فواتير الكهرباء المرتفعة.. كيف تسيطر عليها بطرق بسيطة؟ خبير طاقة يرد (خاص)
محمد عبد السند

تبقى فواتير الكهرباء على رأس البنود التي تشغل بال المواطنين، لما قد تمثله من ضغوط على موازنات الأسر، لا سيما خلال أشهر الصيف الحارة التي لا يتوقف خلالها تشغيل أجهزة التكييف كثيفة الاستهلاك للطاقة.
ومن هذا المنطلق يبدأ البحث خارج الصندوق عن طرق لترشيد استهلاك الكهرباء في المنازل؛ وهو ما يتيح الاستفادة القصوى من الأجهزة الكهربائية مع الحفاظ على كفاءتها وإطالة عمرها التشغيلي.
وفي تصريحات أدلى بها إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تحدّث النائب الأول لشعبة الطاقة المستدامة في الغرفة التجارية بالقاهرة، رئيس لجنة الطاقة في جمعية مجلس علماء مصر المهندس حاتم الرومي، عن كيفية السيطرة على فواتير الكهرباء على نحو يوفّر المال المهدر جراء ارتفاع استهلاك الطاقة.
وركز على الطريقة المُثلى لتشغيل أجهزة التكييف، وكيفية التعامل مع الأجهزة الإلكترونية التي لا يمكن الاستغناء عنها في الحياة اليومية، ونوعية المصابيح الموفرة للطاقة.
أجهزة التكييف
حذّر الرومي من أن ثمة بعض السلوكيات المنزلية الشائعة التي تؤدي إلى ارتفاع فواتير الكهرباء، من بينها استعمال أجهزة التكييف في الغرف دون عزل، أو حتى وجود فراغات أسفل الأبواب أو النوافذ؛ ما يرفع استهلاك الطاقة.
وأكد أهمية تشغيل أجهزة التكييف عند درجة حرارة 24 أو 25، موضحًا أن هذا يجعل الجهاز يعمل على مدد متباعدة؛ ما يساعد في توفير أكثر من نصف الكهرباء.
وتابع: "لا داعي لتشغيل تلك الأجهزة عند درجة حرارة 18 أو خلافه".
وأشار الرومي إلى أن الفرق بين تشغيل أجهزة التكييف عند درجة حرارة تتراوح بين 18 و24، يمكن أن يزيد استهلاك الكهرباء في الجهاز بنسبة 30%.
وواصل حديثه عن طرق ترشيد فواتير الكهرباء عند تشغيل أجهزة التكييف، قائلًا إنه من المهم كذلك التأكد من غلق الستائر في الغرف المركبة بها تلك الوحدات؛ ما يقلّل العبء عليها عبر الحفاظ على برودة الغرفة، وبالتالي خفض استهلاك الطاقة.
وأوضح أن ترك الستائر مفتوحة من الممكن أن يسمح لضوء الشمس بالتسلل إلى الغرفة عبر النافذة المغلقة؛ ما قد يتسبّب في تسخين الغرفة وزيادة استهلاك الكهرباء.

غلاية الماء
تطرّق المهندس حاتم الرومي، في حديثه، إلى سلوكيات فردية أخرى في المنزل تُسهم في رفع فواتير الكهرباء مثل غلاية الماء، موضحًا أن وضع مياه زائدة في تلك الوحدات يزيد على الاحتياجات الشخصية أو حتى تكرار غلي المياه في الجهاز، يؤديان إلى استهلاك 10 أضعاف الكهرباء إلى جانب التفاعلات الكيميائية الضارة الناتجة عن تلك العملية.
كما سلّط الضوء على عادات شائعة أخرى في المنازل، ترفع فواتير الكهرباء مثل ترك فيشة الأجهزة الكهربائية في المقبس حتى عند غلق تلك الوحدات؛ مثل أجهزة الكمبيوتر والحواسيب المحمولة "اللابتوب"؛ ما يتسبب بهدر الكثير من الكهرباء.
وأوضح خبير الطاقة أن عدم انتزاع الفيشة من المقبس يجعل الجهاز مستمرًا في استهلاك الكهرباء بنسبة 15%.
كما أوصى بضرورة وضع الأحمال المناسبة في الثلاجة، لضمان دوران الهواء بصورة جيدة والحفاظ على كفاءة استهلاك الكهرباء، إلى جانب استعمال مصابيح الإنارة الموفرة للطاقة من النوع LED.

استهلاك المياه
في تصريحاته إلى منصة الطاقة، تحدّث حاتم الرومي عن دورة استهلاك المياه ودورها في ترشيد فواتير الكهرباء، مؤكدًا أن "توفير استهلاك المياه يعني ترشيدًا في استهلاك الطاقة".
وتابع: "كلما وفرنا في استهلاك المياه، زاد ترشيدنا لفاتورة الكهرباء".
ولفت إلى أن الرحلة التي تقطعها المياه قادمةً من نهر النيل حتى تصل إلى المنازل تشهد استهلاكًا لكميات ضخمة من الكهرباء المستعمَلة في عملية المعالجة، وصولًا إلى محطة الرفع ثم الخزانات العلوية ،وانتهاءً باستعمال مواتير رفع المياه في المنازل، وتسخينها عند الحاجة.
واستطرد الرومي: "ثم تأتي مرحلة معالجة مياه الصرف، التي تستهلِك هي الأخرى كميات كبيرة جدًا من الكهرباء".
وتابع: "وبناءً عليه فإن ترشيد استهلاك كل نقطة مياه يُعد واجبًا وطنيًا؛ إذ إنه يوفّر كهرباء يمكن توجيهها إلى أغراض أخرى".
وأتم تصريحاته بقوله: "ترشيد استهلاك المياه يجنّبنا اللجوء إلى تحلية مياه البحر شديدة الاستهلاك للطاقة".
موضوعات متعلقة..
- فواتير الكهرباء في أميركا قد ترتفع إلى 173 دولارًا
- الطلب على الكهرباء في أميركا.. كيف يضر انخفاضه اقتصاد البلاد؟ (تقرير)
- معدل إغلاق محطات الكهرباء في أميركا سيرتفع 65% خلال 2025
اقرأ أيضًا..
- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي تهبط 430 مليون متر مكعب خلال النصف الأول
- المعادن الأرضية النادرة.. مدينة أوروبية قد تكسر الاحتكار الصيني
- اكتشاف نفطي في بحر الشمال باحتياطيات تصل إلى 134 مليون برميل