التقاريرتقارير الغازسلايدر الرئيسيةعاجلغاز

اكتشافات الغاز في المغرب ترد على الباحث الفرنسي.. الحقيقة في باطن الأرض

الطاقة

في الوقت الذي شكك فيه عدد من الباحثين في إمكانات الرباط بمجال الهيدروكربونات، جاء إعلان اكتشافات الغاز في المغرب ليسكت العديد من الأفواه.

فمنذ إعلان وقف تصدير الغاز الجزائري -رسميًا- عبر الأراضي المغربية من خلال خط أنابيب المغرب العربي وأوروبا في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لم يتوقف الحديث عن خطط الرباط لتأمين احتياجاتها من الغاز، وهل تنجح مشروعات التنقيب في وضع البلاد على خريطة الدول المنتجة للنفط والغاز.

وبالتزامن مع صدور تصريحات رسمية بالاستمرار في خطة اكتشافات الغاز في المغرب، خرجت رؤية صادمة من أحد الباحثين الفرنسيين تشكك في إمكان الاعتماد على الغاز المحلي لسد الطلب، المتوقع أن يشهد تناميًا خلال السنوات المقبلة.

تشكيك الباحث الفرنسي

قال الباحث الفرنسي فرانسيس بيرين -في مقابلة أجرتها صحيفة "ماروك إبدو" Maroc Hebdo الناطقة باللغة الفرنسية- إن الاعتماد على عملية التنقيب والاستكشاف يُعدّ "مخاطرة كبيرة".

الباحث الفرنسي فرانسيس بيرين يتحدث عن الغاز المغربي والغاز الجزائري
الباحث الفرنسي فرانسيس بيرين

وأشار إلى أنه مع توقف إمدادات الغاز الجزائري، فقد خسر المغرب إمدادات الوقود اللازمة لتشغيل عدد من محطات الكهرباء، فضلًا عن حقوق النقل المرتبطة بمرور الغاز عبر أراضيه، وهو ما يجعله في حاجة إلى حلول سريعة لتلافي مشكلات التزوّد بالكهرباء.

وأوضح بيرين -المتخصص في الطاقة، مدير الأبحاث في "أي آر أي إس" IRIS، وهي مؤسسة فكرية فرنسية تعمل على موضوعات جيوسياسية وإستراتيجية مستقلة- أنه "لحلّ المشكلة لا بد من الاتجاه إلى الاستثمار وتطوير الإستراتيجيات على المدى الطويل، أمّا على المدى القصير، فليس أمام المغرب إلّا خيار استيراد الوقود الأحفوري، ليحلّ محلّ الغاز الجزائري، أو استيراد الكهرباء من القارّة الأوروبية".

وقال نصًا خلال حواره الصحفي: "هناك احتمال غير مؤكد طويل المدى باكتشاف حقول غاز جديدة في المغرب، ليس هناك ما يضمن حدوث ذلك، فالاعتماد على الاستكشاف هو مخاطرة كبيرة".

حقل غاز أنشوا

لم تمر سوى 20 يومًا فقط على تصريحات الباحث الفرنسي، حتى جاء الرد من باطن الأرض، إذ أعلنت شركة شاريوت البريطانية في 10 يناير/كانون الثاني الجاري نتائج إيجابية بعد بدء الحفر في حقل أنشوا المغربي.

وقالت الشركة البريطانية إن أعمال التقييم والاستكشاف لبئر أنشوا-2، ضمن ترخيص "ليكسوس" قبالة الساحل المغربي، أظهرت زيادة كبيرة في احتياطيات الغاز المغربي.

وكانت الشركة قد توقعت أن احتياطي اكتشافات الغاز في المغرب تتعدى تريليون قدم مكعبة، بما يمثل زيادة قدرها 148% مقارنة مع التقدير السابق، وتشمل 361 مليار قدم مكعب من الموارد الطبيعية المؤكدة، و690 مليار قدم مكعبة من الموارد المحتملة.

ومن المقرر أن تجري الشركة تقييمًا لاحتياطيات البئر -التي تمتلك فيها حصة 75%، في حين يمتلك المكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن المملوك للدولة المغربية النسبة المتبقية 25%- بعد الانتهاء من عمليات جمع البيانات، والانتقال إلى مرحلة التحليل، لتقييم مستويات الغاز المتوافرة.

وأظهر التقييم الأولي لمعطيات البئر، التي يُتوقع أن تُوضع على خطوط الإنتاج خلال 2024، وجود تراكم للغاز على مستوى بئر "أنشوا-2" بسمك إجمالي صافٍ قدره 100 متر، موزع على 6 مناطق، يتراوح سمكها بين 8 و30 مترًا لكل منها.

المغرب - الغاز المغربياكتشاف غرسيف

مع توقف إمدادات الغاز الجزائري، خرج العديد من الخبراء بتصريحات تؤكد أن أراضي المملكة المغربية تحتضن إمكانات نفطية وغازية ضخمة غير مستغلة، وكيف لا يكون ذلك وجارتاها الجزائر وموريتانيا، اللتان تشترك معهما في العديد من الخصائص، تمتلكان احتياطيات مؤكدة ضخمة.

ولعل ما أكده الخبير المغربي في مجال النفط والصناعة الطاقية، الحسين اليمني، خير دليل على ذلك، عندما قال تصريحات صحفية: "لا يمكن أن تكون أعماق المغرب عاقرة لهذه الدرجة، ونحن سنستغل الطاقات الموجودة في الصحراء والجنوب والشمال".

فبعد نحو أسبوع من إعلان شركة شاريوت اكتشاف حقل غاز أنشوا، جاء المدد مرة أخرى من شركة بريداتور أويل آند غاس البريطانية التي أعلنت اكتشافات ضخمة في ترخيص غرسيف، الذي تمتلك فيه نسبة 75% والمكتب الوطني للهيدروكربونات والمناجم 25%.

ونشرت الشركة البريطانية نتائج تقييم مستقل لبئر إم أو يو-4، عقب النتائج الإيجابية لعمليات حفر بئر إم أو يو-1، مع التعهد أنه بمجرد إثبات الاحتياطيات وتطوير البئر، ستدرس بجدية تصنيع الغاز الطبيعي المضغوط في الموقع.

وبلغ التقدير الإجمالي المسبق للمشروع 393 مليار قدم مكعّبة من الغاز المغربي، مع امتلاك بريداتور نحو 295 مليار قدم مكعّبة، بناءً على استخراج الغاز بنسبة 66% على مدار 13 عامًا.

وبناءً على تقدير الغاز الموجود في البداية للخزانات الأكثر سمكًا في اكتشاف بئر إم أو يو-4، فإن صافي الاحتياطيات المنسوبة إلى بريداتور يعكس نحو 708 مليارات قدم مكعّبة من الغاز.

اكتشافات الغاز المغربي

تعوّل الرباط على اكتشافات الغاز في المغرب، خاصة في حقل أنشوا وغرسيف، لتأمين جزء كبير من احتياجاتها المحلية من الغاز الطبيعي المسال، في ظل الأزمات الدبلوماسية مع جارتها الجزائر.

ومؤخرًا، أبرم المكتب الوطني للكهرباء والماء في المملكة عقدًا مع شركة ساوند إنرجي البريطانية، يمهّد لبدء عمليات استخراج وبيع وتصدير ما يقرب من 350 مليون متر مكعب سنويًا من غاز حقل تندرارة المغربي، لمدة 10 سنوات.

اكتُشف حقل تندرارة المغربي عام 1966، ومن المتوقع بدء الإنتاج منه خلال العام الجاري، ويتطلب تطويره حفر ما يقرب من 8 آبار، وتشير التوقعات إلى وصول الإنتاج من الحقل ذروته عام 2026، بما يُقدَّر بـ151 ألف برميل يوميًا من النفط الخام والمكثفات، بالإضافة إلى 50 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز الطبيعي، مع استمرار إنتاج الحقل حتى عام 2067.

ولعل اكتشافات الغاز في المغرب تكون أبلغ رد على الباحث الفرنسي الذي زعم أنه لا يوجد إنتاج بالغ الأهمية للغاز في المغرب، وأنه من غير المؤكد أن تكون هناك اكتشافات غازيّة أخرى بخلاف حقل تندرارة.

وتعمل الرباط خلال المدة الأخيرة على تسويق اكتشافات الغاز في المغرب، لزيادة إنتاج البلاد الذي يُقدر بنحو 10 ملايين قدم مكعّبة يوميًا من الحقول البرية التي تديرها في الغالب شركة إس دي إكس البريطانية شمال شرقي الرباط.

حكومة المغرب الجديدة - ليلى بنعلي - قناة السويس
ليلى بنعلي - أرشيفية

الاحتياجات المغربية

كانت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة في المغرب ليلي بنعلي قد أكدت -في تصريحات سابقة أمام البرلمان- أن إنتاج بلادها من الغاز سيصل إلى 110 ملايين متر مكعب في 2021، في الوقت الذي يبلغ استهلاكها السنوي مليار متر مكعب، أي أن الإنتاج لا يتجاوز 11% من إجمالي الاحتياجات المحلية نتيجة ضعف كثافة الآبار.

وقالت إن شركات عالمية تعمل حاليًا للتوصل إلى اكتشافات الغاز في المغرب على مساحة تبلغ نحو 283 ألفًا و600 كيلومتر مربع، عبر 9 رخص استغلال، و53 رخصة استكشاف، منها 26 في المجال البحري، باستثمارات تُقدر بنحو 27 مليار درهم (2.98 مليار دولار).

وأكدت وزيرة الطاقة أن الأحواض الرسوبية المغربية غير مستكشفة بما فيه الكفاية، كون أن معدل كثافة الآبار في كل 10 آلاف كيلومتر مربع لا يتجاوز 4 آبار بالمقارنة مع المعدل العالمي الذي يناهز 1000 بئر.

وقالت بنعلي -وقتها- إن احتياجات بلادها من الغاز الطبيعي ستتضاعف 3 مرات إلى نحو 3 مليارات متر مكعب بحلول عام 2040، إذ تتطلع البلاد إلى الغاز المسال لتعزيز انتقالها المنخفض الكربون ومعالجة الإمدادات غير المنتظمة من مصادر الطاقة المتجددة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

 

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

‫12 تعليقات

  1. هناك منطقة بشمال اسفي فيها الغاز الطبيعي منذ الستينات ولم يتم اكتشافه

  2. الباحثون الجيوسياسيون الفرنسيون لا ننسى انهم من أشد الأعداء على التفوق المغربي في المجال الطاقي بشراكة مع بريطانيا العظمى.
    فرنسا التوسعية وزعيمها تبوووون وعصابته والصبليون لا يريدون لك ايها المغرب سوى الشر ثم الشر والشر.هذه حقيقة نعرفها جميعاً من تاريخنا معهم.

  3. السلام عليكم / في السوق العالمي لطاقة كمية الغاز تحتسب با المتر المكعب وليس بالقدم المكعب
    حيث ان المتر مكعب يمثل 35 قدم مكعب !
    الشركات البريطانية هي التي تستفيد بما انها تملك 75% من الحقوق !
    و على كل شخص بسيط يستطيع أن يستخلص ان الحدث في حد ذاته لا حدث مجرد تضخيم الامور و ذر الرماد في العيون !
    با النفخ في الارقام القدم المكعب كا حساب الدراهم بدل الدولار لكي تظهر الارقام كبيرة و فقط !
    بما أن نسبة 75% للبريطانين فا إن نسبة من الإنتاج اذهب لسوق البريطاني و الباقي إن باع في المرووك فا إنه با سيباع با سعر السوق العالمي !!!!

  4. المرجو تصحيح بعض الأخطاء الإملائية في المقال : مثال
    مشروعات ==> مشاريع

  5. فجأة ودون انذار اصبح للمغرب حقول غاز واحتياطات من الغاز. لو فرضنا الامر صحيح لماذا يكلف المغرب نفسه مصاريف اضافية لاستيراد هذه المادة. لماذا لم ينشأ شركات تنقيب بدل الشركات المغربية التي تأخذ 75% من احتياطاته. وهل الباقي يكفي المغرب لاستهلاكه وللتصدير. اذا كان الكاتب غبي فالقارء ليس كذلك

  6. المغرب قادم بقوة ان شاء الله في مجالات الطاقة اي البترول والغاز. زيادة على تفوقه في جميع الميادين داخليا كالفلاحة والصناعة والتعليم والصحة والرياضة والفن والسياحة والبني التحتية التي تعد من اقوى البنيات في افريقيا وبعض الدول الأوروبية. ومتفوق كذلك خارجيا.والقادم احلى بإذن الله.

  7. فرنسا، كدولة، بعد اعلان الاستقلال عنها، ولمدة قد فاقت السبعين سنة،لم تمد المغرب بادنى عون للنهوض باقتصاده، وتطوير صناعاته، ظلت طول هذه الفترة تتخذ منه سوقا لسلعها وشركاتها، وبقرة حلوبا، وحديقة خلفية لها بشمال افريقيا، فهل ننتظر من منظري رؤيتها الإحباطية، والمنظرين لمخططات تثبيط العزائم، مثل هذا المتعالم، ان ياتي بما يشجع على الازدهار والتقدم؟
    فرنسا واسبانيا، خربا شمال افريقيا ولا تزال أثارهما وخيمة عليه، بل ويتآمران على شعوبه.

  8. أروبا لا تريد للمغرب ان يكتشف على اراضيه الثروات الباطنية بالتواطئ مع مسؤلين من داخل المخزن لكي يستفيدو من الاستيراد . المغرب فيه ثروات باطنية مثله مثل الجزائر و موريتانيا . اتمنى ان يفكر المغاربة ان مشكلة الاكتشافات و عرقلتها هي من خارج المغرب بالتواطئ مع مسؤلين في المخزن . اخوكم من جزائر

  9. السلام..لماذا هادا الاحتكار و الاستبداد فيما يتعلق بنسب الحقوق و الاستغلال...الدولة تمتلك فقط 25%...مع العلم ان الاكتشافات في اراضينا...

  10. التشكيك
    دائما في امكانيات الاخر.
    الغاز الجزائري ليس هو الوحيد في العالم .
    السوق الدولية تعج بالغاز و البترول.
    في البداية لابد من بعض مشاكل التموين لكن من بعد سيتم تزويد السوق بانتظام وسيبني المغرب وسائله الخاصة بالتصدير و الاستيراد والتخزين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق