منجم السكري.. القصة الكاملة لأكبر مواقع الذهب في مصر بعد صفقة الاستحواذ
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- مصر تحصل على 50% من أرباح منجم السكري لإنتاج الذهب.
- إجمالي إنتاج السكري بلغ 5.8 مليون أوقية منذ بدء التشغيل.
- احتياطيات منجم السكري تكفي لمواصلة الإنتاج لـ13 عامًا.
- من المخطط زيادة إنتاج المنجم إلى 500 ألف أوقية.
بالنظر إلى حجم احتياطيات الذهب وإنتاجه في منجم السكري؛ فإنه يُعَد عنصرًا رئيسًا في تحقيق مستهدفات مصر بقطاع التعدين، فضلًا عن كونه عامل جذب للشركات العالمية لدخول السوق المصرية، وهو ما تجلّى في صفقة الاستحواذ على شركة سنتامين المشغلة للمنجم، المعلنة مؤخرًا.
وتستهدف مصر زيادة إسهام قطاع التعدين بالناتج القومي إلى 5% بدلًا من 1% في الوقت الراهن، وتتضمّن الوصول بإنتاج الذهب إلى 800 ألف أوقية و30 مليون طن من المعادن الأخرى بحلول عام 2030، وفقًا للبيانات التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وتحتضن مصر العديد من الثروات التعدينية، ويأتي في مقدمتها الذهب باحتياطيات تصل حاليًا إلى 7.3 مليون أوقية، بالإضافة إلى النحاس والفضة والزنك والبلاتينيوم ومعادن أخرى ثمينة وتقليدية.
وتوضح أرقام حكومية -اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة- أن إنتاج مصر من الذهب بلغ العام المالي الماضي -يبدأ في يوليو/تموز وينتهي في يونيو/حزيران- نحو 560 ألف أوقية من الذهب، بالإضافة إلى 17.5 مليون طن من المعادن الأخرى.
منجم السكري وتطورات تبرهن جاذبية القطاع
تعُد الحكومة المصرية منجم السكري نموذجًا متطورًا للاستثمار التعديني، مع استهداف البلاد -من خلال طروحات أخرى- جذب العديد من الشركات العالمية إلى قطاع التعدين.
ويُدار المنجم بصورة مشتركة بين مصر وشركة سنتامين الأسترالية، بناءً على اتفاقية موقّعة عام 1994 بين هيئة الثروة المعدنية والشركة الفرعونية لمناجم الذهب، التي استحوذت عليها بعد ذلك شركة سنتامين.
وتقرر في مايو/أيار 2005، إنشاء شركة السكري لمناجم الذهب ذات رأسمال مشترك بين الهيئة التابعة لوزارة البترول والثروة المعدنية المصرية وسنتامين، لتتولى إدارة المنجم الواقع بمنطقة امتياز تبلغ مساحتها 160 كيلومترًا مربعًا.
وفي مطلع سبتمبر/أيلول 2024، قررت شركة "أنغلو غولد أشانتي" الجنوب أفريقية الاستحواذ على شركة سنتامين في صفقة تبلغ 2.5 مليار دولار، لتحصل بموجبها على حق إدارة منجم السكري وتشغيله.
وجاءت الصفقة بعد تقارير عن تعرض شركة سنتامين لأزمة ناتجة عن خروج شركة "راند غولد" التي اندمجت مع "باريك غولد"، بالإضافة إلى خروج عدد من شركات تعدين الذهب الروسية، بعد غزو موسكو لأوكرانيا، وفقًا لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
ومع إتمام صفقة الاستحواذ على سنتامين المالكة لمنجم السكري بالشراكة مع مصر، ستمتلك شركة أنغلو غولد القدرة على إنتاج نحو 3 ملايين أوقية من الذهب سنويًا، لتضعها في المركز الرابع عالميًا بقائمة أكبر الشركات المنتجة للذهب، بحسب تقديرات وكالة رويترز.
هل تؤثر صفقة الاستحواذ في حصص مصر؟
عدّت وزارة البترول والثروة المعدنية صفقة الاستحواذ بمثابة شهادة على ثقة الشركات العالمية بمناخ الاستثمار المصري، ودليل قاطع على نجاح سياسة جذب الاستثمارات الأجنبية، متوقعة إقبالَ أكثر من شركة عالمية للعمل في البلاد بعد تلك الخطوة.
وتؤكد أن حقوق الدولة المصرية من إنتاج السكري لن تتأثر بصفقة الاستحواذ؛ إذ تظل أحكام اتفاقية الالتزام الصادرة بموجب القانون رقم 222 لسنة 1994 هي السارية بجميع بنودها، والتي تحكم العلاقة بين مصر ممثلة في هيئة الثروة المعدنية، وسنتامين.
وبناءً على الاتفاقية المشتركة بين الهيئة وسنتامين، تحصل مصر على 50% من أرباح المنجم، و3% إتاوة من صافي مبيعات المنجم.
وحصلت الحكومة العام الماضي على أرباح تصل إلى 139 مليون دولار من منجم السكري وفقًا لاتفاقية تقاسم الأرباح، في حين ضخّت سنتامين بصورة غير مباشرة نحو 686 مليون دولار في الاقتصاد المصري من خلال التوظيف والمشتريات المحلية.
وفي الربع الأول من العام الجاري (2024)، بلغ نصيب مصر من أرباح منجم السكري نحو 6 ملايين دولار في صورة إتاوات تحصل عليها، وفق البيانات التي حصلت عليها وحدة أبحاث الطاقة.
وبما أن شركة السكري التي تدير المنجم تشكّلت من خلال رأسمال مشترك بين هيئة الثروة المعدنية والفرعونية لمناجم الذهب بنسبة 50% لكل منهما؛ فإنه لن يترتب على الاستحواذ أي تأثير في الشركة القائمة بالعمليات، وستستمر في أداء عملها دون أي تعديل وفقًا لأحكام اتفاقيات الامتياز.
ومن بين أسباب عدم الحصول على موافقة مصر بشأن الصفقة، أرجعت وزارة البترول ذلك إلى أنها بين شركتين عالميتين مدرجتين بالبورصة؛ إذ تتداول سنتامين في بورصة لندن، وشركة "أنغلو غولد أشانتي" في بورصة نيويورك، بالإضافة أن الاستحواذ يشمل جميع أسهم سنتامين.
إنتاج منجم السكري من الذهب
تشير آخر التقديرات الحكومية الصادرة في أغسطس/آب الماضي، إلى أن إجمالي إنتاج منجم السكري بلغ 5.8 مليون أوقية منذ بدء الإنتاج.
وكان السكري، الذي يبعد نحو 30 كيلومترًا عن مدينة مرسى علم ويحتوي على احتياطيات هائلة من المعدن الأصفر، قد بدأ إنتاج الذهب في عام 2010.
وارتفعت احتياطيات منجم السكري إلى 5.8 مليون أوقية من الذهب، لتكفي مواصلة الإنتاج لمدة 13 عامًا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وفي مقابل ذلك، انخفض إنتاج السكري من الذهب إلى 104.82 ألف أوقية خلال المدة من يناير/كانون الثاني حتى نهاية مارس/آذار 2024، مقابل 105.87 ألف أوقية في الربع الأول من العام الماضي، و128.12 ألف أوقية في الربع الأخير من 2023.
وكان إجمالي إنتاج المنجم قد ارتفع العام الماضي إلى 450.05 ألف أوقية، مقابل 440.97 ألف أوقية خلال العام السابق له، بعد تراجعه الملحوظ في عام 2021 إلى 415.37 ألف أوقية، مقابل 452.32 ألف أوقية من الذهب في عام 2020.
ويستعرض الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- إنتاج منجم السكري منذ عام 2015 حتى 2023:
وتستهدف الشركة المشغلة لمنجم السكري عودة إنتاجه إلى مستوى 500 ألف أوقية من الذهب سنويًا مرة أخرى، وهو ما تخطاه في عامي 2016 و2017 إذ بلغ إنتاجه 551.03 ألف أوقية، و544.65 ألف أوقية على الترتيب.
وتتوقع سنتامين أن يصل إنتاج منجم السكري إلى ما بين 470 ألفًا و500 ألف أوقية خلال العام الجاري (2024).
الطاقة الشمسية تغذي منجم السكري
في مارس/آذار 2023، افتتحت وزارة البترول المصرية محطة الطاقة الشمسية بمنجم السكرى بقدرة توليد للكهرباء تصل إلى 36 ميغاواط؛ بهدف ترشيد النفقات والحفاظ على استدامة إنتاج المنجم.
وتتضمّن المحطة نظامًا لتخزين البطاريات بسعة 7.5 ميغاواط لتغذية المنجم الواقع في منطقة الصحراء الشرقية والتي تعد أعلى منطقة تشهد إشعاعًا شمسيًا يصل إلى 10 ساعات يوميًا.
ومن ميزات محطة الطاقة الشمسية أنها تسهم في تقليل استهلاك الوقود بمنجم السكري بمعدل يصل إلى 22 مليون لتر سنويًا، كما تعمل على منع انبعاث 60 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
موضوعات متعلقة..
- منجم السكري.. مصر تترقب قفزة ضخمة تدعم اقتصادها في 2024
- الشركة المالكة لمنجم السكري للذهب في مصر تترقب صفقة استحواذ ضخمة
- مناجم الذهب في مصر.. استكشافات متواصلة تلاحق احتياطيات واعدة
اقرأ أيضًا..
- تقرير يكشف توقعات الطلب على الغاز في الشرق الأوسط وأفريقيا
- صناعة النفط والغاز في الجزائر ستظل داعمة لأوروبا.. والطاقة المتجددة سلاح دبلوماسي
- التشاؤم يسود توقعات الطلب على النفط عالميًا (تقرير)
- أنس الحجي: الطلب على النفط لا يتأثر بانتشار السيارات الكهربائية