أخبار النفطرئيسيةنفط

فرض رسوم على واردات البنزين في نيجيريا.. ودانغوتي المستفيد الأكبر

بنسبة 15%

حياة حسن

أقرت حكومة أبوجا فرض رسوم جمركية على واردات البنزين في نيجيريا بنسبة 15%، لحماية مصافي النفط المحلية، في خطوة تجعل شركة دانغوتي المستفيد الوحيد، كما فرضت النسبة نفسها على واردات الديزل.

وأشار خطاب مُرسل إلى رئيس نيجيريا بولا تينوبو -اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- إلى أن الحكومة اقترحت فرض الرسوم الجمركية على واردات البنزين قبل نحو 20 يومًا، وتحديدًا في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025.

وشاركت في إعداد المقترح جهتان هما: مصلحة الضرائب الداخلية الفيدرالية، والهيئة النيجيرية لتنظيم قطاع النفط والغاز (نمدبرا)، وحصلتا على موافقة تينوبو في 21 من الشهر نفسه.

ووفقًا لوصف الخطاب المُرسل إلى تينوبو للرسوم الجمركية المُقترحة على واردات البنزين في نيجيريا والديزل، فهي ضرائب تصحيحية لا تستهدف الإيرادات، بل تهدف إلى تعزيز أمن الطاقة، وحماية صناعة تكرير النفط المحلية، واستقرار سوق المنتجات النفطية، وضمان الأسعار العادلة.

وكانت انتقادات مالك أكبر مصفاة نفط في أفريقيا، الملياردير النيجيري أليكو دانغوتي، قد تصاعدت مؤخرًا لعمليات استيراد البنزين، التي أغرقت السوق حسب وصفه، ما قد يشير إلى أنه وراء هذا القرار الذي يراه البعض سلبيًا بالنسبة إلى المستهلكين.

وتُعد مصفاة دانغوتي المُنتج الوحيد للبنزين في نيجيريا، كما أنها أكبر مصفاة للنفط في أفريقيا، في وقت تعاني فيه مصافي النفط الحكومية التدهور المتواصل منذ سنوات، لدرجة دفعت دانغوتي إلى الدعوة لخصخصتها (بيعها إلى القطاع الخاص).

الرسوم على واردات البنزين في نيجيريا

ترفع الرسوم الجمركية التي تقرر فرضها على واردات البنزين في نيجيريا بنسبة 15%؛ تكلفة اللتر بعد حساب التأمين والشحن بنحو 99.72 نايرا (0.7 دولارًا أميركيًا).

* (الدولار الأميركي = 1450 نايرا نيجيرية)

وأكد خطاب المُقترح الحكومي المُرسل إلى رئيس البلاد، أن هذه التكلفة لن تؤدي إلى زيادة الأسعار للمستهلكين، "وستظل مستقرة عند 964.72 نايرا للتر (0.62 دولارًا أميركيًا)، وهو ما يعني أنها ستظل أقل من متوسط الأسعار في المنطقة".

واختبرت نيجيريا أزمة حادة واحتجاجات شعبية واسعة، عقب تولي الرئيس الحالي بولا تينوبو، الحكم في مايو/أيار 2023، الذي أجرى إصلاحات اقتصادية، كان إلغاء دعم الوقود أبرزها، ما دفع أسعاره إلى الارتفاع بمقدار 3 أضعاف، وارتفعت معدلات تضخم أسعار الغذاء لترتفع بنسبة 40%.

وفي احتجاجات شعبية عارمة، قتلت الشرطة فيها 13 محتجًا في أغسطس/آب 2024، دعا المحتجّون الرئيسَ إلى التخلي عن بعض التعديلات، على رأسها إلغاء دعم الوقود، ورفعوا شعارات تطالب بـ"إنهاء سوء الإدارة في نيجيريا".

ومن المفترض أن يضع المستوردون قيمة الرسوم الجمركية في حساب مُخصص لذلك، ولن يُسمح بخروج الشحنات المستوردة قبل تقديم مستندات تفيد الدفع.

أليكو دانغوتي مالك مصفة نفط دانغوتي في نيجيريا
أليكو دانغوتي مالك مصفاة نفط دانغوتي في نيجيريا - الصورة من ماجور وافز إنرجي ريبورت

مصفاة دانغوتي

تدفع الرسوم الجمركية الجديدة على واردات البنزين في نيجيريا إلى ارتفاع تكلفة الاستيراد، كما تؤثر في تدفقات التجارة الإقليمية، رغم تراجع الواردات عقب تشغيل مصفاة دانغوتي بسعة 650 ألف برميل يوميًا.

وبدأ تطبيق القرار فور توقيع الحكومة، الذي جرى أمس الخميس 30 أكتوبر/تشرين الأول 2025، مع منح مدة سماح 30 يومًا للشحنات المُستوردة قبل التطبيق.

وأعلن مالك مصفاة دانغوتي أليكو دانغوتي، في 26 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، خطة لزيادة طاقة المصفاة إلى 1.4 مليون برميل يوميًا، وهي السعة المُقدرة في خطة الإنتاج الأولية، لكنه قرر تنفيذها أبكر من الموعد المحدد، وفسر ذلك بسبب رؤية سياسة "نيجيريا أولًا" الجديدة للرئيس تينوبو، التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على واردات المشتقات النفطية، وتوفير "مليارات الدولارات من العملات الأجنبية" التي كانت ستُنفق على واردات المنتجات.

وكان دانغوتي، الذي وصف تدفقات الوقود المستورد إلى منطقة غرب أفريقيا من مركز الاستيراد في لوم قبالة سواحل توغو، بأنها "إغراق"، قد دعا إلى تحويل مصادر الاستيراد إلى التكرير المحلي من خلال خصخصة مصافي التكرير الحكومية المتعثرة في نيجيريا أو الاستثمار في مصانع جديدة.

وقال أحد مالكي السفن لـ"آرغوس ميديا"، على هامش مؤتمر "أوه تي إل أفريكا" في لاغوس، إن الرسوم الجديدة ستزيد تكلفة شحنة بنزين تبلغ 20 ألف طن بنحو 2.4 مليار نايرا.

وأضاف أن التكلفة ستُمرر إلى المستهلكين، وقال: "هذه السياسة ليست لمساعدة المصافي المحلية، ولكنها عقاب آخر لمستهلكي مشتقات النفط النهائيين".

وأكد المدير العام لشركة "كاش إنتغراتد سيرفيس" فيكتور ثوماس، في المؤتمر نفسه، أن الرسوم الجمركية ستقلل عدد السفن والشحن في المواني، ما يضعف إيرادات هيئتي المواني والشؤون البحرية النيجيرية، ويقلل فرص عمل إجراءات الصيانة.

غير أن مديرًا سابقًا في هيئة الشؤون البحرية استبعد حدوث ذلك.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق