رئيسيةأخبار الهيدروجينهيدروجين

أكبر مشروع وقود أخضر في أوروبا يخرج من حسابات أورستد

محمد عبد السند

صرفت عملاقة طاقة الرياح الدنماركية أورستد النظر عن أكبر مشروع وقود أخضر في أوروبا؛ نتيجة تراجع جدواه الاقتصادية؛ ما قد يؤثر سلبًا في مساعي أوروبا نحو التحول الأخضر.

وكان مشروع فلاغشيب وان (FlagshipONE) الذي كان من المخطط تنفيذه في السويد، يستهدف إنتاج الهيدروجين الأخضر من محلل كهربائي سعة 70 ميغاواط، لإنتاج ما يصل إلى 55 ألف طن متري سنويًا من الميثانول الاصطناعي بدءًا من عام 2025، باستعمال الطاقة المتجددة وغاز ثاني أكسيد الكربون الحيوي الملتقَط من محطة كهرباء مجاورة تعمل بالكتلة الحيوية.

لكن أورستد عدلت عن رأيها بشأن تنفيذ أكبر مشروع وقود أخضر في أوروبا، بل أسقطت فكرة العمل في قطاع الوقود الاصطناعي برمته من أولوياتها.

غير أن الشركة ما تزال تركز على إنتاج الهيدروجين النظيف؛ كونها تراه جزءًا مهمًا من جهود إزالة الكربون في قطاع الصناعة الأوروبي، لا سيما الفولاذ والمواد الكيميائية والمصافي.

ووفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) تتوقع أورستد أن تشهد سوق الوقود الاصطناعي العالمية ازدهارًا ملحوظًا على المدى الطويل.

خُطط ملغاة

ألغت أورستد خُططًا لتطوير أكبر مشروع وقود أخضر في أوروبا، في أحدث علامة على تراجع عمالقة الطاقة عن مشروعات ضخمة تستهدف تسريع وتيرة التحول العالمي بعيدًا عن الوقود الأحفوري، وفق ما نشرته صحيفة فايننشال تايمز.

وقالت أكبر مطور لطاقة الرياح البحرية في العالم إنها عدلت عن مخطط بناء مصنع لتطوير الوقود الأخضر؛ تمهيدًا لاستعماله في صناعات عدة تتدرج من الشحن إلى الطيران، موضحةً أن تلك السوق التي ما تزال ناشئة تنمو بأبطأ من المتوقع.

وبدأ العمل على أكبر مشروع وقود أخضر في أوروبا بمدينة أورنشولدسفيك السويدية قبل أكثر من عام، وكان يستهدف إنتاج قرابة 55 ألف طن سنويًا من الإيثانول الاصطناعي المصنع عبر مزيج من الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة أورستد مادز نيبر: "تدهورت أوضاع المشروع نتيجة عدم القدرة على توقيع عقود شراء على المدى الطويل وبأسعار مستدامة، إلى جانب ارتفاع تكاليف المشروع".

مشروع رياح بحرية تابع لشركة أورستد
مشروع رياح بحرية تابع لشركة أورستد - الصورة من رويترز

توسع فاشل في أميركا

لحقت أورستد، التي عانت توسعًا فاشلًا في الولايات المتحدة الأميركية، بقائمة شركات -شملت شل متعددة الجنسيات وفورتسكو (Fortescue) الأسترالية- في التخلي عن مشروعات الطاقة المتجددة، أو حتى تعليقها مؤقتًا أو خفض حجمها.

فخلال شهر يوليو/تموز (2024) أوقفت شل بناء مصنع في مدينة روتردام الهولندية كان مخصصًا لتحويل النفايات إلى وقود الطائرات والديزل الحيوي، مبررةً قرارها بأنها احتاجت إلى "ضمان تمتعها بقدرة تنافسية مستقبلية نظرًا إلى ظروف السوق الراهنة".

ونتج عن قرار أورستد إلغاء أكبر مشروع وقود أخضر في أوروبا تحمّل أورستد رسوم انخفاض قيمتها 3.2 مليار كرونه دنماركية (470 مليون دولار) خلال النصف الأول من العام الحالي (2024)، التي شملت -كذلك- تكاليف تأخير بناء مزرعة رياح بحرية في أميركا، ومصانع أخرى.

*(الكرونة الدنماركية = 0.15 دولارًا أميركيًا)

وسبق أن وصفت الشركة الدنماركية المصنع الذي كان مخططًا تنفيذه في أورنشولدسفيك بأنه "أكبر مشروع إيثانول اصطناعي قيد البناء في أوروبا".

بدء التعافي

أظهرت نتائج أعمال أورستد في النصف الأول من عام 2024 أنها بدأت في التعافي من مدة عصيبة؛ إذ أجبرها التوسع المفرط في الولايات المتحدة على خفض قيمة العديد من المشرعات وتعليق توزيعاتها النقدية.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة أورستد مادز نيبر، إنه سعيد بنتائج أعمال شركته خلال الأشهر الـ6 الأولى من 2024، بفضل الأداء الجيد لعملياتها التجارية، وارتفاع العائدات من مزارع الرياح البحرية، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأعلنت أورستد أرباحًا قبل احتساب الضرائب بقيمة 3.9 مليار كرونة (574 مليون دولار أميركي)، بزيادة من 2.4 مليار كرونه (353 مليون دولار أميركي) خلال المدة ذاتها من العام الماضي (2023)، على الرغم من هبوط العائدات إلى 34.2 مليار كرونة (5 مليارات دولار أميركي) من 40.3 مليار كرونة (نحو 6 مليارات دولار أميركي).

كما رفعت أورستد توقعاتها عن عام كامل لأنشطتها الخاصة بطاقة الرياح البحرية، على الرغم من بقاء التوقعات العامة للشركة دون تغيير نتيجة الأداء الضعيف لقسم الطاقة الحيوية لديها.

وفي معرض تعقيبهم على أداء أورستد قال محللون في مصرف "رويال بنك أوف كندا"، إن الأداء قد جاء قويًا في طاقة الرياح البحرية، غير أنهم قالوا إن ذلك قد يتأثر سلبًا بالضعف الذي يعتري أقسامًا أخرى في ذلك النشاط.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق