رئيسيةأخبار الطاقة المتجددةتقارير الطاقة المتجددةطاقة متجددةهيدروجين

الهيدروجين النظيف يتصدر أولويات حوار برلين حول تحوُّل الطاقة

الاتحاد الأوروبي يعزز إستراتيجية الصفقة الخضراء

نوار صبح

تتميز أوروبا بريادتها عالميًا في ابتكار تقنيات الطاقة المتجددة -خاصة الهيدروجين- وتطبيق التشريعات الرامية إلى الخروج من أزمة التغير المناخي وتعزيز وتحسين كفاءة الطاقة.

ويرى محللون أن الصفقة الأوروبية الخضراء تكتسب أهمية بالغة، اليوم، نظرًا لظهور أدلّة عديدة حول الدور الأساسي لفقدان التنوع البيولوجي في تفشّي جائحة كوفيد-19 في أنحاء العالم.

وفي كلمتها خلال مؤتمر حوار تحويل الطاقة في برلين، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، إنه من غير الممكن العودة إلى النشاط الاقتصادي القائم على الوقود الأحفوري، على حساب المناخ والطبيعة، حسبما أورد موقع المفوضية.

وأضافت فون دير لايين أنه منذ أكثر من عام، أعربت أوروبا عن توجهها بأن تصبح أول قارّة محايدة كربونيًا، بحلول عام 2050.

الصفقة الأوروبية الخضراء وصناعة الصلب

أشارت لايين إلى تجربة رائدة لاستخدام الهيدروجين الأخضر في صناعة الصلب في بلدة لوليا، الواقعة على بعد 160 كيلو مترًا تحت الدائرة القطبية الشمالية، حيث بدأ أحد مصانع الصلب استخدام غاز الهيدروجين لتقليل فلزّ الحديد.

وفي المنطقة نفسها، أعلنت شركة إنتاجية أخرى أنها ستبني محطة هيدروجين أخضر، واسعة النطاق، بجزء من معمل جديد لإنتاج الصلب.

وأوضحت فون دير لايين أن صناعة الصلب اليوم مسؤولة عمّا يصل إلى 9% من الانبعاثات العالمية، ومن ثم، يتعين على الشركات في شمال السويد العمل على الحياد الكربوني، حيث يكون بخار الماء هو المنتج الثانوي الوحيد.

وقالت، إن سبيل الشركات لتحقيق ذلك هو الهيدروجين النظيف، الناتج عن الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الكهرومائية، وهو مصدر وفير في الدول الإسكندنافية، شأنه شأن فلزّ الحديد عالي الجودة.

ويعدّ الاعتماد على الهيدروجين النظيف في صناعة الصلب مهمًّا، نظرًا لاستخدامه في السيارات والسفن والجسور والمباني والغسالات وغير ذلك.

خطة "الجيل الجديد من الاتحاد الأوروبي" للتعافي من الأزمة

تمثّل الصفقة الخضراء الأوروبية إستراتيجية النمو المستدام ونهج الخروج من الأزمة، وستموِّل خطة "الجيل الجديد من الاتحاد الأوروبي"، التي تمثّل ثلث استثمارات خطة التعافي، الأهداف المنصوص عليها في الصفقة الأوروبية الخضراء.

من جهة أخرى، ستموّل موازنة الاتحاد الأوروبي استثمارات تبلغ 1.8 تريليون يورو (21.4 تريليون دولار أميركي) للتعافي من الأزمة، حسبما أورده موقع المفوضية الأوروبية.

وتُعدّ خطة "الجيل الجديد من الاتحاد الأوروبي" فرصة لتعزيز تحوّل الطاقة وخفض فواتيرها، حيث تهدف إلى جعل المباني، التي تمثّل اليوم 40% من انبعاثات الكربون، أكثر كفاءة في استخدام الطاقة من خلال تجديدها وإعادة تجهيزها.

وتتيح خطة "الجيل الجديد من الاتحاد الأوروبي" زيادة الاستثمار في استخدامات الهيدروجين النظيف، مثل تشغيل الصناعات الثقيلة، أو السيارات، أو الشاحنات والطائرات، وتخزين الطاقة الموسمية، وتدفئة المنازل. وسيجري كل هذا في الحدود الدنيا من الانبعاثات بشكل يحقق الحياد الكربوني.

أهداف الاتحاد الأوروبي من الاعتماد على الهيدروجين النظيف

في العام الماضي، حدد الاتحاد الأوروبي مسارًا لتحقيق نظام بيئي معتمد على الهيدروجين.

ومن الأهداف التي وضعتها الصفقة الأوروبية الخضراء امتلاك قدرة إنتاجية سنوية للهيدروجين المتجدد تبلغ مليون طن بحلول عام 2024، و10 ملايين طن بحلول عام 2030.

كما تهدف الصفقة الخضراء إلى نشر تقنيات الهيدروجين المتجددة على نطاق واسع، بحلول عام 2050، للوصول إلى جميع القطاعات التي يصعب إزالة الكربون منها في اقتصاد الاتحاد.

الهيدروجين
رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين -أرشيفية

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، إن هذه الأهداف طموحة، لكنها واقعية أيضًا، حيث يجب تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 55%، على الأقلّ بحلول نهاية هذا العقد.

وأضافت أن "المفوضية ستراجع تشريعاتنا المتعلقة بالمناخ والطاقة بالكامل بحلول هذا الصيف، لجعلها ملائمة لنسبة الخفض 55%".

الالتزام المشترك بتحقيق الحياد الكربوني

قالت رئيسة المفوضة الأوروبية، إن من شأن الالتزام المشترك بمسار الحياد الكربوني بحلول عام 2050، أن يجعل الحياد المناخي معيارًا عالميًا جديدًا. وستكون هذه رسالة قوية في الفترة التي تسبق مؤتمر الأمم المتحدة المقبل لتغيّر المناخ.

وأضافت أن هناك حاجة إلى اتفاقية على غرار اتفاقية باريس للتنوّع البيولوجي، متابعة: "لنكن واضحين جدًا، على سبيل المثال، عندما نفقد الغابات، فإننا لا -نفقد فقط- المساحات الخضراء أو الموائل الطبيعية، بل نفقد حليفًا رئيسًا في معركتنا ضد تغيذر المناخ".

ولهذا السبب سيقدم الاتحاد الأوروبي قريبًا، إطارًا قانونيًا لاستعادة النظم البيئية الصحية من أجل حماية 30%، على الأقلذ، من اليابسة والبحر في الاتحاد.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق