توصّلت دولة أفريقية إلى اكتشاف نحاس في خطوة تبشّر باحتياطيات واعدة من المعدن الذي تعوّل عليه العديد من الدول في دعم صناعات تحول الطاقة وتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
وتمضي زامبيا قدمًا في تطوير مشروع نحاس باحتياطيات ضخمة، من شأنه أن يرسخ مكانة البلد الواقع في جنوب القارة الأفريقية بصفته مُنتجًا رئيسًا لذلك المعدن الإستراتيجي إقليميًا وعالميًا.
وأظهر الفحص المعملي، الذي أجرته شركة تيرشاري مينيريالز (Tertiary Minerals) على التربة في موقع المشروع، نتائج مبشّرة لاكتشاف نحاس قد يحفّزها على مواصلة جهود التنقيب عن المعدن الذي يُعد رافدًا رئيسًا للنمو الاقتصادي في زامبيا.
ووفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) تمثّل منطقة "حزام النحاس" (Copperbelt) والمناطق الشمالية الغنية بالمعادن في زامبيا ما نسبته 90% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وتمتد المنطقة على مساحة 450 كيلومترًا، ويصل عرضها إلى 260 كيلومترًا، وتحوي ما يزيد على عُشر احتياطيات النحاس في العالم.
وجغرافيًا تقع منطقة حزام النحاس في زامبيا على الحدود بينها وبين جارتها جمهورية الكونغو الديمقراطية، وتوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لشريحة واسعة جدًا من السكان، وتدرّ ما يقرب من 70% من إيرادات البلاد.
فحص التربة
انتهت تيرشاري مينيريالز، المتخصصة في تطوير المعادن واستكشافها، من برنامج فحص عينات التربة في مشروع نحاس موبالا (Mupala) الواقع شمال غرب زامبيا، وفق بيان منشور على موقع الشركة الرسمي.
وتوصلت الشركة إلى اكتشاف النحاس، إذ أظهرت نتائج الفحص وجود كميات مبشّرة من المعدن الأحمر في التربة على مساحة تمتد بطول 1800 متر، وعرض 600 متر.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة تيرشاري مينيرالز باتريك تشيثام: "تؤكد نتائج الفحص جدوى ترخيص مشروع نحاس موبالا، وما يزال هناك الكثير من الأعمال التي يتعيّن تنفيذها لتحديد خصائص التربة، لكن تُعد تلك بدايةً مبشرةً جدًا، على أي حال، لعمليات الاستكشاف".
وتخطط الشركة لتنفيذ أعمال المتابعة، بما في ذلك الحفر والتنقيب لتقييم خصائص التربة بصورة أكبر، مع خُطط لإرسال بعض العينات لتحليلها معمليًا، والتأكد من مستوى جودة اكتشاف النحاس في زامبيا.
ويغطي ترخيص استكشاف مشروع نحاس موبالا، البالغة مساحته 41.2 كيلومترًا مربعًا، منطقة تعدين النحاس في زامبيا، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
مشروع موبالا للنحاس
يقع مشروع موبالا بجوار مشروع مشترك آخر تنفذه شركتا ذي أنغلو أميركان (the Anglo American) للتعدين البريطانية متعددة الجنسيات، وأرك مينيرالز (Arc Minerals)، العاملة في مجال استكشاف المناجم وتطويرها.
كما يقع مشروع نحاس موبالا على بُعد 12 كيلومترًا غرب مشروع موكاي (Mukai) للنحاس الذي تنفذه شركة تيرشاري مينيريالز في البلاد.
كما يقع مشروع موبالا لتعدين النحاس غرب منطقة كابومبو دوم، الواقعة بمحافظة الشمال الغربي في زامبيا، التي تحتضن الكثير من مناجم إنتاج النحاس والنيكل، بما في ذلك مشروع ترايدنت (Trident) التابع لشركة فيرست كوانتوم مينيرالز (First Quantum Mineral)، الذي يقع هو الآخر بجوار مشروع موكاي.
النحاس في زامبيا
قال وزير المالية والتخطيط الوطني في زامبيا سيتومبيكو موسوكوتواني، إن إنتاج النحاس في بلاده من الممكن أن يرتفع إلى قرابة مليون طن بحلول عام 2026، بدعم من الاستثمارات في توسيع إنتاج المناجم، بما في ذلك تلك المملوكة لشركة فيرست كوانتوم مينيرال، بتصريحات أدلى بها إلى وكالة رويترو في شهر أبريل/نيسان (2024).
ويشهد إنتاج النحاس، أحد روافد النمو الاقتصادي الرئيسة في زامبيا، انخفاضًا تدريجيًا في ثاني أكبر مُنتِج لهذا المعدن في عموم أفريقيا، وثامن أكبر مُنتِج له عالميًا، في الوقت الذي تستهدف فيه الحكومة رفع الإنتاجية إلى قرابة 3 ملايين طن في خلال عقد.
وتراجع إنتاج النحاس في زامبيا إلى 698 ألف طن في العام الماضي (2023)، من 763 ألف طن في العام السابق (2022)، بحسب البيانات الصادرة عن غرفة المناجم في زامبيا، طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ومن الممكن أن يتلقى إنتاج النحاس في زامبيا دفعةً قويةً -كذلك- من شركة موباني كوبر ماينز (Mopani Copper Mines)، التي نجحت في العثور على مستثمر جديد، إلى جانب إحياء شركة كونكولا كوبر ماينز (Konkola Copper Mines)، بعدما نجحت الحكومة الزامبية في تسوية خلاف حول الملكية مع عملاقة التعدين الهندية فيدانتا ريسورسيز (Vedanta Resources).
كما تأمل زامبيا في أن تساعد الاستثمارات الجديدة على زيادة أنشطة التعدين من قبل كونكولا كوبر ماينز، بعدما أُصيبت تلك العمليات بالشلل التام في أعقاب خلاف الملكية مع فيدانتا ريسورسيز، الذي كان قد نشب في عام 2019، حينما حاولت الحكومة الاستيلاء على أصول الشركة.
وقال وزير المالية في زامبيا سيتومبيكو موسوكوتواني: "وبناءً عليه فإنه بحلول نهاية المدة من عام 2025 إلى 2026، سنُنتِج ما يزيد على مليون طن من النحاس".
موضوعات متعلقة..
- النحاس في زامبيا يستقطب شركة إماراتية كبرى
- أزمة سوق النحاس العالمية تشتد.. ومناجم زامبيا تتجه لـ"كارثة"
- الإمارات تنافس على شراء أحد أكبر مناجم النحاس في زامبيا
اقرأ أيضًا..
- استخراج الليثيوم من البطاريات في 30 ثانية.. تقنية تبشر بوفرة إمدادات عالمية
- محطات شحن السيارات الكهربائية في بريطانيا تشعل انقسامًا بين الشمال والجنوب
- هل تتأثر أسواق النفط بإعادة انتخاب مادورو في فنزويلا؟ أنس الحجي يجيب