التقاريرأحداث تاريخيةتقارير النفطسلايدر الرئيسيةعاجلنفط

مقتل رئيس تشاد.. انتعاشة نفطية في عهده.. و1.5 مليار برميل احتياطيات مؤكدة

قصة اكتشاف الخام وبداية الإنتاج في عاشر أكبر منتج بأفريقيا

سالي إسماعيل

اقرأ في هذا المقال

  • تعدّ تشاد عاشر أكبر منتج للنفط في أفريقيا
  • حكم إدريس ديبي البلاد لمدة 31 عامًا
  • بدأ إنتاج النفط في تشاد عام 2003
  • تعدّ عوائد النفط مصدرًا للإيرادات العامة
  • تنتج 160 ألف برميل يوميًا وتملك احتياطيات 1.5 مليار برميل

بعد أقلّ من 24 ساعة من إعلان فوز إدريس ديبي برئاسة تشاد لفترة سادسة، أعلن متحدث باسم الجيش مقتل رئيس البلاد، وإقامة مجلس عسكري انتقالي بقيادة نجل الرئيس الراحل.

وتطورت الأمور سريعًا على الجبهة السياسية داخل الدولة الواقعة في وسط أفريقيا، على خلفية معارك بين الجيش التشادي والمتمردين في شمال البلاد.

قصة اكتشاف النفط

يأتي مقتل رئيس تشاد- الدولة الغنية بالنفط وعاشر أكبر منتج للنفط في أفريقيا- البالغ من العمر 68 عامًا، بعد بقائه في السلطة لنحو 31 عامًا، تخلّلتها محاولة قتل فاشلة في عام 2004.

إذن، كيف أصبحت تشاد دولة غنية بالنفط رغم أنها لم تصبح دولة منتجة للخام إلّا في أوائل القرن الحادي والعشرين؟

في واقع الأمر، اكتُشِف النفط الخام منخفض الجودة في تشاد أواخر الستينات، لكن المستثمرين كانوا يترددون في ضخ أموال تخدم هذا الجانب داخل البلاد، خوفًا من عدم الاستقرار السياسي.

وفي عام 1999، اقترح البنك الدولي خطة تهدف إلى تقليص الفقر في الدول النامية الغنية بالموارد، قبل قرار جماعي من قبل البنك مع حكومة تشاد، وتحالف من شركات إنتاج النفط تقوده إكسون موبيل، بالموافقة على اقتراح لمشروع خط أنابيب طوله 650 ميلًا، يمتد من الكاميرون وحتى خليج غينيا.

وفي ذاك الوقت، قدّم البنك الدولي مبلغًا أوليًا قدره 190 مليون دولار للبدء في تنفيذ المشروع الذي تبلغ قيمته 3.7 مليار دولار، مع حقيقة أن المشروع بدأ في العمل قبل الموعد المخطط مسبقًا.

وفي محاولة لتفادي المتلازمة الهولندية أو المرض الهولندي (Dutch syndrome) -وهي الظاهرة المعروفة في علم الاقتصاد بالمشكلة الاقتصادية المرتبطة باستغلال النفط-، أصدرت تشاد قانونًا بشأن التعامل مع عوائد النفط في عام 1999.

بداية الإنتاج

في عام 2003، أصبحت تشاد دولة منتجة للنفط، مع استكمال خط الأنابيب الذي يربط بين حقولها النفطية بالمحطات على ساحل المحيط الأطلسي.

ومع بدء الإنتاج في حقل دوبا النفطي منتصف عام 2003، شهد الاقتصاد التشادي دفعة قوية في العام التالي، مع ظهور أول عوائد للنفط في الموازنة الوطنية للبلاد، كما تشير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وفي حين بدأ استخراج النفط في نهاية عام 2003، لم تدخل العائدات المحققة من الخام في الموازنة الوطنية لدولة تشاد حتى حلول شهر يوليو/تموز 2004، وهو ما يرجع إلى مشكلات تقنية.

ورغم أن تشاد تنتج كمية صغيرة نسبيًا من النفط تبلغ نحو 160 ألف برميل يوميًا -مقارنة مع 114 ألف برميل يوميًا في عام 2017- لكنها تُشكّل قيمة كبيرة للبلاد، إذ تزايدت هذه القيمة مع ارتفاع أسعار النفط لمستويات شبه تاريخية.

وقبل تفشي وباء كورونا، بلغ إجمالي إنتاج تشاد النفطي 140 ألف برميل يوميًا في عام 2019، وهو أعلى من 128 ألف برميل يوميًا المسجلة في عام 2018 السابق له.

التأثير الاقتصادي

طبقًا لتقديرات صندوق النقد الدولي، فإن اقتصاد تشاد توسَّع بنحو 33.6% في عام 2004 -وهو العام الذي شهد عوائد النفط لأول مرة-، مقارنة مع نمو 14.7% في العام السابق له.

ومنذ ذلك الحين، حافظ الناتج المحلي الإجمالي لدولة تشاد على مستويات معتدلة من النمو لما يزيد عن عقد من الزمن، بل ونجح في تجاوز الأزمة المالية العالمية دون عكس اتجاه التوسع.

ولم يشهد اقتصاد تشاد انكماشًا إلّا في عام 2016، وهو العام الذي شهد انهيارًا حادًا في أسعار النفط، حيث تراجع الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنحو 5.6% حينذاك.

كما استمر الاقتصاد التشادي في الانكماش خلال العام التالي، قبل أن يتحول للتوسع في العامين التاليين، حيث بلغ النمو 2.3% و3% على الترتيب.

ومع حلول عام 2020 -وهو العام الذي شهد أزمة كورونا وتداعياتها على أسواق النفط واندلاع حرب الأسعار بين كبار منتجي الخام وانهيار أسعار الخام لمستويات غير مسبوقة- عاد الاقتصاد في تشاد للانكماش بنحو 0.9%.

ومع ذلك، تشير تقديرات صندوق النقد إلى أنه من المتوقع نمو اقتصاد تشاد في العامين الجاري والمقبل، بنحو 1.8% و2.6% على الترتيب، بحسب تقرير آفاق التوقعات الاقتصادية الصادر عن شهر أبريل/نيسان 2021.

معادلة الصادرات والواردات

بينما تسجل واردات تشاد من النفط صفرًا، تشكّل صادرات الدولة الأفريقية من الخام نحو ثلاثة أرباع الإنتاج تقريبًا.

وتُعدّ عوائد النفط مصدرًا للإيرادات العامة، مع حقيقة أن 90% من إنتاج النفط في تشاد تقريبًا يُصدَّر للخارج.

وتملك تشاد احتياطيات نفطية مؤكدة قدرها 1.5 مليار برميل، بحسب أحدث الأرقام المتاحة عن عام 2018، لتشغل المرتبة رقم 10 في قائمة الأكثر حيازة للاحتياطيات النفطية بين الدول الأفريقية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق