تراخيص شبكة الكهرباء تعطّل مشروعات طاقة الرياح في أوروبا.. عقبة تهدد التحول الأخضر
محمد عبد السند
- يُراهَن على طاقة الرياح في أوروبا لتسريع جهود التحول الأخضر
- الاتصال بالشبكة الكهربائية هو أكبر عقبة في توسيع الطاقة المتجددة لدى أوروبا
- صناعة طاقة الرياح في أوروبا تطالب الحكومات بتحفيز الاستثمارات في توسيع الشبكات
- تباطأ نمو تركيبات طاقة الرياح في أوروبا خلال العام الماضي (2023)
- يُتوقع أن يقفز نمو التركيبات الجديدة في قطاع طاقة الرياح البرية بأوروبا إلى 16.1 غيغاواط
ما تزال أعداد كبيرة من مشروعات طاقة الرياح في أوروبا حبيسة الأدراج، نتيجة تأخر حصولها على التراخيص اللازمة للتوصيل بشبكة الكهرباء الرئيسة في العديد من بلدان القارة.
ويعطّل هذا التأخير الانطلاقة التي تشهدها صناعة الرياح الأوروبية خلال السنوات القليلة الماضية، ما يوجه ضربةً قاصمةً لخطط التحول الأخضر في أوروبا.
وتعوّل الحكومات الأوروبية على مصادر الطاقة المتجددة -لا سيما طاقة الشمس والرياح- في إتاحة إمدادات مستدامة وموثوقة من الكهرباء النظيفة اللازمة لتحقيق أهداف الحياد الكربوني.
ويستهدف الاتحاد الأوروبي رفع سعة طاقة الرياح من 220 غيغاواط -الآن- إلى 425 غيغاواط بحلول عام 2030 و1300 غيغاواط بحلول عام 2050.
وتُعد مشروعات طاقة الرياح في أوروبا هي كلمة السر في تعزيز أمن الطاقة وإتاحة الكهرباء المستدامة بأسعار معقولة، وتحقيق القدرة التنافسية الصناعية، وفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
طابور الانتظارات
تنتظر المئات من مشروعات طاقة الرياح في أوروبا الحصول على تراخيص لتوصيلها بالشبكة الكهربائية في القارة العجوز، وهو التأخير الذي يهدد بإبطاء وتيرة التحول إلى الطاقة النظيفة، حسبما ورد في بيان حديث صادر عن هيئة صناعة طاقة الرياح الأوروبية ويند يوروب (WindEurope).
وقالت "ويند يوروب"، إن الاتصال بالشبكة الكهربائية -في الوقت الحالي- هو العقبة الأكبر في طريق توسع أوروبا في مصادر الطاقة المتجددة.
ومع تباطؤ وتيرة تحديث شبكات الكهرباء في أوروبا، فقد لا تتمكن من استيعاب المزيد من السعة الكهربائية، إلى جانب تأخر إجراءات الحصول على التصاريح الخاصة بالتوصيل بالشبكة في العديد من البلدان، يواجه العديد من مشروعات طاقة الرياح في أوروبا مدد انتظار تصل إلى 9 سنوات للحصول على التراخيص اللازمة.
وقال الرئيس التنفيذي لهيئة صناعة طاقة الرياح الأوروبية "ويند يوروب"، غايلز ديكسون: "المنظومة وصلت إلى طريق مسدود، ما يعرقل الاستفادة من مئات الغيغاواط من مشروعات طاقة الرياح في أوروبا".
500 غيغاواط مُعطلة
تنتظر مشروعات طاقة الرياح في أوروبا أن تزيد سعتها الإجمالية على 500 غيغاواط للحصول على الترخيص اللازمة للربط بالشبكة في العديد من البلدان أمثال فرنسا وألمانيا وأيرلندا وبولندا وإسبانيا.
وتمتلك إيطاليا والمملكة المتحدة ما يزيد على 100 غيغاواط -لكل منهما- من مشروعات طاقة الرياح في أوروبا، التي تنتظر تقييمات التوصيل بالشبكة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويستهدف الاتحاد الأوروبي إنتاج 42.5% من إجمالي الكهرباء المولدة لديه من المصادر المتجددة بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، ما يتطلب التوسع في سعة طاقة الرياح إلى 425 غيغاواط بحلول عام 2030، بزيادة من 220 غيغاواط في الوقت الحالي.
ماذا بعد؟
تختلف مراحل تنفيذ مشروعات طاقة الرياح في أوروبا التي تنتظر الحصول على تراخيص التوصيل بالشبكة، ومن المرجح ألا تحصل كلها على الضوء الأخضر للشروع في البناء.
فعلى سبيل المثال تتنافس بعض تلك المشروعات مع بعضها للحصول على الدعم، وفق ما قالته ويند يوروب، وتابعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويكمن جزء من تلك المشكلة في أن تلك المشروعات تقيم على أساس "أسبقية التقدم للحصول على التراخيص"، ما يعني أن معظم المشروعات الجاهزة للانطلاق لا يمكنها أن تتجاوز المعيار المذكور.
وطالبت ويند يوروب حكومات الدول الأوروبية بتحفيز الاستثمارات في توسيع الشبكات استعدادًا لتدفق أكبر لمصادر الطاقة المتجددة.
كما طالبت ويند يوروب حكومات الدول الأوروبية بفرز الطلبات، حتى تستطيع مشروعات طاقة الرياح في أوروبا الجاهزة للانطلاق الحصول على التراخيص بسرعة.
تباطؤ التركيبات
تباطأ نمو تركيبات طاقة الرياح في أوروبا خلال العام الماضي (2023)، لكن التوقعات المستقبلية ما زالت متفائلة بإضافة مزيد من قدرات وحدات الغيغاواط إلى مزيج توليد الكهرباء الأوروبي خلال السنوات الـ7 المقبلة.
ولامست سعة التركيبات الجديدة لطاقة الرياح على مستوى القارة الأوروبية نحو 18.3 غيغاواط في عام 2023، انخفاضًا بنسبة 3.1% عن سعة التركيبات البالغة 18.9 في عام 2022.
ويُتوقع أن تلامس سعة تركيبات طاقة الرياح المضافة في أوروبا نحو 260 غيغاواط خلال السنوات الـ7 الممتدة من 2024 إلى 2030، وفقًا تقرير منفصل صادر عن "ويند يوروب".
توقعات طاقة الرياح في أوروبا
تستأثر طاقة الرياح البرية على أغلب توقعات النمو الخاصة بالتركيبات الجديدة على مستوى القارة خلال المدة من 2024 وحتى 2028، مع توازن الكفة بعد ذلك وميلها إلى طاقة الرياح البحرية بداية من 2030.
ويُتوقع أن يقفز نمو التركيبات الجديدة في قطاع طاقة الرياح البرية في أوروبا إلى 16.1 غيغاوط، في حين يُتوقع أن تصل سعة التركيبات البحرية إلى 5 غيغاواط فقط في عام 2024.
كما يُتوقع أن تنمو إضافات التركيبات البرية إلى 20.9 غيغاواط و22.6 غيغاواط في عامي 2025 و2026، في مقابل 6.7 غيغاواط، و8.2 غيغاواط للتركيبات البحرية على التوالي.
وستواصل التركيبات البرية نموها في عامي 2027 و2028 إلى 25.1 غيغاواط و27 غيغاواط، في حين ستنمو التركيبات البحرية إلى 8.4 غيغاواط، و10.4 غيغاواط على التوالي.
موضوعات متعلقة..
- تركيبات طاقة الرياح في أوروبا قد تضيف 260 غيغاواط بحلول 2030 (تقرير)
- تركيبات طاقة الرياح في أوروبا تتجاوز 18 غيغاواط خلال 2023.. ما أكبر الدول؟
- نمو توليد الطاقة الشمسية في أوروبا قد يتجاوز أي مصدر آخر خلال 2024
اقرأ أيضًا..
- كيف تتأثر أسواق النفط بانتخابات الرئاسة الأميركية؟ ولماذا "ترمب" الأسوأ للصناعة؟
- بي واي دي تفتتح أول مصنع سيارات كهربائية لها في جنوب شرق آسيا
- 8 شركات بطاريات صينية تتجه إلى المغرب.. ضربة غير مباشرة لأميركا