قدرة توليد الكهرباء بالفحم في إندونيسيا قد تفقد 2 غيغاواط
سلمى محمود
يتسبب توليد الكهرباء بالفحم في إندونيسيا بأضرار بيئية متزايدة؛ ما يدفع السلطات المحلية لاتخاذ خطوات من شأنها تحجيم هذه المشروعات، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتدرس إندونيسيا إغلاق 2 غيغاواط، تمثّل 50% من القدرة الإنتاجية لمجمع سوراليا لتوليد الكهرباء بمقاطعة بانتين، غرب العاصمة جاكرتا؛ للحدّ من تلوث الهواء.
ولكون إندونيسيا من أكبر مصدّري الفحم في العالم، فإن استعمال الوقود الملوث مصدرًا رئيسًا لتوليد الكهرباء يشكّل النسبة العظمى من مشروعات قطاع الكهرباء في البلاد.
وتستهدف الحكومة الإندونيسية تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وحظر إنشاء المحطات الجديدة العاملة بالفحم.
تفاصيل الإغلاق
قال وزير تنسيق الشؤون البحرية والاستثمار لوهوت باندجايتان، في تصريحات خلال مؤتمر للطاقة الشمسية، إن القدرة الإجمالية لمجمع سوراليا لتوليد الكهرباء بالفحم في إندونيسيا تبلغ نحو 4 غيغاواط، مشيرًا إلى أن المجمع مملوك لشركة المرافق العامة بيروساهان ليستريك نيجارا، المعروفة اختصارًا بـ"بي إل إن"، حسبما أفادت رويترز.
وأكد المسؤول الحكومي أن إغلاق نصف قدرة المجمع يعدّ ضروريًا؛ نتيجة تلوث الهواء في جاكرتا، الذي تحاول الحكومة مواجهته.
يشار إلى أن شركة بيروساهان ليستريك نيجارا الحكومية تدير 8 وحدات لتوليد الكهرباء بالفحم في مجمع سوراليا غرب جاكرتا، إحداها تعدّ أقدم وحدة، إذ تعمل منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وتعدّ محطات الشركة في المجمع من المصادر الرئيسة لتوليد الكهرباء بالفحم في إندونيسيا، لكنها من بين أبرز أسباب ارتفاع مستويات تلوث الهواء في المدينة البالغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة.
دعوى قضائية
انتقد سكان العاصمة الإندونيسية جاكرتا الهواء السامّ الناجم عن حركة المرور المزمنة، والدخان الصناعي، ومحطات توليد الكهرباء بالفحم، في إندونيسيا.
ورفع بعض السكان دعوى مدنية فازوا بها في عام (2021)، مطالبين الحكومة باتخاذ إجراءات للسيطرة على تلوث الهواء، حسبما طالعت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وعلى الرغم من تفكير الحكومة بإغلاق بعض وحدات توليد الكهرباء بالفحم في إندونيسيا، وتحديدًا في مجمع سوراليا، تخطط شركة بيروساهان ليستريك نيجارا لإضافة قدرات جديدة بوحداتها في المدينة.
وتطور شركة بيروساهان ليستريك نيجارا الحكومية حاليًا 2 غيغاواط من القدرة الجديدة لمحطاتها في المجمع، لتوفير الكهرباء لجزيرتي جاوا وبالي، وهو مشروع مشترك تنفّذه الشركة الحكومية بالتعاون مع شركة باريتو باسيفيك الإندونيسية.
ويُعرف المشروع تجاريًا باسم بي تي إندو رايا تيناغا PT Indo Raya Tenaga.
جاهزة للعمل
تُشير المعلومات إلى أن القدرة الإنتاجية الجديدة لوحدات توليد الكهرباء بالفحم في إندونيسيا -التي تطورها شركة بيروساهان ليستريك نيجارا- ستكون جاهزة للتشغيل بحلول نهاية شهر أغسطس/آب الجاري.
يأتي ذلك بينما قدَّر مسؤولون في وقت سابق حجم التكلفة التي تتكبدها البلاد نتيجة إغلاق محطات توليد الكهرباء بالفحم في إندونيسيا بما يقارب 37 مليار دولار، خاصة أنها تسهم بتوليد أكثر من نصف الكهرباء في البلاد.
وفي الوقت نفسه، أعلن بنك التنمية الآسيوي التوصل إلى اتفاق مبدئي لإغلاق محطة كهرباء سيريبون-1 العاملة بالفحم، التي تُعدّ المغذّي الرئيس للعاصمة جاكرتا، وذلك قبل 7 سنوات من الموعد المقرر لها، بحسب تقرير نشرته وكالة "رويترز" في وقت سابق.
وارتفع إنتاج الفحم عالميًا في العام الماضي (2023) إلى أعلى مستوى سجله على الإطلاق، مدفوعًا بإنتاج أكبر ثلاث دول منتجة هي: الصين، والهند، وإندونيسيا.
وسجّل حجم إنتاج إندونيسيا نحو 775 مليون طن خلال العام الماضي، متجاوزًا هدف الإنتاج الذي كان يقترب من 700 مليون طن بنهاية العام نفسه.
ودفع نمو الطلب المحلي، وكذلك الطلب من الصين والمستوردين الآخرين، نحو زيادة إنتاج الفحم الإندونيسي، وفق أحدث التقارير الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية في شهر يوليو/تموز الماضي.
موضوعات متعلقة..
- إغلاق محطات توليد الكهرباء بالفحم في إندونيسيا يتطلب 37 مليار دولار
- توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري في إندونيسيا يقفز 50%.. ويهدد الأهداف المناخية
- تصدير الفحم.. إندونيسيا تعلن انتهاء حالة الطوارئ في الكهرباء
اقرأ أيضًا..
- لأول مرة تاريخيًا.. مصر تصدر شحنة معدات نفطية ضخمة
- احتياطيات نفطية في العراق بـ9 مليارات برميل تقترب من صفقة نهائية
- سفينة حفر عملاقة تصل إلى المغرب.. وتقديرات باحتياطيات غاز ضخمة