التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير الطاقة المتجددةتقارير الكهرباءتقارير النفطسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةكهرباءنفط

المغرب وعتمة لبنان.. تعليقات "الطاقة" على أبرز الأحداث في أسبوع

شهد الأسبوع الماضي زخمًا في الأحداث المتعلقة بقطاع الطاقة على المستوى العربي والدولي، انعكست مباشرة على النفط والغاز ومشتقاتهما، إذ ارتفعت الأسعار لمستويات قياسية، ترتّب عليها قرارات أوروبية واتهامات روسية وتحركات صينية ومخاوف هندية، غير أن أوبك+ أبقت على سياستها الإنتاجية دون تغيير.

في تلك الأثناء، شهدت الأحداث تحركات عربية، ستُحدث تغييرًا في مشهد قطاع الطاقة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي أيضًا، من المغرب والجزائر مرورًا بلبنان إلى السعودية ومصر.

إعصار شاهين ومصر

بدأ الأسبوع بإعصار شاهين، الذي أثار المخاوف على مخزونات النفط بميناء الفجيرة، الذي يعدّ واحدًا من أكبر مراكز تخزين وتصدير النفط والخدمات اللوجستية في العالم، والذي يقع على بعد 70 ميلًا بحريًا فقط من مضيق هرمز، ويمرّ منه نحو 40% من نفط العالم المنقول بحرًا، ويربط بين أسواق دول الخليج العربي وشبه القارّة الهندية والشرق الأوسط وأوروبا.

وميناء الفجيرة الإماراتي هو مركز التخزين للنفط ومشتقاته الرئيس في الشرق الأوسط، كما إنه ثاني أكبر ميناء عالميًا في تزويد السفن بالوقود.

إعصار شاهين يضرب سلطنة عمان
إعصار شاهين يضرب سلطنة عمان

هذه المخاوف من تداعيات إعصار شاهين أوقفت تصدير النفط من ميناء الفجيرة الإماراتي، غير أن الإعصار تراجعت قوّته، وتحوّل إلى منخفض جوي.

جاء الإعصار في الوقت الذي كانت فيه الأسعار مرتفعة ومستمرة في الارتفاع، ممّا ترتَّب عليه زيادة أسعار البنزين في مصر، للمرة الثالثة على التوالي خلال العام الجاري.

أوبك+ وأثرياء أميركا

في غضون ذلك، كان المتعاملون ينتظرون التعرف على سياسة إنتاج دول أوبك+، التي اجتمعت بينما كان إعصار شاهين يثير المخاوف في المنطقة العربية، غير أن أوبك+ قررت تثبيت زيادة الإنتاج 400 ألف برميل يوميًا في نوفمبر، ووضعت دول التكتل نصب أعينها الاجتماع الوزاري المقبل في 4 نوفمبر/تشرين الثاني، لدراسة تداعيات السوق عمومًا.

ورغم ما يقع من أحداث دولية متسارعة في قطاع الطاقة أو في قطاعات أخرى تنعكس تحركاتها على قطاع الطاقة، فإن أوراق السوق وعوامل التأثير في أيدي أوبك+.

تدور الأسعار الحالية لخام برنت عند مستوى 82-83 دولارًا للبرميل، بينما بلغ الخام الأميركي مستوى الـ80 دولارًا للمرة الأولى منذ عام 2014.

ارتفاعات الأسعار تلك عززت مُقدرات أثرياء الطاقة في أميركا، فمن بين 400 أميركي في قائمة أثرياء فوربس، يوجد 17 ثريًا يعملون في مجال الطاقة بإجمالي ثروات قدرها 97 مليار دولار، وفق قائمة فوربس لعام 2021، والتي ترصد الثروات حتى 4 أكتوبر/تشرين الأول.

يتطلب الدخول في قائمة فوربس لأغنى 400 أميركي، امتلاك ثروة تُقدَّر بنحو 2.9 مليار دولار في الحدّ الأدنى، بزيادة 800 مليون دولار عن العام الماضي.

المغرب والجزائر

منذ التباعد السياسي والاقتصادي بين الجارتين، المغرب والجزائر، شهد قطاع الطاقة في كلتا الدولتين تطورًا على المستوى الإداري والتقني والفني، كان آخره تعيين الدكتورة ليلى بنعلي، وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة في المغرب.

ويبدو أن بنعلي تدرك حجم المسؤولية الواقعة على عاتقها جيدًا، خاصة في ظل الأوضاع الحالية الصعبة الناتجة عن تداعيات فيروس كورونا، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز إلى مستويات تاريخية.

د. ليلى بنعلي وزيرة الانتقال الطاقة والتنمية المستدامة في المغرب
د. ليلى بنعلي وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة في المغرب (الصورة من موقع هسبريس)

والمغرب ضمن أفضل الدول عالميًا في استخدام الطاقة المتجددة، سواء الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، وتبلغ نسبتها في مزيج الطاقة المغربية حاليًا نحو 10-12%، وسط مساعٍ لتخطّيها 50% في 2030.

في تلك الأثناء تسعى الجزائر لتكون منافسًا عالميًا في سوق الطاقة المتجددة، من خلال خريطة طريق للتوسع في إنتاج الكهرباء من طاقة الشمس والرياح والطاقة المائية وغيرها من المصادر المتجددة.

تهدف الجزائر -أول مُصدّر للغاز الطبيعي المسال في العالم- إلى الوصول لـ15 ألف ميغاواط من قدرة توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2035، بمعدل نمو 1000 ميغاواط سنويًا، ومن المتوقع كذلك تشغيل نحو 1000 ميغاواط من منشآت الطاقة المتجددة خارج الشبكة بحلول 2030، وفقًا لموقع منتدى الطاقة العالمي.

عتمة لبنان

في الوقت الذي تزيد فيه مصر الإجراءات الفنية واللوجيسيتة لتوصيل الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن مرورًا بسوريا، شهد لبنان عتمة شاملة، نتيجة نفاد المازوت في محطتي الزهراني ودير عمار.

كانت مؤسسة كهرباء لبنان قد حذّرت الشهر الماضي من انقطاع الكهرباء عن جميع أنحاء البلاد، في ظل انخفاض حادّ لمخزوناتها من المحروقات.

لبنان - أزمة المحروقات في لبنان - الوقود

ووصلت أولى شحنات النفط العراقي إلى لبنان منتصف شهر سبتمبر/أيلول الماضي، بحمولة 31 ألف طن من "الديزل الأحمر"، وفُرِّغ نصف الكمية في معمل الزهراني والنصف الآخر في معمل دير عمار بمدينة طرابلس شمال البلاد.

ويقضي الاتفاق بين لبنان والعراق باستيراد مليون طن من زيت الوقود عالي الكبريت لمدة سنة، واستبداله عبر مناقصات (ما بين 75 و85 ألف طن) لصالح مؤسسة كهرباء لبنان. (طن النفط يعادل 7.1 برميلًا في المتوسط).

ويبدو أن لبنان على موعد مع إضاءة الأنوار وعودة النور إلى بيروت مرة أخرى قريبًا، وذلك بعد أعلن وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا أنه من المقرر إنهاء الإجراءات اللازمة لمدّ الغاز إلى لبنان خلال الأسابيع القليلة المقبلة، في ضوء ما اتُّفِق عليه خلال المباحثات المشتركة التي عُقدت بالقاهرة على مدار يومين مع وزير الطاقة والمياه اللبناني وليد فياض، والمسؤولين التنفيذيين من الجانبين.

مصر والسعودية

تتخذ مصر إجراءات فعلية في قطاع الطاقة، لتتبوّأ مركزًا مهمًا في القطاع من خلال سعيها للتحول إلى مركز إقليمي للغاز الطبيعي في المنطقة، وأيضًا تجارة الكهرباء من خلال الربط الكهربائي مع الدول المجاورة، كان آخرها الربط الكهربائي مع السعودية، بحضور وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، والرئيس التنفيذي المكلف للشركة السعودية للكهرباء خالد بن حمد القنون، وعدد آخر من المسؤولين السعوديين، عبر تقنية التواصل المرئي من السعودية.

وحضر من مصر وزير الكهرباء المصري محمد شاكر، ووزيرة التعاون الدولي رانيا المشاط، وسفير السعودية في القاهرة أسامة نقلي، ورئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر جابر الدسوقي، ورئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء صباح مشالي.

فبعد سنوات من المفاوضات والمباحثات والتأجيلات بين مصر والسعودية لتنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين البلدين، استطاع مسؤولو الشركة المصرية لنقل الكهرباء والشركة السعودية للكهرباء بلورة ما طُرح من مناقشات ورؤى وأفكار إلى عقود وُقّعت ودخلت حيز التنفيذ بداية من 5 أكتوبر/تشرين الأول 2021، وذلك بمتابعة شخصية من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

الفحم والطاقة النظيفة

بينما تسعى الدول والحكومات لتقليل الانبعاثات الكربونية من خلال زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، ومع تحذيرات وكالة الطاقة الدولية بضرورة تسريع إجراءات تحول الطاقة، توقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية استمرار الطلب على الغاز والفحم حتى 2050.

وبحسب تقرير آفاق الطاقة حول العالم، سيظل الطلب على الغاز الطبيعي والفحم قائمًا، من أجل تلبية متطلبات الحمل الكهربائي، ودعم موثوقية الشبكة في أوقات عدم توفر الطاقة النظيفة، ذلك في الوقت الذي تتوقع فيه الإدارة زيادة الاستهلاك العالمي للطاقة بنحو 50% بحلول عام 2050، مع زيادة عدد السكان ونمو الناتج المحلي الإجمالي.

وبينما بدأت تظهر الصورة واضحة المعالم في تغريدة للمدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، الذي اعترف بصعوبة التحول للطاقة النظيفة، وكتب في تويتر: "كبار منتجي النفط والغاز يواجهون تحديات فريدة من نوعها في التحول للطاقة النظيفة"، يبدو أن عملية التحول تلك تأخذ منحى شديد الخطورة في الوقت الحالي.

لذلك قررت الصين زيادة إنتاج الفحم لحل أزمة الكهرباء مع قرب الشتاء، في الوقت الذي تشهد فيه بكين ارتفاعًا قياسيًا في الأسعار، ونقصًا في الكهرباء أدى إلى تقنين الطاقة في جميع أنحاء البلاد، متسببًا في شلّ الإنتاج الصناعي، وتهديد النمو الاقتصادي.

الطاقة الشمسية - بداية اضطراب ضوء الشمس - فيلم الشروق الأخير
بداية اضطراب ضوء الشمس - فيلم الشروق الأخير

يدخل الفحم في توليد نحو 70% من الكهرباء في الصين، لكن دعوات الحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، دفعت إلى تثبيط حرق الفحم، وما زاد الطلب على الغاز، الذي ارتفعت أسعاره لمستويات قياسية.

غير أن الصين، وهي تعود مرة أخرى للفحم بقوة، للتغلب على أزمتها الطاقوية، تدعو العالم لمشاهدة فيلم "الشروق الأخير"، الذي يروج للطاقة الشمسية.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق