حقل ريفين للغاز في مصر يفاجئ الجميع.. هل يصل إلى 900 مليون قدم؟
أحمد بدر
فوق احتياطيات عملاقة، يربض حقل ريفين للغاز في مصر، الواقع في نطاق مشروع غرب دلتا النيل البحري المتضمن 5 حقول تضم 25 بئرًا، إذ تعلّق عليه البلاد آمالًا كبيرة في تلبية احتياجاتها من الغاز الطبيعي، في ظل أزمة طاقة طاحنة تواجهها البلاد.
وتعوّل مصر على هذا الحقل الغازي لتحقيق هدفها الأساس المتمثل في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، بعد عودتها إلى الاستيراد مؤخرًا، مع تفاقم أزمة انقطاع الكهرباء في البلاد، ونقص الإمدادات نتيجة التراجع الطبيعي في بعض الحقول.
ورسميًا، فإن مصر لديها اكتفاء ذاتي من الغاز، لكن الانخفاض الأخير في الإنتاج، وخاصة من حقل ظهر (أكبر حقل غاز في البلاد) وحقل ريفين، دفع الدولة إلى اللجوء لاستيراد الغاز المسال، لتلبية الطلب المحلّي المتزايد.
ويمثّل حقل ريفين للغاز في مصر حجر أساس لمشروعات أخرى مرتبطة به، أبرزها مشروع الربط مع مجمع غازات الصحراء الغربية، وهو صرح نفطي مهم وعملاق، يخدم احتياجات السوق المحلية، ويضم مجمعات للبتروكيماويات من مشتقات الغاز الطبيعي.
وتعمل شركة النفط البريطانية بي بي على إدارة حقل الغاز ريفين، تحت الإشراف المباشر من وزارة البترول والثروة المعدنية، إذ تمتلك الشركة فيه ما يقارب 83%، بينما تتولى شركة "سب سي 7" الأعمال الإنشائية داخل مشروع غرب دلتا النيل البحري.
إنتاج حقل ريفين
حسب بيانات الحقول المتوفرة لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يبلغ إنتاج حقل ريفين نحو 600 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا من الغاز، بينما تتواصل خطط تطوير الحقل وإنتاجه، للوصول إلى 900 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا، كما ينتج الحقل نحو 30 ألف برميل يوميًا من النفط المكافئ.
وتتضمن خطط تطوير مشروع غرب دلتا النيل البحري، الذي يقع في نطاقه حقل ريفين للغاز، نحو 5 حقول، تقع داخل منطقتي الامتياز في المياه العميقة شمال الإسكندرية وغرب البحر المتوسط، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
في الوقت نفسه، تعمل شركة "سب سي 7" على تنفيذ أعمال في مشروع ريفين البحر، بعدما حصلت على عقد أعمال موسّع في موقعَين للغاز، من جانب شركة النفط البريطانية بي بي، وشركة "فنترشال ديا" الألمانية، بحسب ما نشره موقع "أوفشور إنرجي"(Offshore Energy).
وانخفض إنتاج حقل ريفين، ثاني أكبر حقل غاز في مصر، إلى النصف خلال الـ18 شهرًا الماضية، ليلحق بحقل ظهر الذي هبط إنتاجه من 2.8 مليار قدم مكعبة إلى أقل من ملياري قدم مكعبة خلال العام الجاري.
وتتجه أرقام إنتاج الغاز في مصر إلى الهبوط الكبير، إذ تشير أحدث بيانات وزارة البترول لانخفاض الإنتاج إلى 4.996 مليار قدم مكعبة يوميًا في مايو/أيار، وهو أدنى مستوى في أكثر من 7 سنوات، وأول مرة ينخفض فيها عن 5 مليارات قدم مكعبة يوميًا منذ مارس/آذار 2017، حسبما ذكرت نشرة "ميس" المعنية بشؤون الطاقة.
ولم تردّ وزارة البترول المصرية على طلب للتعليق أرسلته منصة الطاقة، بخصوص ما ذكرته نشرة ميس المتخصصة.
وفي يوليو/تموز 2023، أطلقت مصر مشروع ربط الحقل بمجمع الغازات في الصحراء الغربية، الذي جاء ضمن إستراتيجية تطوير وتحديث قطاع النفط، التي بدأت عام 2016، وضمّت تصورًا لتطوير وزيادة قدرات الكيانات الإنتاجية، لمواكبة معدلات النمو وزيادة احتياجات الأسواق.
وجاء ربط الحقل بهدف تغذية المجمع من حقول البحر المتوسط وغازات حقول الصحراء الغربية، لزيادة تأمين التغذية، بما يحقق الاستفادة الكاملة من الغازات الغنية بالمشتقات المُكتشفة في البحر المتوسط، لتعظيم الاستفادة من الغاز الطبيعي ومشتقاته.
وكانت شركة بي بي البريطانية قد وقّعت اتفاقية، في مارس/آذار 2015، لإنتاج الغاز الطبيعي في مصر، لتوجيه هذا الإنتاج إلى شبكة الغاز المحلية، لتتولى الشركة بموجب الاتفاق تطوير مشروع غرب دلتا النيل البحري، الذي يتضمن الحقول الـ5.
إلّا أن حقل ريفين كان أعلى الحقول إنتاجًا، إذ بدأ الإنتاج التجريبي منه بنهاية الربع الثالث من عام 2019، بمعدل إنتاج مبدئي بلغ 350 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا، إذ كان من المتوقع أن يفوق حجم إنتاجه الـ4 حقول الأخرى، وهي حقول "ليبرا وتورس وجيزة وفيوم".
معلومات عن حقل ريفين للغاز
بحلول الربع الثاني من عام 2021، أعلنت شركة النفط البريطانية بي بي تشغيل المرحلة الثالثة من مشروع تنمية غرب دلتا النيل على ساحل البحر المتوسط، متضمنة الإنتاج أساسًا من حقل ريفين، إذ بلغت التكلفة الاستثمارية للمشروع 9 مليارات دولار، ويشمل المشروع 5 حقول للغاز، وذلك بالتعاون مع وزارة البترول والثروة المعدنية.
وتُقدَّر الاحتياطيات المكتشفة من الغاز الطبيعي في المياه العميق بمنطقة غرب دلتا النيل، التي تضم الحقول الـ5، حتى الآن، بنحو 5 تريليونات قدم مكعبة من الغازات، بالإضافة إلى كميات ضخمة من النفط المكافئ، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع نحو 10.5 مليار دولار، إذ بدأت المرحلة الأولى منه في عام 2017، بحقلي تورس وليبرا، في 9 آبار بمعدل إنتاج أولي بلغ 700 مليون قدم مكعبة يوميًا، وبتكلفة استثمارية 1.8 مليار دولار.
وبدأ الإنتاج من المرحلة الثانية بحقلي جيزة وفيوم، في فبراير/شباط 2019، بمعدل إنتاج بلغ 400 مليون قدم مكعبة يوميًا، بينما يجري العمل حاليًا على زيادة إنتاج حقول المرحلة الثانية إلى 700 مليون قدم مكعبة يوميًا، وجاء حقل ريفين في المرحلة الثالثة بإنتاج 600 مليون قدم مكعبة يوميًا.
وتواصل شركة النفط البريطانية بي بي خططها لزيادة إنتاج الغاز من حقل ريفين إلى نحو 900 قدم مكعبة قياسية يوميًا، من خلال حفر مزيد من الآبار في الحقل، وزيادة الاستثمارات فيه، بما يدعم توجّه مصر لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي.
موضوعات متعلقة..
- مشروع ربط خط غاز حقل ريفين المصري يدخل مرحلته الثانية
- بي بي تعلن تشغيل حقل ريفين للغاز في مصر
- إنتاج حقل غاز ظهر المصري يحقق رقمًا قياسيًا منذ بدء الإنتاج
اقرأ أيضًا..
- رحلة قطاع الطاقة في المغرب.. وزراء ومسؤولون يتحدثون (ملف خاص)
- حقل أبوماضي.. حكاية اكتشاف غاز في مصر عمره 57 عامًا
- مشروع ضخم لإنتاج الحديد الأخضر في أستراليا بوساطة الهيدروجين