التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسية

خفض الاحتباس الحراري يتطلب تنفيذ 3 وعود مناخية

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • الحكومات وافقت على مضاعفة كمية الطاقة المتجددة المُولّدة بحلول عام 2030
  • الاستثمار العالمي في مصادر الطاقة المتجددة وصل إلى أكثر من تريليونَي دولار
  • أكثر من 160 حكومة وقّعت اسميًا على التعهد العالمي بخفض انبعاثات الميثان
  • إقناع البلدان باحتجاز غاز الميثان الناتج عن عمليات النفط والغاز يبدو أمرًا غير مرجّح

يتطلب خفض معدل الاحتباس الحراري العالمي زيادة كمية الكهرباء المولَّدة بالطاقة المتجددة وتقليل انبعاثات الميثان ورفع كفاءة الطاقة.

وأشار تحليل نُشر في قمة المناخ كوب 30 إلى أن الالتزام بـ3 وعود مناخية رئيسة -تتعلق بالطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة والحدّ من انبعاثات الميثان- سيُجنّب ارتفاعًا في درجة الحرارة العالمية بما يقارب درجة مئوية واحدة، ويمنح العالم أملًا في تجنّب انهيار مناخي.

ووافقت الحكومات على مضاعفة كمية الكهرباء المولَّدة بالطاقة المتجددة بحلول عام 2030، ومضاعفة كفاءة الطاقة العالمية بحلول ذلك الوقت، وإجراء تخفيضات كبيرة في انبعاثات الميثان، وفق أحدث متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة.

وإذا أوفت الحكومات بهذه الوعود -وهي ما تزال مُستبعدة، على الرغم من اجتماع الدول في محادثات أزمة المناخ في البرازيل هذا الأسبوع- فسيكون ذلك "تغييرًا جذريًا"، حيث سيُخفّض 0.9 درجة مئوية من الارتفاعات المُتوقعة في درجات الحرارة هذا القرن.

انبعاثات غازات الاحتباس الحراري

من شأن تحقيق جميع التدابير، بين دول مجموعة الـ20 وحدها، أن يقلل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية بمقدار 18 مليار طن في عام 2035، وهو ما يكفي لخفض معدل الاحتباس الحراري العالمي بمقدار الثلث في العقد المقبل، وخفضه إلى النصف بحلول عام 2040.

وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة تحليلات المناخ "كلايمت أناليتيكس" (Climate Analytics) -إحدى المؤسسات التي تقف وراء التقرير- بيل هير: "إذا حققت الحكومات هذا بحلول عام 2035، فسيكون ذلك بمثابة تغيير جذري".

وأوضح أن "هذا سيؤدي إلى إبطاء معدل الاحترار بسرعة في العقد المقبل، وخفض الاحتباس الحراري العالمي هذا القرن من 2.6 درجة مئوية إلى نحو 1.7 درجة مئوية".

مصفاة نفط مملوكة لشركة إكسون موبيل في مدينة باتون روج بولاية لويزيانا الأميركية
مصفاة نفط مملوكة لشركة إكسون موبيل في مدينة باتون روج بولاية لويزيانا الأميركية – الصورة من بلومبرغ

وهذا قريب من هدف الحدّ من الاحتباس الحراري العالمي إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهو جوهر اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015.

وأردف هير: "النتائج مذهلة حقًا، وستكون هذه أول تحسّن كبير، وخطوة كبيرة إلى الأمام".

من ناحية ثانية، يُعدّ وقف إزالة الغابات تعهدًا مناخيًا آخر لم يُوفَّ به بعد، وسيكون هذا ضروريًا لتجنب المزيد من التخفيض في "مصارف الكربون" العالمية، التي تمتص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتوازن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المتبقية من الوقود الأحفوري.

وأضاف هير أن هذه الأهداف قد تمّ التفاوض عليها، ويلزم الآن تنفيذها عمليًا: "ينصبّ تركيز قمة المناخ كوب 30 هذه على التنفيذ، لذا أرى أن على الأطراف المعنية المضي قدمًا في ذلك".

مضاعفة مصادر الطاقة المتجددة

جرى التعهد بمضاعفة مصادر الطاقة المتجددة 3 مرات ومضاعفة كفاءة الطاقة في قمة المناخ كوب 28 في دبي عام 2023.

ومنذ ذلك الحين، استمرّ الاستثمار العالمي في مصادر الطاقة المتجددة في الارتفاع، ليصل إلى أكثر من تريليونَي دولار العام الماضي، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، وهو ما يزيد على ضعف الاستثمار في الوقود الأحفوري.

وشهد قطاع الطاقة المتجددة في الصين تقدمًا كبيرًا، وحققت الهند أهدافها قبل 5 سنوات من الموعد المحدد، باستثمارات ضخمة في طاقة الشمس والرياح، حسب مصادر تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

مزرعة الرياح أوسترو إنرجي الخاصة في مدينة لاهوري بولاية ماديا براديش الهندية
مزرعة الرياح أوسترو إنرجي الخاصة في مدينة لاهوري بولاية ماديا براديش الهندية – الصورة من بلومبرغ

خفض انبعاثات الميثان

يبدو أن خفض انبعاثات الميثان ينطوي على صعوبات، فقد وقّعت أكثر من 160 حكومة اسميًا على التعهد العالمي بخفض انبعاثات الميثان، ومن المفترض أن تخفض انبعاثاتها من الغاز بنسبة 30% بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2020.

ولكن انبعاثات الميثان استمرت في الارتفاع، ووُجد أن العديد من الدول قد قللت من إنتاجها.

وحتى إقناع البلدان باحتجاز غاز الميثان الناتج عن عمليات النفط والغاز ــأو إغلاق مناجم الفحم المهجورة وآبار النفط لمنع تسرب غاز الميثان ــ يبدو أمرًا غير مرجَّح.

ورأى محللون أن روسيا والصين والولايات المتحدة تعدّ من بين أكبر المخالفين.

وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة تحليلات المناخ "كلايمت أناليتيكس"، بيل هير: "على الحكومات أن تبدأ فورًا بجميع الوعود".

وأضاف: "السؤال الحقيقي سياسي: هل تستطيع الحكومات مقاومة ضغوط صناعة الوقود الأحفوري، وهل ستوافق الدول الغنية على تسريع الدعم المالي للدول التي تحتاج إليه؟".

في قمة المناخ كوب 30 بمدينة بيليم البرازيلية، من المفترض أن تتوصل الحكومات إلى ردّ على حقيقة أن خططها الحالية لخفض الانبعاثات ستسمح بارتفاع درجات الحرارة إلى 2.5 درجة مئوية، بدلًا من 1.5 درجة مئوية التي التزمت بها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق