أخبار النفطرئيسيةسلايدر الرئيسية

روسنفت.. الدب الذي يقتل نفسه

خلال الشهور القليلة الماضية، ظهر جليا أن شركة "روسنفت" النفطية الروسية العملاقة هي أكثر من يبدي مقاومة لاستمرار التوافق بين منظمة أوبك والحلفاء من خارجها، والذي كان يضمن ضبط انتاج النفط بما يتناسب مع طبيعة الطلب العالمي للحفاظ على أسعار الخام مستقرة.. لكن خلال الساعات الأخيرة، ظهر بالدليل القاطع أن حسابات الشركة لم تكن في محلها.
وقالت روسنفت الأحد، إن الاتفاق بين أوبك وغيرها من المنتجين على تقليص إنتاج النفط لم يخدم مصالح روسيا، إذ أن الولايات المتحدة تحركت سريعا لتعويض الكميات المفقودة في الأسواق العالمية.
وقال ميخائيل ليونتييف المتحدث باسم شركة روسنفت لوكالة الإعلام الروسية "جميع كميات النفط، التي جرى تقليصها نتيجة لتمديد اتفاق أوبك+ عدة مرات، جرى تعويضها بالكامل وبسرعة في السوق العالمية بالزيت الصخري الأميركي". وأضاف: "لذلك، من وجهة نظر روسيا، كانت هذه الصفقة بلا معنى".
لكن حديث ليونتييف لا يبدو أنه واقعي، وعلى اقل تقدير يتعارض مع تصريحات رسمية لوزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، الذي أكد في شهر أكتوبر (كانون الأول) الماضي أن تمديد اتفاق خفض الإنتاج "أوبك+"، عاد على ميزانية روسيا خلال عام 2019 بإيرادات تقدر بنحو تريليوني روبل (حوالي 31 مليار دولار).
وجاء في مقال لنوفاك نشر في مجلة "إينيرغي بوليسي": "في يوليو الماضي تقرير تمديد الاتفاقية التي تهدف للحد من إنتاج النفط في إطار "أوبك+" حتى أبريل 2020، ونتيجة ذلك ستحصل الميزانية على إيرادات إضافية في العام الجاري بنحو تريليوني روبل".
لكن رغم ذلك، عارض نوفاك يوم الجمعة الماضي توجه باقي دول التحالف نحو تعميق خفض الإنتاج من أجل الحفاظ على سلامة الأسواق. وهو أمر استغربه كافة المحللين الاقتصاديين حول العالم، نظرا لأن مخاطره ستعود حتما على روسيا ذاتها وشركاتها النفطية، حتى وإن كانت دوافع موسكو الرئيسية "سياسية" وتكمن في الانتقام من الإدارة الأميركية التي سبق وأن وقعت عقوبات على روسنفت، وعرقلت مشروعها الغازي الطموح "نورد ستريم2" في أوروبا.
وانتهى اتفاق استمر لثلاث سنوات بين أوبك وروسيا يوم الجمعة، بعد أن رفضت موسكو تأييد مزيد من الخفض في انتاج النفط لمواجهة آثار تفشي فيروس كورونا لترد أوبك على ذلك بإلغاء جميع القيود على إنتاجها. وجرى تمديد هذا الاتفاق، الذي أُعلن أول مرة في عام 2017، عدة مرات ولا يزال ساريا حتى 31 مارس (آذار) الجاري.
وإيجور سيتشن رئيس شركة روسنفت، أحد حلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المقربين، هو المعارض الرئيسي في روسيا لهذا الاتفاق إذ يرى أن الولايات المتحدة استحوذت على حصة روسيا في السوق العالمية نتيجة لتخفيضات الإنتاج.
لكن روسنفت كانت في ضغوطها على الإدارة الروسية كمن يطلق النار على قدميه، إذ أن أسهمها المتداولة في بورصة لندن فقدت نحو ربع قيمتها خلال التعاملات المبكرة صباح الاثنين، فيما تنتظرها غالبا خسائر كبرى إضافية مع عودة التعاملات في الأسواق الروسية غدا فيما يطلق عليه مراقبون روس "ثلاثاء الحساب"، نظرا لأنه سيكون اختبارا قاسيا للشركة والإدارة الروسية، في القدرة على الصمود وسط معركة اشعلها التعنت غير المحسوب.. وتأتي تلك المؤشرات في ظل انهيار العملة الروسية منذ الساعات الأولى لصباح الاثنين، والتي بلغت مستوى قياسيا منخفضا عند 75 روبلا مقابل الدولار، ليخسر بذلك نحو 6 روبلات عن آخر سعر نهاية الأسبوع الماضي.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق