التقاريرتقارير الغازسلايدر الرئيسيةغاز

حقل ليفياثيان الإسرائيلي يخفض إنتاج الغاز مع تراجع الطلب

بعد يوم من استحواذ شيفرون على نوبل إنرجي المساهمة في الحقل

حازم العمدة

بعد يوم واحد من استحواذ عملاق الطاقة الأميركي (شيفرون) على شركة نوبل إنرجي، في اتّفاق مبادلة أسهم، أعلن الشركاء في حقل الغاز الإسرائيلي ليفياثيان، الذي تبلغ احتياطياته 620 مليار متر مكعّب، والذي تساهم فيه نوبل إنرجي- تخفيض الإنتاج، حيث أثّر تفشّي جائحة كوفيد-19 بشكل كبير على الطلب على الغاز في المنطقة.

ومن المتوقّع أن يصل إجمالي مبيعات ليفياثان إلى 7 مليار متر مكعّب، هذا العام، و 8.9 مليار متر مكعّب، في عام 2021، بانخفاض عن التوقّعات السابقة البالغة 9.3 مليار متر مكعّب، و 10.8 مليار متر مكعّب، على التوالي، حسبما قالت شركة ديليك دريلينغ الإسرائيلية، المساهمة الكبرى في المشروع.

انخفض إجمالي المبيعات إلى 1.4 مليار متر مكعّب، في الفترة من أبريل/نيسان، إلى يونيو/حزيران، مقارنةً بنحو 1.6 مليار متر مكعّب في الربع الأوّل، حيث قلّص المشاركون في ليفياثيان الإنتاج، ليتناسب مع الطلب الإقليمي، بالرغم من أنّه عادةً ما يرتفع خلال أشهر الصيف.

وبموجب هذه التخفيضات، سيحصل جميع المتعاقدين على الحدّ الأدنى من كمّيات الغاز، خلال العام الجاري.

يزوّد ليفياثيان -الذي بدأ الإنتاج فيه نهاية ديسمبر/كانون الأوّل- مصر والأردن بالغاز، بالإضافة إلى عدد من العملاء الإسرائيليّين، لاسيّما شركة الكهرباء الإسرائيلية المملوكة للدولة، وثمانية منتجين مستقلّين للطاقة، وأربعة عملاء صناعيّين.

وتعادل الكمّيات التعاقدية، في الفترة من 2021 وحتّى 2034، ما يتراوح بين 75 و85 % من الطاقة الإنتاجية الإجمالية للحقل، التي تبلغ 12 مليار متر مكعّب سنويًا.

مصر والأردن

لكن المستورد المصري (شركة دولفينوس إنرجي المصرية الخاصّة)، تتفاوض على زيادة تدريجية في كمّيات الغاز المستورد، والمحدّدة بنحو 2.85 مليار متر مكعّب، لعام 2020.

وتعاقدت شركة نيبكو الأردنية على 3 مليارات متر مكعّب سنويًا من غاز ليفياثان. ويبلغ إجمالي إمدادات الغاز التعاقدية للعملاء الإسرائيليين 3.5 مليار متر مكعّب سنويًا.

بيد أن دولفينوس إنرجي لديها خيار تقليل الكمّية التعاقدية بمقدار 50% سنويًا، عندما يكون متوسّط ​​سعر خام برنت أقلّ من 50 دولارًا للبرميل، بالرغم من أنّه من غير الواضح ما إذا كان يمكن تطبيق ذلك البند، خلال العام الجاري.

وبلغ متوسّط ​​العقود الآجلة لخام برنت 42.28 دولارًا للبرميل، في النصف الأوّل من عام 2020، وجرى تداوله عند 43.97 دولارًا للبرميل، اليوم الأربعاء.

وتتوقّع ديليك أن تبلغ أسعار مبيعات غاز ليفياثيان متوسّط ​​5 دولارات لكلّ مليون وحدة حراريّة بريطانيّة، بين عامي 2020 و2021، مقارنةً بنحو 4.60 دولارًا لكلّ مليون وحدة حراريّة بريطانيّة، في الربع الثاني من العام الجاري.

في السياق ذاته، قالت ديليك، إن الانخفاض بنسبة 7% في أسعار البيع، مقابل انخفاض بنسبة 33 % في أسعار النفط الخام، هو نتيجة السعر الأدنى المضمّن في عقود ليفياثان، ما يشير إلى أن أسعار المبيعات وصلت -على الأرجح- إلى الحدّ الأدنى التعاقدي في الأشهر الأخيرة.

تشير هذه الأرقام أيضًا إلى أن تكلفة غاز ليفياثان قد تكون مماثلة -إلى حدّ كبير- للسعر الذي تدفعه مصر للإنتاج المحلّي من حقولها الأكثر تكلفة، مثل حقل ظهر، الذي تبلغ احتياطياته 850 مليار متر مكعّب.

ويرجع انخفاض الطلب الإقليمي -جزئيًا- إلى بطء الطلب على تصدير الغاز الطبيعي المسال من مصر، حيث كانت محطّة إدكو لتسييل الغاز- وطاقتها 7.2 مليون طنّ سنويًا- تعمل أقلّ كثيرًا من طاقتها، في أوائل عام 2020. وتوقّف التحميل منذ مارس/آذار، حيث انخفضت أسعار الغاز الطبيعي المسال العالمية إلى أقلّ من السعر الذي تدفعه مصر، مقابل الإنتاج المحلّي والواردات الإسرائيلية.

وورد أن المتعاقدين على المدى الطويل، أكّدوا اعتزامهم شراء 20% فقط من الكمّيات المتّفق عليها لهذا العام. وقال مشاركون في السوق، إن شركة إيجاس المملوكة للدولة في مصر لا ترغب في بيع شحنات فوريّة أقلّ من 5 دولارات لكلّ مليون وحدة حراريّة بريطانيّة.

وبعد تخفيض المبيعات، قلّص ديليك تكاليف التشغيل بالنسبة للاستثمارات المخطّط لها، وتدرس إجراء تخفيضات أخرى بعد عام 2020.

شيفرون

يأتي ذلك، بينما يستحوذ عملاق الطاقة الأميركي (شيفرون) على شركة نوبل إنرجي- وهي أحد المساهمين في ليفياثيان-، في اتّفاق مبادلة أسهم، تُقدَّر على أساسه قيمة منتج النفط والغاز، الذي يتّخذ من هيوستن مقرًّا، بنحو خمسة مليارات دولا، وذلك في أوّل صفقة كبيرة، منذ أن هزّت جائحة فيروس كورونا المستجدّ صناعة الطاقة

تسعى شيفرون- ومقرّها سان رامون بولاية كاليفورنيا-، منذ العام الماضي، لشراء أصول نفطيّة، ومع انخفاض أسعار النفط الخام بأكثر من 30٪ هذا العام، خرجت، اليوم الإثنين، بعرضها لشراء جميع أسهم شركة نوبل إنرجي.

وباستحواذها على أصول نوبل، تُوسّع شيفرون نطاق حضورها في حوض كولورادو والحوض البرمي في غرب تكساس ونيو مكسيكو، وتضيف الصفقة أيضًا إلى أصول شيفرون في شرق البحر المتوسّط ​​وغرب إفريقيا، وتحقّق وفرًا محتملًا في التكاليف السنوية، بقيمة 300 مليون دولار.

يعدّ استحواذ شيفرون على نوبل إنيرجي أمرًا مهمًّا بالنسبة لإسرائيل، لأنها حظيت -أخيرًا- بحضور واحدة من أكبر شركات الطاقة في العالم، حسبما أفاد موقع "كالكاليست" الإسرائيلي.

وتمتلك الشركة حيازات مختلفة في احتياطيات الغاز، وهي شريك لشركة Delek في حوض أفروديت القبرصي.

واستحوذت مجموعة ديليك على أصول نفط بحر الشمال لشركة شيفرون، في نهاية عام 2019، بقيمة 1.65 مليار دولار.

وكانت نوبل إنرجي شريكًا لشركة "ديليك ديبيرلنج" في العثور على جميع احتياطيات الغاز، قبالة سواحل إسرائيل.

من جانبه، رحّب وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، بدخول شيفرون إلى قطاع الطاقة الإسرائيلي، بقوله: "إن الاستحواذ على شركة نوبل إنرجي، من قبل عملاق الطاقة الأمريكي شيفرون، هو تعبير هائل عن الثقة في قطاع الطاقة الإسرائيلي، وفي التطوير المستمرّ، وتصدير الغاز الطبيعي من إسرائيل".

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق