المحطات النووية في أميركا تعمل بوقود "هاليو".. مصنوع من الرؤوس الحربية القديمة (تقرير)
نوار صبح
بدأت جهود تحويل الرؤوس الحربية القديمة غير المنفجرة إلى وقود لتشغيل المحطات النووية في أميركا تدخل حيز التنفيذ، لإمداد المدن بالكهرباء، وذلك بهدف الاستغناء عن الإمدادات الروسية.
ويجري ذلك داخل منشأة شديدة السرّية بمدينة أوك ريدج بولاية تينيسي، وقد شهدت تخصيب اليورانيوم لأول قنبلة ذرّية في حقبة مشروع مانهاتن، حيث يحول العمال الرؤوس الحربية القديمة غير المنفجرة إلى وقود لإمداد المدن بالكهرباء، وفقًا لتقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويتضمن إنشاء وقود مفاعل متقدم إذابة اليورانيوم المستعمَل في صنع الأسلحة مع اليورانيوم منخفض التخصيب في بوتقة، وهي مرجل معدني ضخم يُسَخَّن إلى نحو 2500 درجة فهرنهايت (1371.11 درجة مئوية) لتحويل محتوياته إلى سائل منصهر.
بعد خروجها من الفرن، تُنَزَّل حاوية برتقالية متوهجة مملوءة باليورانيوم السائل الساخن ببطء إلى غرفة التبريد، ويمكن حمل المنتج النهائي المتصلب، الذي يشبه الفحم الأسود، بأمان في اليد، ما يجعله وقودًا يناسب المحطات النووية في أميركا.
جاهزية الوقود لتشغيل المحطات النووية في أميركا.. من الجيل الجديد
يُعدّ هذا الوقود جاهزًا لتشغيل الجيل المقبل من المحطات النووية في أميركا، وهي محطات كهرباء صغيرة ومكونة من وحدات سهلة البناء وقليلة التكلفة.
وتتطلب هذه المحطات صيانة ومساحة أقل بكثير من أسطول محطات الطاقة النووية الكبيرة القديمة، حسبما نشرته قناة سي إن إن التلفازية الأميركية (CNN).
الحاجة إلى يورانيوم أكثر تخصيبًا
حتى العام الماضي، كانت الولايات المتحدة تحصل على الغالبية العظمى من اليورانيوم المخصب من روسيا. وقد أوقف ذلك قانون أقرّه الحزبان الديمقراطي والجمهوري بعد غزو روسيا أوكرانيا، ويتسابق العلماء والشركات، حاليًا، لإنتاجه محليًا.
ولا يُعدّ خفض نسبة الأسلحة القديمة من الترسانة النووية الطريقة الوحيدة لصنع هذا الوقود، المعروف باسم اليورانيوم منخفض التخصيب عالي منخفض التخصيب مرتفع الكثافة والمقايسة – أو هاليو HALEU، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
بدورها، تصنعه بضع منشآت في جميع أنحاء البلاد، ومن المرجّح أن تنتج معظم الوقود في الأمد البعيد. ومن المتوقع أن تمنح الحكومة الفيدرالية أكثر من مليارَي دولار في الأشهر المقبلة لشركات تخصيب اليورانيوم، للمساعدة في تنشيط سلسلة التوريد.
وفي الوقت نفسه، تبحث الحكومة الفيدرالية في كل مكان عن الوقود النووي المناسب الذي ربما يكون قد انزلق من خلال الشقوق، حسبما قال نائب مساعد وزير الطاقة لدى مكتب الطاقة النووية، مايكل غوف.
وبالإضافة إلى المخزون النووي الأميركي، يعمل مختبر أيداهو الوطني على خفض نسبة الوقود الذي يجمعه من مفاعلات الأبحاث، حسبما نشرته قناة سي إن إن التلفزيونية الأميركية (CNN).
ويشير بحث الولايات المتحدة عن الوقود النووي في ترسانتها إلى مدى التسابق على إنشاء مفاعلات من العصر الجديد، مثل مشروع تيرا باور الذي يدعمه الملياردير الأميركي بيل غيتس في ولاية وايومنغ، الذي بدأ العمل فيه مؤخرًا.
من ناحيتها، تنتظر مشروعات مثل تيرا باور TerraPower شحنات الوقود، وهي قلقة من نفاد الوقت.
وكانت الشركة على استعداد للحصول على أولى شحناتها من الوقود من روسيا، المورّد التجاري الوحيد في العالم لوقود هاليو.
تغيّر الأوضاع بعد الحرب في أوكرانيا
قال مدير الشؤون الخارجية لدى شركة تيرا باور، جيف نافين: "لقد وصلنا إلى النقطة التي نحتاج فيها إلى رؤية المزيد من الإلحاح من جانب الحكومة".
وأضاف: "هناك مصلحة وطنية ضخمة للتحرك بسرعة"، "نحن لا نفهم لماذا لم يصل الشعور بالإلحاح نفسه إلى وزارة الطاقة لاستخلاص هذه المواد".
خلاصة القول، إن كمية وقود هاليو التي يمكن للولايات المتحدة الحصول عليها من مخزونها من الأسلحة النووية صغيرة نسبيًا. وسوف تحتاج إلى خط إنتاج أكبر.
يقول القائم بأعمال نائب المدير المساعد لشؤون منع انتشار الأسلحة النووية الدفاعية، جيف تشامبرلين: "إن الحل على المدى البعيد هو ضرورة التخصيب".
حاجة الولايات المتحدة إلى وقود نووي خاص
تحصل الولايات المتحدة حاليًا على نحو 20% من كهربائها من الطاقة النووية؛ ويوجد اهتمام كبير لدى وزارة الطاقة الأميركية، لزيادة هذه النسبة في السنوات المقبلة، لأن الطاقة النووية موثوقة، ولا تسبّب تلوث المناخ.
وقال نائب مساعد وزير الطاقة لدى مكتب الطاقة النووية، مايكل غوف: "نحن بحاجة إلى بعض الكهرباء الأساسية الثابتة والنظيفة، والطاقة النووية توفر ذلك".
وأردف: "من أجل تلبية احتياجاتنا من أمن الطاقة وأهدافنا المناخية، نحتاج إلى نشر المزيد من الطاقة النووية".
ويتطلع قطاع الطاقة النووية بشكل متزايد إلى مفاعلات أصغر حجمًا، تعمل بوقود هاليو.
ويمكن أن تعمل هذه المفاعلات لمدة أطول من المفاعلات التقليدية وتناسب المساحات الصغيرة، ما يجعلها أكثر تنوعًا وأسهل في التركيب.
موضوعات متعلقة..
- هل يتدخل بايدن لإنقاذ المحطات النووية في أميركا؟
- ثاني محطات الطاقة النووية في أفريقيا تبدأ الإنتاج خلال 2034
- أول محطة نووية متوقفة في أميركا تواجه مشكلات لإعادة تشغيلها
اقرأ أيضًا..
- الطاقة النووية في الدول العربية.. 3 مشروعات عملاقة
- العراق يرد على الاتهامات الأميركية لقطاع النفط: مزاعم وافتراءات
- واردات أميركا النفطية من 5 دول عربية تسجل 10.5 مليار دولار