التقاريرحقول النفط والغازرئيسيةسلايدر الرئيسيةموسوعة الطاقة

رورد النص.. ماذا تعرف عن ثاني أكبر حقول الغاز في الجزائر؟

هبة مصطفى

تملك الجزائر عددًا من حقول الغاز الواعدة، من بينها حقل غاز رورد النص، الذي تعتمد عليه الدولة الأفريقية لزيادة الإنتاج المحلي والتوسع في الصادرات.

ووفق قاعدة بيانات النفط والغاز الجزائرية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يقترب اكتشاف الحقل من إكمال 45 عامًا من عمره، ويعدّ ثاني أكبر حقول الغاز في الجزائر.

وتدعم حقول الغاز الجزائرية خطة البلاد لزيادة الصادرات، خاصة إلى أوروبا التي استغنت تدريجيًا عن الغاز الروسي عقب اندلاع الحرب الأوكرانية، إذ وقّعت إيطاليا وإسبانيا وألمانيا اتفاقيات لتعزيز المشتريات من الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، التي تمثّل حاليًا نحو 14% من إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز عبر خطوط الأنابيب والغاز الطبيعي المسال.

وتتبنى شركة سوناطراك إستراتيجية واضحة لتطوير مواردها وزيادة الإنتاج، بما يسمح لها بتلبية الطلب المحلي وزيادة شحنات التصدير، إذ تهدف لرفع إنتاجها من الغاز إلى 200 مليار متر مكعب سنويًا "على المدى المتوسط"، مقابل إنتاج حالي بـ137 مليار متر مكعب.

معلومات عن حقل رورد النص

بدأ حفر أولى آبار حقل رورد النص الجزائري في ستينيات العام الماضي، إلى حين إعلانه اكتشافًا عام 1980، ويخضع الحقل حتى الآن للتشغيل والتطوير من قبل شركة سوناطراك، بحصّة قدرها 100%.

ويُصنَّف الحقل ضمن الحقول البرية الزاخرة بموارد الغاز الطبيعي والمكثفات، إذ تصل احتياطياته المؤكدة إلى 13 تريليون قدم مكعبة، طبقًا لمنصة بارل فول (A Barrel Full).

مرافق تابعة لشركة سوناطراك الجزائرية
مرافق تابعة لشركة سوناطراك الجزائرية - الصورة من Petrofac

وإضافة إلى اسم (حقل غاز رورد النص)، يُطلق على الحقل -أيضًا- اسم (رورد نوس Rhourde Nouss)، ووُصف في بعض الأحيان بأنه ثاني أكبر مشروعات الغاز في الجزائر، بعد تطوير حقل حاسي الرمل.

ويقع الحقل في المنطقة الوسطى الشرقية للبلاد التي تضم مشروعات فرعية منها: (رورد نوس جنوب، رورد نوس شرق، رورد عدرا، رورد عدرا جنوب)، غير أن تطوير هذه المناطق لم يسر على قدم المساواة.

ويسهم حقل غاز رورد النص للغاز التقليدي بنحو 6% من احتياطيات الجزائر من الغاز، وحقق ذروة إنتاجية عام 2014، وفق موقع أوفشور تكنولوجي (Offshore Technology).

ويبعد الحقل الناضج عن جنوب حاسي مسعود مسافة 200 كيلومتر، ويكتسب أهمية كبرى في إنتاج المكثفات، طبقًا لمعلومات وود ماكنزي (Wood Mackenzie).

حقول الغاز في الجزائر

قفز إنتاج حقل غاز رورد النص، إلى 1.08 مليار قدم مكعبة يوميًا عام 2022، وبوصفه ثاني أكبر حقول الغاز في الجزائر، تُشير المعلومات إلى أن إنتاجه سيستمر إلى ما بعد منتصف القرن الجاري، بحلول عام 2056.

وبموجب تقديرات متوسط الإنتاج الآونة الماضية، يمكن القول بأنه تمّت الاستفادة من 74% من موارد الحقل القابلة للاستخراج، طبقًا لما نشره موقع إنرجي كابيتال أند باور (Energy Capital & Power) عام 2023.

ولتوضيح مدى أهمية الحقل لقطاع الغاز في الجزائر، كشفت المعلومات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) أن الحقل متّصل بمركز المعالجة الرئيس للبلاد الواقع في نطاق حاسي الرمل، أكبر حقول الغاز في الجزائر.

ويرتبط حقل رورد النص -الواقع في مدينة ورقلة بإقليم إليزي- بمركز المعالجة عبر خط أنابيب يطلق عليه جي آر 4 (GR4)، وينتمي الحقل إلى تكوينات العصر الترياسي، بعمق برّي يمتد إلى 9.850 قدمًا تحت سطح الأرض.

ويوضح الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم إنتاج الجزائر من الغاز الطبيعي، خلال المدة من عام 2022 حتى 2024:

إنتاج الجزائر من الغاز الطبيعي

أهمية الحقل للجزائر

يشكّل حقل غاز رورد النص أهمية كبرى للجزائر، إذ يعدّ ثاني أكبر حقول قطاع الغاز بعد حقل حاسي الرمل الأكبر في قارة أفريقيا بالكامل، وبإسهامه بحصّة قدرها 6% من احتياطيات البلاد، قد يعزز خطط التصدير خاصة لأوروبا.

وتوسّع قطاع الغاز في الجزائر في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا -في فبراير/شباط 2022، إذ فرضت دول الاتحاد الأوروبي عقوبات أدت إلى وقف تلقّيها إمدادات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب.

وتفاقم الأمر تدريجيًا إلى أن قفزت الأسعار لمستويات قياسية، ودفعت مستويات الطلب نحو اللجوء للسوق الفورية، مع التخطيط لفتح منافذ بديلة (كانت الجزائر أبرزها من خارج القارة العجوز) يمكنها توفير إمدادات إضافية تؤمن الطلب.

وربما كانت الجزائر الاختيار الأمثل لأوروبا من بين دول الشمال الأفريقي، لموقعها الجغرافي القريب نسبيًا، ما يسهّل عملية الربط عبر خطوط الأنابيب، أو حتى لنقل الغاز المسال.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق