رئيسيةتقارير السياراتسيارات

تكلفة السيارات الكهربائية في أوروبا تحرمها من منافسة نظيرتها الصينية

والشركات الألمانية تخشى انتقام بكين

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • العام الماضي شهدَ تصنيع نحو خُمس السيارات الكهربائية المبيعة بأوروبا، في الصين
  • إنتاج السيارات الكهربائية الصينية يستفيد من الدعم غير العادل
  • الصينيون يقولون، إن أوروبا تدعم شركات صناعة السيارات لديها بكثرة
  • فرع السيارات الألماني حقّق أرباحًا جيدة في السوق الصينية منذ مدة طويلة

تمثّل تكلفة السيارات الكهربائية في أوروبا الباهظة عائقًا كبيرًا يمنعها من الانتشار ومنافسة نظيراتها الصينية التي تحظى بدعم حكومي.

وتبيع شركة صناعة السيارات الصينية "بي واي دي" (BYD) سيارتها الصغيرة الأنيقة "سيغول" (Seagull) مقابل 12 ألف دولار، في حين إن السيارة الكهربائية الأقل تكلفة في أوروبا "داسيا سبرينغ" Dacia Spring، يبلغ سعرها 18 ألفًا و500 دولار.

ووفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإنه من المنطقي أن تطالب شركات صناعة السيارات في ألمانيا -الرائدة في السوق الأوروبية- بفرض رسوم استيراد على السيارات الكهربائية المدعومة ومخفّضة الأسعار في الصين.

وفي العام الماضي، تمّ تصنيع ما يقرب من خُمس مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا قادمة من الصين، وهذا العام، يمكن أن ترتفع هذه الحصة من المبيعات الأوروبية إلى الربع.

السيارات الكهربائية

من المتوقع أن يعارض أنصار حماية البيئة فرض رسوم إضافية تجعل التكنولوجيا النظيفة أكثر تكلفة، مثل السيارات الكهربائية، حسب مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" Foreign policy للكاتب الصحفي المتخصص بالسياسة الأوروبية والدولية المقيم في برلين بألمانيا، بول هوكينوس.

الكاتب الصحفي المتخصص بالسياسة الأوروبية والدولية المقيم في برلين بألمانيا، بول هوكينوس
الكاتب الصحفي المتخصص بالسياسة الأوروبية والدولية المقيم في برلين بألمانيا، بول هوكينوس – المصدر: الموقع الإلكتروني للكاتب

ويتلخص طموح الاتحاد الأوروبي في مضاعفة عدد السيارات المحايدة كربونيًا على الطرق الأوروبية (حاليًا 12 مليونًا) إلى 3 أضعاف بحلول عام 2030، وكانت العقبة الرئيسة أمام التوسع في السيارات الكهربائية في أوروبا لسنوات، هي تكلفتها الباهظة.

وقال بول هوكينوس، إن الواقع كان عكس ذلك، فقد كانت شركات صناعة السيارات الألمانية هي التي تطالب بإلغاء الرسوم الجمركية التي أعلنها الاتحاد الأوروبي حديثًا على السيارات الصينية، في حين حذَّر أنصار حماية البيئة من القيام بذلك.

وتشعر شركات صناعة السيارات الألمانية بالقلق إزاء الانتقام الصيني، وحذَّر أنصار حماية البيئة من تقويض الوعود الرئيسة للصفقة الخضراء الأوروبية، على وجه التحديد، الزخم الاقتصادي والوظائف ذات الأجور المرتفعة داخل الاتحاد الأوروبي.

السيارات الكهربائية الصينية

بدءًا من يوليو/تموز الجاري، تخطط المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، لفرض رسوم تتراوح بين 17.1% و38.1% على السيارات الكهربائية الصينية (بالإضافة إلى سيارات تيسلا وبي إم دبليو وداسيا المصنوعة في الصين).

ويأتي هذا بالإضافة إلى تعرفة 10% الجمركية القياسية على واردات السيارات التي تدفعها السيارات الصينية حاليًا.

ويأتي هذا الإجراء في أعقاب تحقيق الاتحاد الأوروبي لمدة 9 أشهر، ووجد أن إنتاج السيارات الكهربائية الصينية يستفيد من "الدعم غير العادل، الذي يسبّب تهديدًا بإلحاق ضرر اقتصادي بمنتجي السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية في الاتحاد الأوروبي".

الرسوم الجمركية الجديدة

ستختلف معدلات الرسوم الجمركية الجديدة للاتحاد الأوروبي اعتمادًا على تقدير الدراسة لدعم الدولة لكل شركة تصنيع سيارات على حدة.

وسيؤدي ذلك إلى رفع سعر سيارة "سيغول" من شركة "بي واي دي" BYD Seagull إلى 14 ألفًا و88 دولارًا.

وقال نائب رئيس المفوضية الأوروبية، فالديس دومبروفسكيس: "في هذه الحالة بالذات، لم يكن لدينا خيار سوى التحرك بمواجهة الارتفاع المتزايد في واردات السيارات الكهربائية في أوروبا المدعومة بشدة التي تُنتَج في الصين، وارتفاع حصتها بهذه السوق في دول الاتحاد".

وتبذل الصين قصارى جهدها لدرء هذه التدابير، على الرغم من أن السيارات الكهربائية في بكين ستظل أرخص من الطرازات الأوروبية، وغيرها من المنتجات، مثل حافلات المدينة الكهربائية، لن تخضع لأيّ ضريبة على الإطلاق.

سيارة بي إم دبليو الكهربائية طراز "آي إكس" في معرض شنغهاي للسيارات بالصين
سيارة بي إم دبليو الكهربائية طراز "آي إكس" في معرض شنغهاي للسيارات بالصين – الصورة من رويترز

رغم ذلك، فإن الصين تلجأ إلى عمليات انتقامية قوية فيما يبدو أشبه بحرب تجارية، وفي الوقت نفسه تسعى بشدة إلى إبرام صفقات في مفاوضات اللحظة الأخيرة، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويقول الصينيون، إن أوروبا تدعم شركات صناعة السيارات لديها بكثرة، مشيرين إلى الإعانات السخية، ودعم البحث والتطوير، والحوافز الضريبية.

وعلى الرغم من صحة هذا، فإن الخبراء يتفقون على أن تحقيق الاتحاد الأوروبي يُظهر أن شركات صناعة السيارات الصينية تستفيد أكثر بكثير من نظيراتها الأوروبية.

وتَعرِض الصين تسهيلات فيما يتصل بخفض الرسوم الجمركية الحالية على السيارات ذات المحركات الكبيرة في أوروبا، مقابل إسقاط الرسوم الجديدة، كذلك.

وقال الكاتب الصحفي المتخصص بالسياسة الأوروبية والدولية المقيم في برلين بألمانيا، بول هوكينوس: إن "شركات صناعة السيارات الألمانية تشعر بالقلق من أن أعمالها في الصين، وخصوصًا السيارات ذات محركات الاحتراق الكبيرة التي تبيعها هناك".

من ناحيته، حقّق فرع السيارات الألماني أرباحًا جيدة في السوق الصينية منذ مدة طويلة، ففي عام 2021، تفاخرت صناعات سلع السيارات الألمانية بفائض تجاري مع الصين يبلغ نحو 30 مليار دولار.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق