التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير الكهرباءتقارير منوعةرئيسيةعاجلكهرباءمنوعات

الصين تقوّض طموحات مؤتمر المناخ وتتوسع في محطات الفحم (تقرير)

قبل أسبوعين من انطلاق كوب26

داليا الهمشري

"الضرورات تبيح المحظورات" سياسة تبنّتها بكين في ملف الطاقة قبل أسبوعين من انطلاق مؤتمر المناخ "كوب26" في غلاسكو البريطانية، إذ أوضحت الحكومة الصينية أنها لا تملك رفاهية الالتزام بتحقيق أهداف المناخ، وفقًا للخطة المقررة، في حين تعاني البلاد أزمة طاقة طاحنة.

وأعلنت بكين خططها لبناء المزيد من محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم، وألمحت إلى أنها ستعيد التفكير في جدولها الزمني لخفض الانبعاثات، في ضربة قوية لطموحات المملكة المتحدة للوصول إلى اتفاقية عالمية للتخلّص التدريجي من الفحم في مؤتمر المناخ.

إعادة النظر في التزامات المناخ

في بيان -عقب اجتماع لجنة الطاقة الوطنية في بكين- شدّد رئيس الوزراء الصيني، لي كه تشيانغ، على أهمية توفير إمدادات الطاقة المنتظمة، بعد غرق أجزاء من البلاد في الظلام نتيجة انقطاع التيار الكهربائي عن المصانع والمنازل.

وبينما تعهّدت الصين بالوصول إلى ذروة خفض انبعاثات الكربون بحلول عام 2030، ألمح البيان إلى أن أزمة الكهرباء دفعت الحزب الشيوعي إلى إعادة التفكير في توقيت هذا الطموح، من خلال وضع جدول زمني تدريجي وخريطة طريق جديدة لبلوغ ذروة خفض انبعاثات الكربون.

الرئيس الصيني شي جين بينغ
الرئيس الصيني شي جين بينغ - أرشيفية

ووضعت بكين -في وقت سابق- خططًا لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، مع خفض الانبعاثات للذروة بحلول عام 2030، ويرى المحللون أن تحقيق هذا الهدف يستلزم إغلاق 600 محطة كهرباء تعمل بالفحم، حسب صحيفة الغارديان البريطانية.

وكان الرئيس شي جين بينغ قد تعهّد -في مطلع مايو/أيار الماضي- بأن بلاده ستجعل خفض الانبعاثات نقطة محورية في إستراتيجيتها البيئية خلال السنوات الـ5 المقبلة.

كما تعهّد -خلال جلسة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني- بإلغاء المشروعات التي تستهلك طاقة كثيفة، ولا تفي بالمعايير البيئية، مؤكدًا التزامه تجاه العالم بالوصول إلى تحقيق الحياد الكربوني من خلال تحول اقتصادي واجتماعي عميق.

القدرة الإنتاجية للفحم

قال البيان الوزاري الصيني إنه لا بد أن يكون أمن الكهرباء الأساس الذي يُبنى عليه نظام الطاقة الحديث، كما يجب تعزيز القدرة على الإمداد الذاتي للطاقة".

وجاء في البيان: "نظرًا إلى المكانة السائدة للفحم في منظومة الطاقة للبلاد ومواردها الطبيعية، فمن المهم إعادة تخطيط القدرة الإنتاجية له، وبناء محطات متقدمة لتوليد الطاقة الكهربائية تعمل بالفحم حسب الضرورة تماشيًا مع احتياجات التنمية، ومواصلة التخلّص التدريجي من محطات الفحم القديمة بصورة منتظمة، وتكثيف التنقيب عن النفط والغاز على المستوى المحلي".

وقال إن الحكومة كلفت بدراسات وحسابات متعمقة في ضوء المعالجة الأخيرة لسلاسل إمدادات الكهرباء والفحم، لوضع جدول زمني تدريجي وخريطة طريق لبلوغ ذروة خفض انبعاثات الكربون.

زيادة إنتاج الفحم

يأتي هذا البيان بعد أيام قليلة من تقارير تفيد بأن الصين أمرت أكبر منطقتين منتجتين للفحم، شانشي ومنغوليا الداخلية، بزيادة الإنتاج لمواجهة أزمة إمدادات الطاقة في البلاد.

وأبلغ إقليم شانشي، أكبر منتج للفحم في الصين، 98 منجمًا برفع طاقة إنتاج الفحم بمقدار 55.3 مليون طن خلال المدة المتبقية من العام، وفقًا لوثيقة أكدها مسؤول حكومي الجمعة الماضي.

أحد مناجم إنتاج الفحم في الصين
أحد مناجم الفحم في الصين - أرشيفية

وستسمح شانشي -أيضًا- لنحو 51 منجمًا للفحم بالوصول إلى أقصى مستويات إنتاجها في المدة بين أكتوبر/تشرين الأول وديسمبر/كانون الأول، وزيادة الطاقة الإنتاجية بمقدار 8 ملايين طن، التي من المتوقع أن تضيف 20.65 مليون طن من الإمدادات الإضافية، حسب رويترز.

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول، وجّهت إدارة الطاقة بمنطقة الفحم رقم 2 في الصين بمنغوليا الداخلية إشعارًا عاجلًا إلى السلطات المحلية بإخطار 72 منجمًا بأنها قد تعمل بقدرات أعلى من المنصوص عليها، شريطة ضمان الإنتاج الآمن، دون تحديد المدة التي سيُسمح فيها بزيادة الإنتاج.

طموحات مؤتمر المناخ

من المرجح أن يؤدي احتضان بكين المتجدد للفحم -الذي يتناقض بوضوح مع طموحات الرئيس شي الحكومية للمناخ- إلى إثارة القلق في المدة التي تسبق مؤتمر "كوب26".

وأوضح رئيس مؤتمر الأمم المتحدة المقبل للمناخ، ألوك شارما، أن الاتفاق على التخلص التدريجي من طاقة الفحم يُعد الهدف الرئيس للقمة.

ومن جانبه، قال الباحث المشارك في مركز الصين التابع لجامعة أكسفورد، جورج ماغنوس، إن بكين اضطرت إلى مراجعة خططها في ظل الأزمات الاقتصادية الحالية وانقطاع التيار الكهربائي.

ويتزامن إعلان الصين تبنيها استمرار إنتاج الفحم مع نشر التقرير السنوي للوكالة الدولية للطاقة، الذي يشير إلى ضرورة اتخاذ إجراءات أكبر بكثير على مستوى العالم لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق