النفط الثقيل.. ماذا تعرف عن هدف الكويت لتحقيق عوائد اقتصادية؟
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- تستهدف الكويت زيادة إنتاجها النفطي لـ3.5 مليون برميل يوميًا بحلول 2025
- تاريخ استكشاف النفط الثقيل في الكويت يعود إلى 1979
- الكويت واجهت صعوبات وتعقيدات في استخراج النفط الثقيل
- تقنية الحقن الدوري بالبخار استخدمتها في استخراج النفط الثقيل
- وصل إنتاج البلاد من النفط الثقيل إلى 75 ألف برميل يوميًا
يُعَد مشروع النفط الثقيل في الكويت -الذي تسعى البلاد إلى تطويره وزيادة الإنتاجية منه- إحدى الخطوات الرئيسة في تنفيذ إستراتيجية البلاد لرفع إنتاجها النفطي.
وتستهدف الدولة زيادة إنتاجها النفطي إلى 3.5 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2025، ومن ثم رفعه إلى 4.75 مليونًا بحلول 2040، وفقًا لإستراتيجية مؤسسة البترول الكويتية.
وسيكون للنفط الثقيل دور مهم وحاسم في تحقيق هدف إستراتيجية مؤسسة البترول الكويتية 2040، كما سيُستخدم في تزويد مصفاة الزور للمساعدة في إنتاج الطاقة الكهربائية اللازمة لسد حاجة البلاد.
تاريخ النفط الثقيل
رغم أن مشروع النفط الثقيل حديث العهد؛ إذ كانت بداية تشغيله عام 2019؛ فإن تاريخ استكشافه في الكويت يعود إلى عام 1979.
وربما يعود تأخر الكويت في تنفيذ المشروع إلى العديد من الصعوبات والتعقيدات في استخراجه من باطن الأرض؛ إذ استخدمت البلاد تقنيات إنتاج غير تقليدية؛ منها تقنية حقن البخار لاستخراج النفط الثقيل.
وتضمنت تقنيات استخراج النفط الثقيل التي استخدمتها الكويت، الحقن الدوري بالبخار، والإنتاج البارد للنفط الثقيل مصحوبًا بالرمل، وضخ المياه والمواد الكيميائية.
وتقوم تقنية الحقن بالبخار على حقن البخار لمدة زمنية معينة لرفع حرارة مكمن النفط الثقيل، وبعدها يسمح للبئر بامتصاص الحرارة لمدة محددة، ويعاد إنتاج النفط.
وتصف الكويت مشروع النفط الثقيل بأنه الأكبر على مستوى العالم، والأول من نوعه في البلاد، وأكثر مشروعات البلاد صعوبة على المستوى الفني.
وحفرت البلاد أول بئر استكشافية للنفط الثقيل في جنوب الرتقة عام 1979، ومن ثم نفذت أول مشروع تجريبي لحقن البخار عام 1982، ومشروعًا تجريبيًا آخر عام 1984، ولكن توقفت هذه المحاولات بعد الغزو العراقي في 1990.
وفي عام 2015، وقّعت الكويت عقد مشروع النفط الثقيل لمكمن فارس السفلي الواقع في حقل جنوب الرتقة على عمق يتراوح بين 400 و600 قدم، والذي يعد أحد المكامن الرسوبية تعقيدًا، مع تميزه بالتنوع الصخري والتفاوت العمودي في خصائص النفط.
وبعدها وقّعت الكويت عقد مشروع تطوير حقول النفط الثقيل في منطقة أم النقا، وذلك عام 2016.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2019، بدأت الكويت بتشغيل مشروع النفط الثقيل، وبدأت الإنتاج منه في فبراير/شباط 2020، وتصدير أول شحنة في مايو/أيار 2020.
مستهدفات الكويت من النفط الثقيل
تضمنت إستراتيجية الكويت وصول إنتاج النفط الثقيل من حقل جنوب الرتقة إلى 270 ألف برميل يوميًا بحلول 2040.
واستهدفت المرحلة الأولى لحقل جنوب الرتقة إنتاج نحو 60 ألف برميل يوميًا، وهو ما تحقق بالفعل عام 2020.
فيما تستهدف المرحلة الثانية للمشروع رفع إنتاج جنوب حقل الرتقة من النفط الثقيل إلى 120 ألف برميل يوميًا بحلول 2030، ومن ثم رفعه في المرحلة الثالثة إلى 240 ألف برميل يوميًا بحلول 2035، حتى الوصول به إلى 270 ألف برميل يوميًا في المرحلة الرابعة بحلول 2040.
وفيما يتعلق بحقل أم نقا للنفط الثقيل؛ فقد نجحت الكويت في إنتاج نحو 15 ألف برميل يوميًا خلال المرحلة الأولى عام 2015، مع سعي البلاد إلى رفع إنتاج الحقل لـ50 ألف برميل يوميًا في المرحلة الثانية لتطوير الحقل بحلول 2030.
كما تعمل الكويت في الوقت الراهن على وضع خطط لتطوير حقلي الصابرية وبحرة، وذلك بعد اكتشاف كميات من النفط الثقيل في مكمن فارس السفلي.
عائدات التصدير
بعد نجاح الكويت في تنفيذ المرحلة الأولى لكل من حقلي أم النقا وجنوب الرتقة، وصل إنتاج البلاد من النفط الثقيل إلى 75 ألف برميل يوميًا.
وبحسب وزارة النفط الكويتية؛ فقد صدرت مؤسسة البترول في البلاد نحو 22 شحنة من النفط الثقيل بقيمة بلغت أكثر من نصف مليار دولار.
وتبلغ مساحة حقل جنوب الرتقة نحو 1.415 كيلومترًا مربعًا؛ إذ يعد من الحقول الحدودية الكبيرة، فيما تبلغ مساحة حقل أم النقا نحو 145 كيلومترًا مربعًا.
مصفاة الزور
تضمّنت الأهداف الإستراتيجية لمشروع النفط الثقيل استخدامه في تزويد مصفاة الزور بالإمدادات، بهدف إنتاج وقود قليل الكبريت لاستخدامه في توليد الكهرباء التي تحتاج إليها البلاد.
وفي عام 2015، بدأت الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة (كيبيك) بناء مصفاة الزور بالتعاون مع شركات عالمية بمجال التكرير؛ وهي: شركات شيفرون لوماس جلوبال، وشل جلوبال سوليوشنز، وهالدورتوبسو، وفلورلميتد.
وفي شهر يوليو/تموز 2021، بدأت البلاد التشغيل التجريبي لمصفاة الزور، والتي توصف بأنها أكبر مصفاة لتكرير النفط في العالم بمكان واحد، وذلك بهدف التوسع في الطاقة التكريرية بالبلاد.
وتبلغ الطاقة التكريرية التي صممت بها المصفاة نحو 615 ألف برميل يوميًا من النفط الكويتي، ومن المقرر أن تمد المصفاة محطات الطاقة بنحو 225 ألف برميل يوميًا من زيت الوقود البيئي، وإنتاج 340 ألف برميل يوميًا من المنتجات النفطية عالية الجودة، وفقًا للشركة الكويتية للصناعات البترولية.
وبحسب شركة الغاز الكورية المشرفة على التشغيل التجريبي، تحتوي مصفاة الزور على 8 صهاريج تخزين بسعة 220 ألف متر مكعب لكل صهريج، وتبلغ طاقتها 22 مليون طن سنويًا، ومنشأة إعادة تغويز بطاقة 3 مليارات متر مكعب من الغاز يوميًا.
وتعد مصفاة الزور الأكبر حجمًا عالميًا، وخامس أكبر مشروع من حيث سعة التخزين بعد محطات إنتشون وبينغتيك وتونغيون في كوريا الجنوبية وسوديغاوري باليابان.
موضوعات متعلقة..
- النفط الثقيل.. أكبر مشروع في الكويت لإنتاج وقود بيئي يغذي محطات الكهرباء
- موازنة الكويت.. طفرة ضخمة في الإيرادات النفطية تتجاوز 110%
- الكويت تكشف خطتها لزيادة إنتاج النفط إلى 3.5 مليون برميل يوميًا
اقرأ أيضًا..
- مصر تزود تركيا بـ 7 شحنات من الغاز المسال.. بعد سنوات من القطيعة
- حقل تندرارة بديل المغرب عن الغاز الجزائري.. ماذا تعرف عنه؟ (صور وفيديو)
- إيران تبدي رغبتها في الربط الكهربائي مع أذربيجان وروسيا