قطاع التعدين في مالاوي يجذب الشركات العالمية.. 30 مليار دولار قد تقلب الموازين
محمد عبد السند

- يتسارع نمو وتيرة قطاع التعدين في مالاوي
- يسهم قطاع التعدين بنحو 3.5% فقط من الدخل القومي لمالاوي
- توقعات ببلوغ إيرادات التعدين في مالاوي 3 مليارات دولار بحلول 2034
- المعادن الأرضية النادرة في مالاوي تكتسب زخمًا متصاعدًا
- يعيش ما يقرب من 3 أرباع سكان مالاوي في فقر مدقع
ينمو قطاع التعدين في مالاوي بوتيرة سريعة خلال السنوات الأخيرة، عبر استقطاب الشركات العالمية الراغبة في استغلال الثروات التعدينية البكر في البلاد، التي تعوّل حكومتها على تلك الصناعة الإستراتيجية في تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة، وفق أحدث متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويسهم قطاع التعدين حاليًا بنحو 3.5% فقط من الدخل القومي لمالاوي، غير أنه قد يحقق صادرات تصل إلى 30 مليار دولار خلال المدة بين عامي 2026 و2040 إذا استغلت البلاد الطلب المتنامي على "المعادن الخضراء" مثل الغرافيت والتيتانيوم.
وبمقدور الحكومة أن تضع إطارًا حديثًا يلائم قطاع التعدين في مالاوي، بما يضمن زيادة جاذبيته بالنسبة لرؤوس الأموال الأجنبية، وتعزيز الإيرادات المحلية، ويضمن توزيعًا واسعًا وعادلًا للفوائد المتحققة من النشاط.
لكن على الرغم من تلك الإمكانات الواعدة في صناعة التعدين المالاوية، ما يزال هناك ما يقرب من 3 أرباع سكان البلاد، البالغ عددهم 24 مليون نسمة، يعيشون في فقر مدقع.
إيرادات مليارية
من الممكن أن يحقق قطاع التعدين في مالاوي ما يصل إلى 30 مليار دولار عبر الصادرات خلال المدة بين عام 2026 و2040، مع تحقيق إيرادات سنوية متوقعة تلامس 3 مليارات دولار بحلول عام 2034، وفق تقديرات البنك الدولي.
ويتوقع البنك الدولي أن يمثّل قطاع الصادرات المعدنية في مالاوي 12% من الناتج المحلي في البلاد بحلول عام 2027، بدعم من المشروعات الجديدة وتوسيع مبادرات الإنتاج الحالية.
ومع استمرار آفاق نمو قطاع التعدين في مالاوي، سيكون مؤتمر "أسبوع التعدين الأفريقي" المقبل -المقرر انعقاده في مدينة كيب تاون الجنوب أفريقية- بمثابة منصة رئيسة لتعزيز التواصل بين أصحاب المصلحة في مالاوي والهيئات التنظيمية والمستثمرين العالميين؛ ما يعزز التدفقات الاستثمارية والتعاون الإستراتيجي لتسريع وتيرة التنمية في البلد الواقع شرق أفريقيا..

مشروعات استكشاف وإنتاج
حققت مالاوي منجزات تنموية في قطاع التعدين خلال العام الجاري، مع تنفيذ شركاء عالميين مشروعات استكشاف وإنتاج تتوافق مع إستراتيجية التعدين والزراعة والسياحة في البلاد، التي تستهدف جذب استثمارات جديدة لتحقيق النمو الاقتصادي.
وفي شهر فبراير/شباط الفائت، نجحت شركة لوتس ريسيورسيز (Lotus Resources) الأسترالية في تأمين تمويلات قوامها 38.5 مليون دولار من بنوك جنوب أفريقية أمثال فيرست كابيتال بنك وستاندارد بنك لصالح مشروع منجم كايليكيرا يورانيوم (Kayelekera Uranium) شمال مالاوي.
ولا يدعم هذا التمويل الجاهزية التشغيلية للمشروع المذكور فحسب، بل إنه يعزز مكانة مالاوي بصفتها منتِجًا تنافسيًا لليورانيوم وسط تزايد الطلب العالمي على المعدن الإستراتيجي المستعمَل في المفاعلات النووية.
كما تمثّل التمويلات المذكورة التي تستعملها لوتس ريسيورسيز في شراء المعدّات، إنجازًا ضخمًا للمشروع قبيل إعلان مستهدفات الإنتاج للشركة خلال الربع الـ3 من العام الجاري.
وتراقب شركة صافرين ميتالز (Sovereign Metals) التي تدعمها شركة ريو تينتو عن كثب مشروع كاسيا الروتيل -الغرافيت (Kasiya Rutile-Grafite) الذي يحتضن أكبر مورد للروتيل في العالم، وثاني أكبر احتياطي غرافيت في العالم، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
والروتيل معدن من التيتانيوم يُستعمَل في تصنيع السيراميك والزجاج والخزف المقاوم للحرارة.
وأكد اختبار أجرته الشركة في شهر فبراير/شباط الفائت ملاءمة المنجم للتطبيقات المقاومة للحرارة، بينما توقعت دراسة جدوى نُفِّذت في شهر يناير/كانون الثاني (2025) أن تلامس إيرادات المشروع 16.4 مليار دولار.
وفي الوقت الذي تبحث فيه الأسواق العالمية بشكل متزايد عن مصادر مستدامة ذات جودة عالية من الروتيل، فإن مشروع كاسيا الروتيل-الغرافيت مؤهل جيدًا لكي يصبح موردًا مهمًا يسدّ الاحتياجات الصناعية المتزايدة إلى جانب احتياجات الطاقة الخضراء.
ومع تخصيص 665 مليون دولار لتطويره، فإنه من المتوقع أن يصبح مشروع كاسيا الروتيل-الغرافيت رافدًا كبيرًا لإيرادات مالاوي.

المعادن الأرضية النادرة
في قطاع المعادن الأرضية النادرة، تتطلع شركة لينديان ريسورسيز (Lindian Resources) لجذب شركاء استثمار جدد لمشروعها الذي يحمل اسم كانغانكوندي رير إيرث (kangankunde Rare Earth)، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ومنحت الشركة مؤخرًا عقدًا بقيمة 1.3 مليون إلى شركة المقاولات البرتغالية موتا إنغيل (Mota-Engil) لتطوير البنية التحتية وتنفيذ الأعمال المدنية وتبكير الجداول الزمنية للمشروع.
وبينما تؤدي العناصر الأرضية النادرة دورًا حاسمًا في الصناعات المتطورة تقنيًا، والطاقة النظيفة والتطبيقات الدفاعية، يعزز هذا المشروع مكانة مالاوي في سلسلة الإمدادات العالمية.
وفي يناير/كانون الثاني (2025)، أسست شركتا كولا غولد (Kula Gold) وأفريكان رير ميتالز (African Rare Metals) مشروعًا مشتركًا لمشروع وزي نيوبيوم (Wozi Niobium) لتسريع تطوير المشروع عبر الخبرات ورؤوس الأموال المشتركة.
وتقدَّم المشروع المشترك بطلب للحصول على ترخيص للاستكشاف، مع خطط لبدء برنامج الحفر البالغة قيمته 100 ألف دولار، إلى جانب الأعمال الميدانية والحصول على العينات وفحصها خلال الربع الثاني من العام الحالي.
ونظرًا إلى الطلب المتنامي على النيوبيوم في إنتاج الصلب، يستعد المشروع لتحقيق عائدات أجنبية ضخمة لمالاوي.
ووسط كل تلك التطورات في قطاع المعادن في مالاوي، سيتيح مؤتمر "أسبوع التعدين الأفريقي" منصة لإبرام الصفقات والشراكات؛ ما يسهم بربط صناعة التعدين في البلاد بالمستثمرين العالميين.
ومع التركيز المتزايد على تأمين إمدادات معدنية موثوقة لتسريع جهود تحول الطاقة، تتيح الرواسب الغنية بمعادن اليورانيوم والغرافيت والنيوبيوم، والعناصر الأرضية النادرة، فرصةً ذهبيةً للأصحاب المصلحة الدوليين الباحثين عن شراكات مستقرة طويلة الأجل.
موضوعات متعلقة..
- المغرب يقود طفرة صناعة السيارات الكهربائية والبطاريات في شمال أفريقيا (تقرير)
- المعادن الأرضية النادرة في أفريقيا.. مارد يهدد احتكار الصين (تقرير)
- لعنة الوقود الأحفوري تصيب المعادن النادرة.. كم دعوى حقوقية في 12 عامًا؟ (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- في دولة عربية.. حكاية 4 آبار مهدت الطريق لاكتشاف 267 مليار برميل نفط
- تفكيك أول مفاعل نووي بحثي في أستراليا بعد 70 عامًا من التشغيل
- طاقة الرياح في أوروبا قد تُضيف 187 غيغاواط بحلول 2030
المصدر:
1.قطاع التعدين في مالاوي هدف للشركات العالمية من منصة إنرجي كابيتال أند باور