عاجلالتقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

قصة اكتشاف النفط في روسيا

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • عام 1745 قرر رجل الأعمال الروسي بريادونوف افتتاح أول مصنع لتكرير النفط
  • قام بريادونوف بتقطير الكيروسين من الزيت قبل اختراع مصابيح الكيروسين
  • استخدام النفط بدأ لأغراض عسكرية في المعركة البحرية بين الروس والبيزنطيين
  • استُخدِم الزيت أو ما كان يسمّى "الزيت الحجري" في الطلاء والرسم وأمور طبية

لعب النفط ومشتقاته أدوارًا مختلفة، منذ اكتشافه وحتى الآن، حيث أسهم في تغيير الحياة الاجتماعية والاقتصادية للدول التي تنتجه وتستهلكه.

وقد عرفت روسيا النفط منذ القِدم، حيث استُخدِم في بادئ الأمر في الرسم والطلاء والحروب والطب، قبل أن يُصبح حاليًا أهمّ صادرات موسكو.

استخدام النفط لأغراض عسكرية

يشير موقع "راشا بييوند راشا تي إتش" الروسي، إلى المعركة البحرية بين الروس والبيزنطيين، التي استخدمت فيها "النار الإغريقية"، وهي مزيج سائل قابل للاشتعال يُسكَب بالأنابيب أو الجِرار، وتقذف به سفن العدو بالمنجنيق.

جرت المعركة عام 941 ميلادية، حينما توجّه الأمير إيغور ابن الحاكم روريك، بأسطول يضمّ نحو 1000 سفينة لمهاجمة العاصمة البيزنطية، القسطنطينية.. عندها، استخدم الأسطول البيزنطي "النار الإغريقية".

وشكّلت تلك النار خطرًا كبيرا على السفن والبحّارة الذين آثروا الغرق عن الموت احتراقًا، وأدّى ذلك السلاح البيزنطي إلى تدمير الأسطول الروسي وسفنه الضخمة البطيئة.

ويرى المؤرّخون أنّ الإمبراطورية البيزنطية حصلت على ذلك السائل من الأراضي، التي تقع الآن في روسيا -القرم ومدينة تموتاركان (تامان)- في ما يُعرف الآن بمنطقة كراسنودار، ويوجد النفط في تلك المناطق على سطح بحر آزوف، كما يمكن جمعه من رمال النفط والقطران.

معرفة الروس بالنفط واستخداماته

يذكر موقع "راشا بييوند راشا تي إتش"، أن الروس كانوا مطّلعين على استخدامات النفط، فقد أشار التاجر الروسي فيدوت كوتوف، الذي سافر إلى بلاد فارس في 1623-1624، إلى أن "مصابيح الزيت كانت تضيء مدينة أصفهان بأكملها".

وفي وصفه لأحد الطقوس الدينية، ذكر كوتوف لمحة عن مشهد إحضار دمية من القش إلى حقل خارج المدينة، وصبّ الزيت على القش وحرقه.

واستُخدِم الزيت، أو ما كان يسمى "الزيت الحجري" في روسيا، في الطلاء والرسم ولأغراض طبية، ويشير كتيّب يؤرّخ لرسّام الأيقونات في القرن السابع عشر، أن ذلك الزيت كان يضاف إلى الشمع والورنيش، حتى يجفّ ويصبح متماسكًا، ثم يضعه الرسام على إصبعه، ويصبغ به أيقونته.

أمّا في الاستخدامات الطبية، فقد استُعمِلت الزيوت لعلاج الأمراض الجلدية والروماتيزم.

بدايات اكتشاف النفط

في منطقة بحيرة بايكال الروسية، كان السكان الذين يعيشون هناك يجمعون النفط من سطحها، حيث كان ينضح من الشواطئ الصخرية للأنهار، ويذهب إلى البحيرة، وتحمله الرياح إلى الشاطئ.

كان هذا الزيت يُنقَل إلى موسكو، وأُرسِل أحد المسؤولين الحكوميين في إقليم إيركوتسك، ليونتي كيسليانسكي عام 1684، للبحث عن رواسب النفط قرب بحيرة بايكال.

ووصف كيسليانسكي ما رآه في تلك المنطقة، بقوله: إن "التلال كانت حارّة الملمس، ورائحة الزيت فوّاحة".

كما كان كيسليانسكي رسّامًا، ولديه إلمام باستخدامات النفط، وكان يعتزم استخراجه.. ومن هنا أدركت الحكومة ضرورة إنتاج النفط.

تفاصيل اكتشاف النفط في روسيا

في سفارة روسيا العظمى في أوروبا، التقى القيصر بطرس رجل الدولة الهولندي وعمدة أمستردام نيكولايس فيتسن، ونشأت بينهما صداقة.

في كتابه "شمال وشرق تارتاريا"، ذكر القصير ما وصفه فيتسن عن رحلته إلى روسيا، حيث قال، إنه في مكان ما على نهر أوختا، بالقرب من مدينة بيتشورا شمال روسيا، كان النفط يجري ويُجمع من سطح النهر.

في عام 1745، قرّر التاجر ورجل الأعمال الروسي فيودور بريادونوف افتتاح أوّل مصنع لتكرير النفط هناك.

وأخذ النفط لتقطيره في مؤسسة بيرغ كوليغيومفي موسكو، وهي مؤسسة حكومية تشرف على الموارد المعدنية في روسيا، وقد مُنحَت بيرغ كوليغيوم الإذن لبدء استخراج النفط وإنتاجه.

بحلول عام 1748، كان النفط لا يزال يُجمع من السطح، وكان برايدونوف قد جمع نحو 650 لترًا من الزيت، ونقله إلى بيرج كوليجيوم لتقطيره.

كانت النتائج مهمة وواعدة، لكن الناس في روسيا لم يكونوا بحاجة إلى الزيت المقطر في ذلك الوقت، وقام بريادونوف بتقطير الكيروسين من الزيت قبل اختراع مصابيح الكيروسين، لذلك لم يكن لدى بريادونوف مكان لبيع نفطه.

بعد ذلك، أرسل بريادونوف عينات نفط إلى هامبورغ لإجراء الاختبارات الكيميائية، وأرسل اثنان من الكيميائيين الألمان وثيقة تفيد بأن الزيت قابل للاستخدام لأغراض طبية لمساعدة المرضى "في البرد والبلغم، وخلع المفاصل، والحمى، والقشعريرة، وارتخاء المفاصل، وما إلى ذلك.

وبشكل غير قانوني، بدأ بريادونوف بيع نفطه في موسكو بمثابة نوع جديد من الأدوية، ودون إذن من السلطات، فقُبِض عليه، وغُرِّم بغرامات كبيرة.. قضى فيضان نهري على مصنعه النفطي، وتوقّف إنتاج النفط إلى حدّ كبير في روسيا حتى القرن التاسع عشر، عندما جرى وضع رواسب نفطية ضخمة قيد الإنتاج في القوقاز، واختُرِع مصباح الكيروسين في تلك الآونة.

لقراءة المزيد..

 

 

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق