اكتشاف غاز ضخم باحتياطيات 1.7 تريليون قدم مكعبة
الأكبر منذ 19 عامًا في الدولة
هبة مصطفى
جاء اكتشاف غاز ضخم بمثابة إنقاذ لدولة غارقة في أزمة طاقة طاحنة، في ظل تراجع إنتاج الهيدروكربونات لسنوات، ما أثر سلبًا في احتياطيات العملة.
وبينما عانت غالبية الأسواق العالمية من زيادة الطلب على الإمدادات رغم نقص المعروض، كانت بوليفيا تكافح للتغلب على نقص الوقود بعد أن خذلها الاحتياطي بتراجع كبير.
ووفق معلومات وتصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، أزاح الرئيس البوليفي "لويس آرسي" الستار عن اكتشاف غاز هو الأكبر من نوعه منذ 19 عامًا.
ويأتي الاكتشاف في توقيت مهم للغاية، إذ كشف أحدث بيانات سنوية للعام الماضي 2023 تراجع إنتاج الغاز الطبيعي في بوليفيا إلى 31.9 مليون متر مكعب يوميًا.
اكتشاف غاز ضخم في بوليفيا
كشف الرئيس البوليفي لويس آرسي، أن اكتشاف الغاز الذي تصل احتياطياته إلى 1.7 تريليون قدم مكعبة، من شأنه أن يتحول إلى ثالث أفضل حقل منتج في البلاد بأسرها.
ويُنظر إلى الحقل -الذي أطلق الرئيس عليه اسم مايايا سينترو-إكس 1 آي إي (Mayaya Centro- X1 IE)- بوصفه أهم اكتشاف غاز في بوليفيا منذ عام 2005، حسب وكالة رويترز.
ومن المقرر أن تتولى شركة الطاقة المملوكة للحكومة واي بي إف بي (YPFB) مهمة تطوير الحقل، ضمن خطة أوسع نطاقًا لإعادة تنشيط القطاع، والتغلب على تراجع الإنتاج اللافت للنظر.
وفي ظل تراجع تسجيل إنتاج الغاز في بوليفيا 31.9 مليون متر مكعب يوميًا خلال العام الماضي، انخفاضًا من 56.6 مليون متر مكعب يوميًا عام 2016، ينظر إلى حقل "مايايا سينترو-إكس 1" بوصفه إضافة ثرية لاحتياطيات البلاد.
ويعزز الحقل -الواقع شمال "لاباز" العاصمة الإدارية للبلاد"- احتياطيات الغاز للدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، بعدما بلغت 8.95 تريليون قدم مكعبة، في ديسمبر/كانون الأول عام 2018.
أزمة الطاقة في بوليفيا
اكتسب اكتشاف غاز "مايايا سينترو-إكس 1" أهميته من ضخامة احتياطياته، بالإضافة إلى توقيت الإفصاح عنه.
وكانت أزمة الطاقة البوليفية قد تفاقمت مؤخرًا، بعد تراجع إنتاج النفط والغاز لسنوات، ما انعكس على حجم الإنتاج والاحتياطيات، وكذلك على الوضع الاقتصادي في ظل تضرر احتياطيات العملة.
وتخطط شركة الطاقة التابعة للحكومة "واي بي إف بي" لإنعاش قطاع الهيدروكربونات في البلاد، عبر دراسة سبل تجاوز نقص الإمدادات.
وكانت بوليفيا قد أعلنت قبل ما يزيد على عامين (في فبراير/شباط 2022) بدء حفر بئر غاز جديدة "بئر مرغريتا 10"، ونظرت إلى البئر بوصفها "مهمة إنقاذ جديدة" لتعويض تراجع إنتاج الهيدروكربونات محليًا.
ورجحت الهيئات المعنية حينها تراوح احتياطيات الغاز في البئر المرتقبة -الواقعة جنوب البلاد، وتديرها شركة ريبسول الإسبانية- بين 300 و350 مليار قدم مكعبة.
وعوّلت بوليفيا حينها على البئر للوفاء بالتزامات تصدير الغاز الطبيعي لكل من: البرازيل والأرجنتين، خاصة أن تراجع الإنتاج كان قد بدأ ينعكس على الوفاء بالإمدادات آنذاك.
إنتاج الغاز في بوليفيا
يأتي اكتشاف غاز "مايايا سينترو-إكس 1" الأكبر في البلاد منذ سنوات طويلة، في وقت تكافح خلاله بوليفيا لزيادة الإنتاج، بعدما سجلت عمليات التطوير والاستكشاف والتنقيب تراجعًا.
ويهدد تراجع إنتاج الغاز اقتصاد الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية بوصفها أحد أكبر منتجي القارة، إذ كشفت توقعات استقرار الإنتاج عند 400 مليون قدم مكعبة يوميًا بحلول عام 2030.
وتشكل توقعات نهاية العقد انخفاضًا من مستويات الإنتاج التي سجلها قطاع الغاز في بوليفيا، عام 2022، عند 1.4 مليار قدم مكعبة يوميًا، حسب بيانات وود ماكنزي التي طالعتها وحدة أبحاث منصة الطاقة المتخصصة ونشرتها في وقت سابق.
ومر إنتاج الغاز في بوليفيا بمحطات عدة، إذ واجه انخفاضًا في 2015 تلاه ارتفاع محدود في 2021، في ظل تراجع إنتاج الحقول الناضجة وتراجع وتيرة الاكتشافات الجديدة.
وسجل الإنتاج مستوى ذروة عام 2014 عند 1.96 مليار قدم مكعبة يوميًا، وتراجع إلى 1.46 مليار قدم مكعبة في 2021.
وقبيل الإفصاح عن اكتشاف غاز "مايايا سنترو-إكس 1"، ذهبت التوقعات إلى تحول بوليفيا من مُصدر للغاز إلى "مستورد" بحلول 2030.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج الغاز في بوليفيا قد يهبط مليار قدم مكعبة يوميًا بحلول 2030 (تقرير)
- بئر في مهمة إنقاذ.. بوليفيا تعلن اكتشافًا جديدًا من الغاز الطبيعي
- اكتشاف غاز ضخم يبدأ الإنتاج.. 550 مليون قدم مكعبة يوميًا
اقرأ أيضًا..
- انخفاض إمدادات الغاز المسال العالمية للمرة الأولى منذ 2020
- واردات الغاز المسال الأوروبية تهبط 19% في النصف الأول.. وفرنسا أكبر المستوردين
- أكبر الدول المصدرة للغاز المسال في العالم.. 3 بلدان عربية بالقائمة