تقارير النفطسلايدر الرئيسيةعاجلنفط

مستقبل الطلب على النفط.. "الطاقة" ترصد ردود الفعل على توقّعات بي بي

مايكل لينش: لن تتغيّر الجاذبية الأساسية للنفط بسبب الوباء

خاص-الطاقة

رصدت منصّة الطاقة، ردود فعل عدد من الخبراء، تجاه توقّعات شركة بريتش بتروليوم "بي بي" البريطانيّة، الصادرة اليوم الإثنين، بشأن تراجع استهلاك الوقود الأحفوري، لأوّل مرّة في التاريخ المعاصر، بعد أن عزّزت السياسات المناخية الطاقة المتجدّدة، في الوقت الذي ستترك فيه جائحة فيروس كورونا المستجدّ، تأثيرًا دائمًا في الطلب العالمي على الطاقة.

واستبعد الخبراء، احتمال أيّ تعافٍ قريب للنفط، لعدّة أسباب، أبرزها تأثير أزمة كورونا على الاقتصاد العالمي، مؤكّدين في الوقت ذاته، "هوس شركة بي بي، في الخروج من القطاع، والتوقّف عن الاستثمار فيه، خلال السنوات المقبلة" -حسب تعبيرهم-.

يقول محلّل أسواق النفط، والممثّل الوطني لدولة الكويت لدى أوبك، د.محمد الشطي: إن التحدّث عن بلوغ الطلب على النفط ذروته خلال سنوات، ليس جديدًا، ونسمعه منذ أعوام، لكنّه لم يحدث.

وتابع: "تعدّ بي بي من الشركات الرائدة في التنظير، حيث كانت وما زالت تتحدّث عن العالم ما بعد النفط، لأكثر من 20 عامًا، بهدف تشجيع تسريع وتيرة جهود التحوّل للطاقة المتجدّدة والنظيفة، وكأن الأمر محسوم".

وأضاف أن الفوارق بين حصّة النفط والوقود الأحفوري ضمن خليط الطاقة، بحلول عام 2050، مقابل الطاقات المتجدّدة، شاسعة جدًا، ما يقلّل من مصداقيه السيناريوهات التي تحدّثت عنها شركة بي بي.

الجاذبية الأساسية للنفط

أكّد رئيس شركة إنيرجي سير، في بوسطن، بولاية ماساتشوستس الأميركية، أن جرى التنبّؤ بنهاية عصر النفط عدّة مرّات من قبل، بما في ذلك اعتقاد ريكس تيلرسون، رئيس شركة أكسون السابق، ولاحقًا وزير خارجية الولايات المتّحدة في الفترة الأولى من رئاسة دونالد ترمب، أن الطلب على البنزين بلغ ذروته في 2007، عندما كانت أسعار أميركا 4 دولارات للغالون.

وقال في تصريحاته إلى "الطاقة": لن تتغيّر الجاذبية الأساسية للنفط بسبب الوباء، ومن المحتمل أن تجد شركة بي بي، مرّة أخرى، أن زوال النفط مبالغ فيه.

الأرقام لا تدعم توقّعات بي بي

يقول الدكتور أنس الحجي، خبير أسواق النفط، مستشار تحرير منصّة الطاقة: إن "الأرقام لا تدعم توقّع شركة النفط البريطانيّة.. كلّ ما علينا هو حساب آثار التحوّل للسيّارات الكهربائية، وزيادة كفاءة محرّكات سيّارات البنزين والديزل، والتحسّن التكنولوجي، مقابل الهجرة للمدن في كلّ البلاد النامية، والنموّ الاقتصادي، لنرى أن الطلب على النفط سيستمرّ بالنموّ، لكن بمعدّلات أقلّ من ذي قبل".

وتابع: "هناك خطأ شائع في التوقّعات، وهو أن المركبات والحافلات الكهربائية حلّت محلّ السيّارات والحافلات التي تسير بالبنزين والديزل، لكن الحقيقية أنّها حلّت محلّ عدد كبير من السيّارات، خاصّةً الحافلات التي تعمل بالغاز المضغوط".

لاقى توقّع "بي بي" وصول الطلب على النفط ذروته، ترحيبًا من قبل حماة البيئة ومؤيّدي السيّارات الكهربائية، لكنّه يبدو أنّه كان مفاجئًا لهم.

تباطؤ سياسات التحوّل

يقول رئيس شركة رابيدان الاستشارية، في باسيدينا، بولاية ميريلاند الأميركية، إن مجموعة رابيدان تتعقّب -عن كثب- السياسات التي تهدف إلى إزالة الكربون بسرعة من قطاع النقل، في جميع أنحاء العالم، من خلال زيادة مكاسب الكفاءة واستخدام الكهرباء وقودًا.

وتابع: "وجدنا أن السياسات خارج أوروبّا أضعف من أن تُحقّق ذروة الطلب على النفط، على المدى القريب، كما تبيّن تباطؤ سياسات التحوّل، خاصّةً في الصين، حيث خُفِض دعم السيّارات الكهربائية، العام الماضي".

وأضاف: "شهدنا في العديد من البلدان، من فرنسا إلى البرازيل، احتجاجات ضدّ الإجراءات التي تهدف إلى تقليل، أو تحويل، استهلاك الوقود لمصدر آخر".

وقال: "بناءً على ذلك، نخلص إلى أن الطلب على النفط، في السنوات المقبلة، وحتّى في العقد الجديد، سوف يفاجئ العديد من المراقبين والمتنبّئين، لأنّه قد يكون أقوى بكثير ممّا يتوقّعه إجماع المراقبين".

وتابع: "من الواضح أن سيناريوهات ذروة الطلب على النفط الوشيكة، تميل إلى التفكير بالتمنّي، أكثر من استنادها إلى دليل مقنع بأن القادة قادرون ومستعدّون لاتّخاذ القرارات الصعبة والمكلفة لتحقيق ذلك".

عقلية القطيع

المحلّل المالي في قطاع النفط بواشنطن، مقاطعة كولومبيا، ويلسون وانج، يقول، إن شركة النفط البريطانيّة سقطت في فخّ عقلية القطيع، على حساب المساهمين.

وتابع: "لا شيء يعبّر عن التشاؤم بمستقبل قطاع النفط أكثر من هوس بي بي نحو الخروج من القطاع، والتوقّف عن الاستثمار فيه.. يمكن إظهار الاتّجاه الهبوطي في قطاع الطاقة بشكل أفضل، من خلال هوس الشركة ورغبتها في الخروج من أعمال النفط والغاز".

ويرى "وانج" أن الأمر لا يقتصر على تحقيق هدف غير واقعي، وهو أن تحقّق الشركة الحياد الكربوني، بحلول عام 2050، بل من المحتمل أن تخفق تمامًا في الاستفادة من الموجة الصاعدة لأسعار النفط في الطفرات القادمة.

وقال: إن "هذا النوع من التفكير بوصول الطلب العالمي إلى ذروته، هو الذي يخلق الدورات الصاعدة والهابطة في أسواق النفط، ويزيد من تذبذبات السوق".

أحوال الفقراء ونموّ استهلاك النفط

يرى رئيس شركة وورروم ميديان، عضو المجلس الاستشاري لمؤسّسة جورج دبليو بوش للعلاقات الأميركية الصينية، رايان ري، أنّه "بنظرة سريعة حول العالم لاستهلاك النفط لكلّ فرد، يتّضح أن هناك فروقًا شاسعة بين الدول الفقيرة والمتقدّمة، عندما ستتحسّن أحوال هؤلاء الفقراء، فإن نمو استهلاك النفط سيكون كبيرًا بشكل لا يمكن معه وصول الطلب العالمي على النفط إلى ذروته".

وقال، إن توقّع "بي بي" قرب بلوغ الطلب العالمي على النفط إلى ذروته، يعني أن الشركة لا تعتقد أن التخفيف من حدّة الفقر سيحدث في المستقبل، وأن هؤلاء الفقراء غير قادرين على التخلّص من الفقر.

وفي هذا السياق، غرّد مايكل لابريتش، رئيس شركة لابريتش أسوشيتس -المشهور بعدائه للنفط، ودعمه للطاقة المتجدّدة والسيّارات الكهربائية-، مؤكّدًا أن رؤية بي بي تتوافق مع توقّعاته، حيث "توقّع وصول الطلب على النفط إلى 100 مليون برميل يوميًا، في 2025، ثمّ انحداره بعدها بشكل مستمرّ".

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق