأميركية بعض التنوع في الأسعار، بحسب ما قاله رئيس شركة "بوتن آند بارتنرز" الاستشارية، جيسون فير.

وتصل صفقات الغاز الطبيعي المسال طويلة الأجل المرتبطة بأسعار النفط إلى نحو 10-11 دولارًا/ 28,26 متر مكعب غاز.

ويعوّل المشترون الصينيون على شحنات الغاز قصيرة الأجل، من أجل تغطية الطلب هذا الشتاء، والشحنات طويلة الأجل، بالنظر إلى أن الغاز، الذي يُعد عنصرًا فعالًا لتحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول 2060، سيحقق نموًا ثابتًا حتى عام 2035.

وأفادت مصادر بأنه من الصعب تقدير الحجم الإجمالي للصفقات، لكن سينوبك وحدها قد تتطلع للحصول على 4 ملايين طن سنويًا.

وقالت مصادر إن سينوبك تجري محادثات نهائية مع 3 إلى 4 شركات، لشراء مليون طن سنويًا لمدة 10 سنوات بدءًا من عام 2023.

ومن المتوقع أن يصل استهلاك الصين من الغاز الطبيعي إلى 550 مليارًا إلى 600 مليار متر مكعب بحلول عام 2030.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق