أسواق الغاز المسالالتقاريرتقارير الغازرئيسيةغاز

الغاز المسال القطري أكثر موثوقية في آسيا.. وفرص الأميركي أقل

هبة مصطفى

يكتسب الغاز المسال القطري موثوقية لدى المشترين في السوق الآسيوية؛ ما عزّز حسمه المنافسة لصالحه مع نظيره الأميركي.

نُوقش ذلك على هامش فعاليات مؤتمر "أبيك 24" لدول آسيا والمحيط الهادئ الذي تنظمه مؤسسة ستاندرد آند بورز، وانعقد في سنغافورة لمناقشة مستجدات الأسواق خلال المدة من 9 إلى 12 سبتمبر/أيلول الجاري.

ووفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) للتقارير الصادرة عن المؤتمر، رجح المشترون الآسيويون عقود الغاز المسال المرنة القادرة على مواجهة تقلبات السوق، وتعديل الأحجام المتعاقد عليها وفق معدل الطلب.

وتطرّق المشاركون في المؤتمر إلى متغيرات سوق الغاز المسال الدولية مؤخرًا، ومن بينها النمو اللافت للنظر لأسطول الظل لناقلات الغاز المسال الروسي.

الغاز المسال القطري.. أم الأميركي؟

فاز الغاز المسال القطري بثقة المشترين في السوق الآسيوية، بعد تقييم قوي للتداول مقارنة بالأميركي.

وتكتسب الإمدادات القطرية موثوقية أعلى، رغم ما أبدته العقود الأميركية من مرونة عدم التقيد بوجهة محددة للصادرات، وفق تفاصيل المؤتمر التي نشرها موقع إس آند بي غلوبال (S&P Global).

ويقارن الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- بين صادرات الغاز المسال القطري، خلال عام 2023 والعام الجاري:

صادرات قطر من الغاز المسال على أساس ربعي

ويبدو أن قرار الرئيس الأميركي جو بايدن -المعلن نهاية يناير/كانون الثاني مطلع العام الجاري 2024- بتعليق تراخيص مشروعات الغاز المسال الجديدة، كان له أثر سلبي في موثوقية المشترين الآسيويين؛ ما عزّز موقف إمدادات قطر.

وعزّزت التوسعات التي تشهدها المشروعات القطرية من توقعات إسهامها بربع الإنتاج العالمي من الغاز المسال، بحلول عام 2030، حسب تقرير نشرته بلومبرغ في مارس/آذار الماضي.

وتُسهم قطر بحصة في واردات عدد من الدول الآسيوية من الغاز المسال، من بينها: الصين، واليابان، والهند، وبنغلاديش، وباكستان، وكوريا الجنوبية، وتايلاند، كما حلّت في مرتبة ثالث أكبر مُصدر عالمي خلال العام الماضي، تراجعًا من موقع أكبر المصدرين عام 2022.

عقود مرنة

رجّح المشاركون في فعاليات مؤتمر "أبيك 2024" استعمال العقود المرنة في اتفاقيات الغاز المسال بالقارة، لما توفره هذه العقود من ضمان لأمن الإمدادات، وقابلية لتعديل الأحجام وفق قوة الطلب أو ضعفه.

ومن جانب آخر، تؤمّن هذه العقود الإمدادات، في ظل مخاوف نقص المصادر البديلة للوقود ومواصلة خطط تحول الطاقة وتقلبات السوق.

ووفّرت العقود المرنة للتجار إمكان تقديم خدمات نقل للشحنات، لجلب مزيد من المكاسب.

وتمنح هذه العقود صلاحيات التحوط من المخاطر لمحطات ومرافق الكهرباء المعتمدة على الغاز، التي تعاني السياسات غير الواضحة خلال رحلة تحول الطاقة وخفض الكربون.

وتنعكس المزايا السابق ذكرها إيجابًا على المشترين الآسيويين، ورغم أن هذه الميزات تنطبق تمامًا على عقود الغاز المسال الأميركي فإن العملاء انتابتهم حالة من عدم اليقين تجاهها، ما عزاه محللون إلى فارق أسعار هذه العقود.

وقالت نائبة رئيس شركة سي بي سي (CPC) التايوانية الحكومية للنفط والغاز، جين لياو، إن المشتري الآسيوي يفضّل الموردين التقليدين -في إشارة إلى عقود الغاز المسال القطري- أكثر من موردي أميركا.

ويرصد الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز الأسواق المستقبلة لشحنات الغاز المسال القطري في النصف الأول من 2024:

الدول المستقبلة لصادرات قطر من الغاز المسال في النصف الأول

تعامل موثوق

برّرت جين لياو استنادها بنظرة المشترين إلى حجم الصادرات الأميركية إلى أوروبا الآخذة في النمو؛ ما يجعل المشتري الآسيوي يفضّل التعاون طويل الأمد مع الشركات الموثوقة.

وأشارت لياو إلى أن التعامل مع موّرد موثوق وتقليدي يتيح مناقشة التحديات التي تواجه المشترين -خلال التوريد- مع البائع، على عكس النهج الأميركي القائم على شراء الغاز الطبيعي المحلي وإسالته وبيعه.

وبعد تقييم مزايا التداولات وعيوبها، انحاز المشتري الآسيوي -وفق محللين- إلى موثوقية إمدادات الغاز المسال القطري، مقابل نظيرتها الأميركية.

ولفت نائب الرئيس التنفيذي لدى شركة الطاقة الدولية إس إي إف إي (SEFE) فابيان كور، إلى أن العقود المرنة ضرورية للتغلب على عدم اليقين في معدل الطلب.

وأضاف أن "الطلب المحلي، وسياسات تحول الطاقة" معياران رئيسان لاختيار الشركات نوعية عقود الغاز المسال، بالإضافة إلى تعزيز العقود بمرونة التعديل وقابليته، مشيرًا إلى أن هذه العوامل تعكس الاختلاف بين رؤية المشترين.

ناقلات غاز مسال
ناقلات غاز مسال - الصورة من Oil & Gas Middle East

الغاز المسال الروسي

في الوقت الذي يرى فيه المحللون موثوقية أكبر لدى الغاز المسال القطري بالنظر إلى اتجاهات المشترين، ظهر منافس جديد، لكنه يتمتع بفرص محدودة حتى الآن.

ولفت المشاركون في مؤتمر "أبيك 24" إلى أن العقوبات التي تهدد الغاز المسال الروسي تعزّز حالة عدم اليقين تجاه توقيع عقود مع موسكو، إذ قد تفتقر الإمدادات حينها إلى الموثوقية رغم انخفاض سعره لمحاولة جذب المزيد من العملاء.

وتسعى موسكو لتعزيز أسطولها من ناقلات الظل لنقل مزيد من شحنات الغاز المسال، أسوة بخطتها لاستمرار نقل النفط الخام ومشتقاته دون التقيد بالعقوبات.

وأكد محلل أن فرص الغاز المسال في الشحن على متن هذه الناقلات أقل حظًا من النفط، خاصة أن ناقلات الغاز لم تشهد نموًا واسع النطاق بالقدر الكافي لبث الطمأنينة حتى الآن.

وقال إن موسكو تعوّض أسعار إمداداتها المنخفضة بتكلفة شحن أعلى مثلما يحدث مع شحنات النفط، ما يثري مكاسبها.

وفي المقابل، حذّر معنيون بالشحن على متن ناقلات الظل أن فرص الغاز المسال قائمة، لكنها مهددة في الوقت ذاته بالعقوبات التي تتصاعد يومًا بعد يوم.

وأطلق آخرون جرس إنذار من تداعيات الاعتماد على الاستيراد من موسكو، بالنظر إلى أن ناقلات الظل القديمة والمتهالكة قد تعرّض الشحنات للتسرب أو التوقف، ما يجعل غاز روسيا المسال في نهاية الأمر إمدادات غير موثوقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق