شهد حقل غاز سعودي توقيع عقود جديدة بقيمة تتجاوز 25 مليار دولار أميركي، تستهدف الاستفادة من احتياطياته العملاقة التي تصل إلى نحو 229 تريليون قدم مكعبة قياسية.
وبحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، وقّعت عملاقة النفط الحكومية السعودية "أرامكو"، اليوم الأحد 30 يونيو/حزيران (2024)، عقودًا جديدة للمرحلة الثانية من توسعة حقل الجافورة للغاز، والمرحلة الثالثة من توسيع شبكة الغاز الرئيسة.
وتأتي أعمال تطوير أكبر حقل غاز سعودي ضمن جهود المملكة لتطوير احتياطياتها من الغاز غير التقليدي، بما في ذلك احتياطيات حقل الجافورة، وهو الأمر الذي يتطلب طرقًا متقدمة للاستخراج، تماثل تلك المستعملة في صناعة الغاز الصخري.
يشار إلى أن حقل الجافورة يعدّ أكبر حقل غاز سعودي يحتوي على الغاز غير التقليدي المصاحب للنفط في المملكة، إذ من المحتمل أن يكون أكبر مشروع لتطوير الغاز الصخري خارج الولايات المتحدة.
المرحلة الثانية من تطوير حقل الجافورة
تتضمن العقود التي أرستها أرامكو اليوم، 16 عقدًا بقيمة إجمالية 12.4 مليار دولار لتطوير المرحلة الثانية من مشروع الجافورة، وسيشمل العمل إنشاء مرافق ضغط الغاز وخطوط الأنابيب المرتبطة بها، وتوسعة معمل غاز الجافورة، بما في ذلك بناء وحدات معالجة الغاز، والمرافق العامة، ومرافق الكبريت والتصدير.
وسيتضمن المشروع إنشاء مرافق (رياس) الجديدة لتجزئة سوائل الغاز الطبيعي التابعة للشركة في الجبيل، بما في ذلك وحدات تجزئة سوائل الغاز الطبيعي ومرافق التخزين والتصدير لمعالجة سوائل الغاز الطبيعي المنتجة من الجافورة.
كما وقعت أرامكو 15 عقدًا آخر بـ8.8 مليارات دولار لبدء المرحلة الثالثة من توسعة شبكة الغاز الرئيسة، والتي توفّر الغاز الطبيعي للعملاء في جميع أنحاء المملكة.
وستؤدي التوسعة، التي تتم بالتعاون مع وزارة الطاقة، إلى زيادة حجم الشبكة ورفع طاقتها الإجمالية بحوالي 3.15 مليارات قدم مكعبة قياسية إضافية يوميًا بحلول عام 2028 من خلال تركيب نحو 4 آلاف كيلومتر من خطوط الأنابيب، و17 وحدة جديدة لضغط الغاز.
وتمت كذلك ترسية 23 عقدًا إضافيًا لمنصات الغاز بقيمة 2.4 مليار دولار، إلى جانب عقدين للحفر الاتجاهي بقيمة 612 مليون دولار، وفي الوقت نفسه، تمت ترسية 13 عقدًا لربط الآبار في الجافورة بقيمة إجمالية تبلغ 1.63 مليار دولار وذلك في الفترة بين ديسمبر 2022 ومايو 2024.
وتشمل هذه المنشآت، وفق الأمير عبدالعزيز بن سلمان، محطات الكهرباء ومحطات تحلية المياه، ومصانع ومعامل إنتاج البتروكيماويات، وذلك ضمن مشروع توسعة المرحلة الثالثة من شبكة الغاز الرئيسة، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
احتياطيات حقل الجافورة
تصل احتياطيات حقل غاز الجافورة إلى نحو 229 تريليون قدم مكعبة، بالإضافة إلى نحو 75 مليار برميل من المكثفات، وفق قاعدة بيانات حقول النفط والغاز لدى منصة الطاقة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية المهندس أمين الناصر، إن حقل الجافورة، من خلال إنتاج 2 مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا من الغاز بحلول عام 2030، يقدّم مبادرة جريئة ستعزز مكانة السعودية بصفتها من أكبر منتجي الغاز في العالم.
وأضاف أن توسعة شبكة الغاز الرئيسة من شأنها أن تضيف 4 آلاف كيلومتر من خطوط الأنابيب، الأمر الذي سيعزز القدرة الإنتاجية بنحو 3.2 مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا، ويربط مدنًا إضافية في جميع أنحاء البلاد بالشبكة، حسبما نقلت عنه وكالة رويترز.
يشار إلى أن الشركات التي فازت بعقود الاستفادة من احتياطيات حقل الجافورة، الذي يعدّ أكبر حقل غاز سعودي، تضم تحالفًا يتكون من شركة "هيونداي للهندسة والإنشاءات (Hyundai)، وكذلك شركة سينوبك الصينية (Sinopec).
وكانت شركة أرامكو السعودية قد أطلقت، اليوم الأحد، المرحلة الثالثة من توسعة شبكة الغاز الرئيسة، والمرحلة الثانية من تطوير حقل الجافورة، وذلك بحضور وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان.
وأعلنت الشركة أنها ستواصل دعم توجّه السعودية لتنويع وتنمية الاقتصاد الوطني، وكذلك دعم رؤية تحويل مزيج الطاقة للاستغناء عن الوقود السائل، بما يحقق في نهاية الأمر هدف زيادة الاستثمار في الغاز، بصفته مصدرًا موثوقًا للطاقة.
احتياطيات الغاز في السعودية
قال وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إن مشروع تطوير المرحلة الثانية من مشروع أكبر حقل غاز سعودي، وهو حقل الجافورة، بجانب المرحلة الثالثة من مشروع توسعة شبكة الغاز الرئيسة، سيوفر للمملكة نحو ملياري قدم مكعبة قياسية يوميًا.
وأضاف أن إنتاج الغاز من حقل الجافورة من شأنه أن يسهم بزيادة إنتاج الغاز الطبيعي في المملكة بنسبة 62% بحلول عام 2032، وهو الرقم الأعلى خليجيًا، بينما ستُوَجَّه الكميات التي ستُوَفَّر إلى الاستعمال في أوقات الذروة، بحسب التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح وزير الطاقة السعودي أن مشروع توسعة أكبر حقل غاز سعودي، وشبكة الغاز الرئيسة، يعدّ نتاجًا لمستهدفات مزيج الطاقة، إذ إن وزارة الطاقة وأرامكو عملتا معًا منذ عام 2019 للوصول إلى تصور واضح لمستهدفات هذا المزيج.
كما درست الشركة والوزارة، وفق الأمير عبدالعزيز بن سلمان، تكلفة الفرصة البديلة لاستعمال السوائل والمشتقات النفطية في محطات الكهرباء وتحلية المياه، إذ إن هناك فرصًا كبيرة لتوفير هذه الكميات، وذلك من خلال استبدال الغاز والطاقة المتجددة بها.
موضوعات متعلقة..
- وزير الطاقة السعودي خلال توقيع عقود حقل الجافورة: لن يهزمنا أحد.. وهؤلاء سيندمون
- إنتاج السعودية من الغاز الطبيعي ينتظر طفرة مع اقتراب تشغيل حقل الجافورة (تقرير)
- احتياطيات حقل الجافورة السعودي للغاز تقفز إلى 229 تريليون قدم مكعبة
اقرأ أيضًا..
- إنتاج الوقود الحيوي عالميًا يرتفع لمستوى قياسي.. وهذه قائمة الـ10 الكبار (تقرير)
- خلايا شمسية تحتوي على السيراميك قد تُحدث ثورة في إنتاج الكهرباء
- من أين يستورد المغرب الغاز الطبيعي بعد 31 شهرًا من وقف إمدادات الجزائر؟
تحيا للمملكة العربية السعودية