يترقب إنتاج ليبيا من النفط دفعةً جديدةً في أعقاب تشغيل خط الأنابيب الجديد الواصل من حقل شمال الحمادة النفطي التابع لشركة نفوسة للعمليات النفطية (Nafusah Oil Operation)؛ ما يحمل بشرى للاقتصاد المأزوم في البلد العربي الواقع شمال أفريقيا.
ويُراهَن على خط الأنابيب الجديد في إنعاش قطاع الطاقة الليبي الذي ما يزال يئنّ تحت ضغط الصراعات السياسية والانقسامات الداخلية.
وهناك خطط طموحة لرفع إنتاج ليبيا من النفط من 1.2 مليون برميل في الوقت الراهن إلى مليوني برميل يوميًا بحلول نهاية العقد الحالي (2030).
وتُعدّ ليبيا من أكبر منتجي النفط في أفريقيا؛ إذ يبرز الخام رافدًا رئيسًا للدخل الأساس في البلاد، رغم التداعيات السياسية والأمنية على هذا القطاع الباحث عن الخلاص، وفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
حقل شمال الحمادة
مُنِح الضوء الأخضر لتشغيل خط الأنابيب الجديد الواصل من حقل شمال الحمادة النفطي الواقع شمال غرب ليبيا، وفق بيان نشرته المؤسسة الوطنية للنفط عبر حسابها في منصة "إكس".
وبدأ إنتاج حقل شمال الحمادة النفطي يتدفق إلى ميناء مليتة النفطي عبر خط النفط (الفيل - مليتة) لمسافة تمتد إلى 250 كيلومترًا.
يأتي هذا بالتزامن مع بدء عملية ضخ النفط الخام من الخزانات الرئيسة إلى نقطة الاستلام في نهاية الخط وفق الضغوط التشغيلية المُتفق عليها.
وأكدت المؤسسة الوطنية للنفط سريان عملية تشغيل خط الأنابيب الجديد بانتظام وأمان، بحضور ممثلي الإدارة العامة للتفتيش والقياس بالمؤسسة، والفرق الفنية بالإدارات المختصة بشركتي نفوسة ومليتة.
وفي 18 مايو/أيار (2024) تمّت تعبئة خط الشحن الجديد بحقل شمال الحمادة، وتوقيع اتفاقية نقل ومناولة وشحن النفط الخام عبر خط حقل (الفيل – مليتة) من جميع الأطراف المعنية (شركتي مليته للنفط والغاز ونفوسة للعمليات النفطية)، بحسب بيان المؤسسة.
5 آبار تتأهب
وفق بيان المؤسسة الوطنية للنفط، يُتوقع زيادة إنتاج الحقل تدريجيًا خلال الأيام المقبلة عبر وضع الآبار الجاهزة تباعًا على محطة المعالجة، ثم خط الشحن.
وفي هذا السياق ستُوضَع 5 آبار: هي دي-1 (D-1)، وجيه-1 (J-1)، وإف-1 (F-1)، وبي-1 (B-1)، وسي-1 (C-1)؛ كي يلامس الإنتاج الإجمالي للحقل 8 آلاف برميل يوميًا بحلول أواسط شهر يوليو/تموز (2024).
غير أن ذلك الرقم مرشح للزيادة إلى 10 آلاف برميل يوميًا خلال أغسطس/آب (2024)، وهو برنامج المرحلة الأولى لتطوير الحقل، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
معلومات عن حقل شمال الحمادة
شهد حقل شمال الحمادة النفطي الكائن في امتياز 47 بحوض غدامس، شمال غرب ليبيا محاولات تطوير عديدة، بإدارة شركة نفوسة المشغّلة للحقل.
وتأسست نفوسة خلال عام 2013 بوصفها مشروع شراكة ما بين المؤسسة الوطنية للنفط وشركة ميدكو الإندونيسية والمؤسسة الليبية للاستثمار لتطوير الاكتشافات النفطية في منطقة التعاقد رقم 47 بحوض غدامس.
وفي مايو/أيار 2019، احتلّت مسألة تطوير الحقل مساحةً كبيرةً على طاولة النقاش بين الشركة وبين المؤسسة الوطنية للنفط، حسب بيان منفصل نشره الموقع الإلكتروني للمؤسسة.
واشتملت أوجه التطوير على كيفية الانتفاع من المرافق لضمان إنتاج سريع، والطريقة المُثلى للاستفادة من الغاز المصاحب، والتحديات الجيولوجية والحلول التقنية ذات الصلة.
وفي مايو/أيار (2024)، كشفت شركة نفوسة النقاب عمليًا عن أبرز مرافق الحقل، عبر تشغيلها خط أنابيب جديدًا ينقل إنتاج حقل شمال الحمادة النفطي.
إنتاج ليبيا من النفط
يُراهَن على حقل شمال الحمادة في دعم إنتاج ليبيا من النفط البالغ قرابة 1.2 مليون برميل يوميًا في بداية العام الجاري (2024).
وخلال العام الماضي (2023)، تخطّى إنتاج ليبيا من النفط حاجز الـ432 مليون برميل، وسط استقرار معدلات الإنتاج خلال غالبية أشهر العام قرب مستويات 1.2 مليون برميل يوميًا.
لكن إنتاج ليبيا من الخام في عام 2023 لم يصل إلى المستهدفات الطموحة المحددة من قبل المؤسسة الوطنية للنفط التي كانت تتطلع لزيادة معدلات الإنتاج إلى 1.3 مليون برميل يوميًا.
يُشار إلى أن إيرادات ليبيا من النفط في عام 2023 كانت قد هبطت بواقع 1.34 مليار دولار على أساس سنوي، كما انخفضت تحصيلات الضرائب النفطية وبيع المحروقات محليًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي العام الماضي (2023)، هبطت إيرادات ليبيا النفطية إلى 99.1 مليار دينار ليبي (20.68 مليار دولار)، نظير 105.5 مليار دينار ليبي (22.02 مليار دولار) في عام 2022.
(الدينار الليبي = 0.21 دولارًا أميركيًا).
موضوعات متعلقة..
- حقل شمال الحمادة في ليبيا.. مراحل تطوير تاريخية تدعم طفرة الإنتاج
- شركة الخليج العربي الليبية تطور بئر جي إن سي في منطقة الحمادة
- إنتاج النفط في ليبيا ينتعش بـ2000 برميل يوميًا إضافية
اقرأ أيضًا..
- هل تتغير العقوبات على النفط الإيراني في عهد بزشكيان؟ 6 خبراء يتحدثون لـ"الطاقة"
- بي بي تنشر تقرير آفاق الطاقة 2024.. سيناريوهان حاضران للتحول الأخضر
- تشغيل أول شبكة سفن تعمل بالميثانول الأخضر في أوروبا